الرئيسية » تقارير » أوبن ديموكراسي: الفن الساخر سلاح يؤرق السيسي ونظامه.. يريدون القضاء عليه بشتى الطرق

أوبن ديموكراسي: الفن الساخر سلاح يؤرق السيسي ونظامه.. يريدون القضاء عليه بشتى الطرق

نشر موقع “أوبن ديموكراسي” تقريرا عن الواقع المصري مشيرا فيه إلى إنه في البلدان التي يكون فيها الخوف سلاح لمحاربة حرية التعبير، تصبح السخرية أقوى وسائل المقاومة، وهذا ما حدث في مصر خلال الفترة الأخيرة.

 

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن وكتبه أحد المختصين بمجال حقوق الإنسان: ذات مساء في شهر مايو، أثناء تصفحي لتحديثات صفحتي على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، قفز أمامي منشور أصابني بالذعر لأحد أصدقائي يدعى عادل – وهو أحد طلاب المسرح في مركز الجوزيت للفنون- : تم إلقاء القبض على عز، وهو الآن محتجز في قسم شرطة هليوبوليس، وقريبا سيلقون القبض على المتبقين منا.

 

ولفت الناشط الحقوقي الذي نشر الموقع اسمه الأول فقط ويدعى “بهجت” إلى أن عز المذكور هنا، صديق لي كنا نرتاد نفس صفوف المسرح معا، وعرفت مؤخرا من خلال صفحته على موقع فيسبوك أن اعتقاله كان بتهمة نشر فيديوهات مسيئة ومحاولة قلب نظام الحكم. وقد كنت شاهدت من قبل بعض مقاطع الفيديو الخاصة بهذه المجموعة والتي قاموا بتصويرها على طريقة السيلفي باستخدام كاميرا الهاتف المحمول ونشروها على موقع يوتيوب، قاموا في هذه الفيديوهات بأداء مسرحي هزلي يسخرون فيه من مواضيع شتى تخص المجتمع المصري مثل برامج الراديو الدينية أو أغاني الأطفال أو النظام العسكري.

 

وأكد الناشط الحقوقي أن هذه المجموعة والمكونة من 6 فنانين صغار السن، قابلت معظمهم من خلال صفوف المسرح ويملئهم شغف بالمسرح والفنون، ظنت هذه المجموعة أن بإمكانهم مناقشة أي شيء والتعرض لأي موضوع من خلال الأداء المسرحي. فكونوا فرقة مسرحية وأطلقوا عليها اسم أطفال شوارع.

 

وأشار “بهجت” إلى أنه عقب نشر عادل لهذا المنشور بيوم أو يومين، تم القبض عليه  بالفعل كما تنبأ وتوقع بنفسه بالإضافة إلى أعضاء الفريق الأربعة الآخرين وحُبسوا 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة استخدام فيديوهات يوتيوب للتحريض على العنف وأعمال الإرهاب. وعلى مدار الخمسة أشهر الماضية تم تجديد الحبس على ذمة التحقيق بشكل متواصل، ليصل مجموع الأيام التي قضوها في الحبس الاحتياطي 105 يوما. وحيث أن قانون التظاهر قد منع نزول المظاهرات إلى الشوارع لجأ النشطاء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الفرقة، فأطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان كاميرا التليفون بتهزك؟ قام فيها الداعمون بنشر صورهم على طريقة السيلفي باستخدام هواتفهم المحمولة للاستهزاء بخوف النظام من الفن الساخر.

 

وذكر موقع أوبن ديموكراسي أن الفن الساخر في مصر له دور هائل وجوهري في الحركات الاجتماعية الحالية والنشاط السياسي في مصر، وبشكل خاص أثناء تصعيدات 2011 وما تلاها من أحداث. وكان الساخر الأكثر شهرة وبروزا على الساحة في حينها باسم يوسف، والذي يُعرف بلقب جون ستيورات مصر.

 

وبدأت شهرة باسم يوسف في عام 2011 بعد نشره لفيديوهات سياسية ساخرة على موقع يوتيوب كرد فعل ونتيجة للغياب التام لحرية التعبير في وسائل الإعلام الرئيسية.

 

واستطرد الموقع أن الفن الساخر كان وسيلة مقاومة ليس في مصر وحدها ولكن في العديد من الدول حول العالم، حيث تم فضح حكم هتلر والنظام النازي من خلال الأفلام الصامتة التي قدمها الأسطورة تشارلي شابلن فصمدت وخلدت في أذهان الناس متفوقة على أي أخبار وتعليقات سياسية من زمنها.

 

وكذلك هناك جون ستيورات في الولايات المتحدة وعلي فرزات في سوريا وإبراهيم نبافي في إيران وهم أمثلة قليلة من الساخرين المتحدين للسلطة بسلاح الكوميديا، وربما يصل الأمر بهم إلى حد إلقاء القبض عليهم وحبسهم، فالفن الساخر لم يسلم من المنتقدين المتزمتين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.