الرئيسية » الهدهد » “يديعوت أحرونوت”: تطور يخطف الفرحة من نظام الأسد.. السيطرة على حلب لا تعني انتهاء الحرب

“يديعوت أحرونوت”: تطور يخطف الفرحة من نظام الأسد.. السيطرة على حلب لا تعني انتهاء الحرب

قالت صحيفةيديعوت أحرونوت” الإسرائيلية, إن سيطرة نظام بشار الأسد على مدينة حلب شمالي سوريا, لا تعني انتهاء الحرب في سوريا, بل إن المعارضة المسلحة قد تعود من جديد للمناطق التي خسرتها.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها نشرته قبل أيام, أن جيش نظام الأسد يعاني من التراجع الحاصل في أعداد التجنيد بصفوفه، وفقدانه المتواصل للخسائر البشرية من جنوده، مما جعله يفقد نصف عدده خلال سنوات القتال منذ اندلاع الحرب قبل سنوات، ولذا يعاني هذا الجيش من تقلص وحداته المدربة مثل المشاة والهندسة, ويعتمد بالأساس على الميليشيات الشيعية القادمة من الخارج .

 

وتابعت ” حالة جيش الأسد المتراجعة تساعد على عودة القرى والبلدات التي سيطر عليها مؤخرا إلى قوات المعارضة مجددا، في حال توفرت خطوط إمداد لها”.

 

واستطردت الصحيفة “محافظة إدلب شمالي سوريا, التي لجأ إليها المسلحون الخارجون من حلب، يبدو أيضا أن المعركة الأساسية القادمة ستحصل على أراضيها”.

 

وكان موقع “ديلي بيست” الأمريكي, قال أيضا إن سقوط مدينة حلب من شأنه أن يدعم مزاعم تنظيم الدولة “داعش” عن أنه المدافع الوحيد عن أهل السنة, خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ضد المدنيين هناك.

 

وأضاف الموقع في تقرير له في 19 ديسمبر, أن المتحدث السابق باسم تنظيم الدولة محمد العدناني، كان رفض, قبل مقتله بغارة أمريكية, الاتهامات الموجهة للتنظيم بأنه لم يجلب للمدن السنية سوى الدمار والخراب, وقال حينها :”هذا الدمار لم يكن قط من فعل تنظيم الدولة”.

 

وتابع ” سقوط حلب بعد مجازر وحشية ارتكبتها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران سيدعم ما قاله العدناني، وسيساعد التنظيم على تجنيد المزيد من الشباب السنة في صفوفه, ولذا فإن داعش هو أحد الرابحين أيضا مما حدث في حلب”.

 

واستطرد الموقع ” حديث أحد مراسلي مجلة (دير شبيجل) الألمانية عن أن سقوط حلب كان بسبب الجهاد الشيعي العالمي الأول في التاريخ المعاصر, الذي تقوده قوات الحرس الثوري الإيراني وتشكيلة من المقاتلين الشيعة القادمين من أفغانستان وباكستان ولبنان والعراق, سيعطي دفعة أيضا لمزاعم داعش حول دفاعه عن أهل السنة”.

 

وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية, قالت أيضا إن ما تشهده سوريا منذ ست سنوات, ليس حربا أهلية كما يزعم البعض, ولكنها حرب إبادة تشنها روسيا ونظام بشار الأسد وإيران والميليشيات الشيعية على المدنيين السوريين.

 

وأضافت المجلة في مقال لها في 17 ديسمبر, أن نظام الأسد وحلفائه ارتكبوا جرائم حرب مروعة ضد المدنيين السوريين تتراوح بين القتل الجماعي بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية, والتعذيب الممنهج, والحصار والتجويع حتى الموت, والاغتصاب بحق النساء والأطفال والرجال في مراكز الاعتقال. وتابعت ” أكثر من نصف مليون سوري تعرضوا للذبح حتى الآن, وستة ملايين تعرضوا للتشرد داخل سوريا نفسها، وخمسة ملايين آخرين أجبروا على الفرار واللجوء إلى دول أخرى، وهذه الجرائم هي التي تسمى بالإبادة الجماعية”.

 

واستنكرت المجلة صمت الغرب إزاء هذه المجازر الوحشية, وحملته مسئولية استمرار نظام الأسد وحلفائه في ارتكاب المزيد منها, ما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث. وكانت مدينة حلب شمالي سوريا واجهت في الشهور الأخيرة فقط وضعا مأساويا وكارثيا أعاد إلى الأذهان ما حدث في مدينتي سراييفو (البوسنة والهرسك) وجروزني (الشيشان) اللتين عاشتا ويلات الحصار والتدمير الوحشي ما خلف مقتل وتشريد مئات الآلاف.

 

وتشير مختلف التقارير الدولية إلى أن ما حصل بالمدن الثلاث يرقى لمستوى الإبادة الجماعية. ومنذ سيطرة الجيش السوري الحر منتصف يوليو 2012 على 70% من حلب، تعرضت الأحياء الشرقية من المدينة لقصف جوي ومدفعي استمر بين عامي 2012 و2014، واستعملت قوات النظام السوري بداية 2014 البراميل المتفجرة، ما دفع حينها نصف مليون من سكانها إلى النزوح. وبعد التدخل العسكري الروسي في سوريا مطلع سبتمبر2015 , تعرضت حلب لحملة عسكرية كبيرة، وإثر سيطرة قوات النظام في يوليو 2016 على طريق الكاستيلو، أصبحت حلب أكثر المناطق المحاصرة من حيث كثافة السكان في مساحة لا تتجاوز الثلاثين كيلومترا مربعا.

 

واشتد الحصار والقصف الجوي العنيف على مدينة “الشهباء” مع تقدم قوات النظام مدعومة بالطائرات الروسية في ديسمبر 2016 في مناطق جديدة شرقي حلب، مما قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة، وذلك بعد اشتباكات استمرت لأشهر. ووقعت الأحياء المتبقية في يد الفصائل السورية المسلحة، تحت حصار محكم ووابل من الغارات الجوية السورية الروسية وقصف مدفعي بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، في حملة شرسة تخللتها مجازر وإعدامات ميدانية بحق المدنيين، وفق مصادر حقوقية.

 

وحسب “الجزيرة”, تجمع مختلف التقارير والشهادات على أن حلب تعرضت للإبادة ، وهو ما أشارت إليه أيضا مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إذ قالت إن حلب تتحول إلى أنقاض، ويفر منها المدنيون أو يموتون تحت جدران منازلهم جراء القصف الجوي المتواصل.

 

وكتب مارك غالوتي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قصف حلب بالوحشية نفسها التي اتبعها في قصف جروزني. ورأى الكاتب الأمريكي أنه لا فرق بين الإستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا وما اعتمدته في جروزني فـ “من الحكمة أن يدرس الإنسان الأساليب الخرقاء التي استخدمها بوتين خلال أول حرب يخوضها كرئيس هيئة أركان، وهي الحرب الشيشانية الدموية (1999ـ2000), وأكد أن “حربيْ الشيشان وسوريا تدللان على نهج بوتين الوحشي في القتال”.

 

وبينما أكد الأمين العام لـ الأمم المتحدة بان كي مون أن منظمته تلقت “تقارير فظيعة” عن معاناة المدنيين في حلب، اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن حلب تعد بمثابة سراييفو  جديدة . وكانت جروزني عاصمة الجمهورية الشيشانية تعرضت  للدمار خلال حربيْ الشيشان بين روسيا وبين المقاتلين الشيشان، الأولى بين عامي 1994 و1996، والثانية بين عامي 1999 و2000 .

 

واستخدم الجيش الروسي حينها ترسانته العسكرية، وألحق دمارا هائلا بجروزني التي تحولت إلى مدينة أشباح, مخلفا مئات الآلاف من القتلى والجرحى. كما قامت قوات صرب البوسنة بحصار سراييفو من إبريل 1992 إلى نوفمبر 1995، ما أسفر عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل بينهم أكثر ألف وستمائة طفل, كما ارتكب صرب البوسنة أيضا مجزرة سربرينيتشا التي حصدت ثمانية آلاف رجل وشاب مسلم في يوليو 1995، ووصفها القضاء الدولي بأنها إبادة.

 

 

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول ““يديعوت أحرونوت”: تطور يخطف الفرحة من نظام الأسد.. السيطرة على حلب لا تعني انتهاء الحرب”

  1. يبدو ان الروس ينتقمون من الاطراف الخطأ لما حصل لهم من المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وعليهم مراجعة حساباتهم

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.