الرئيسية » تحرر الكلام » الجيوش الوطنية والثورات العربية

الجيوش الوطنية والثورات العربية

دراسة منهجية تجريبية موثقة ننشرها على صفحات هذه الصحيفة 

(34)

خبرة الجيش السوري في قتل الشعب

من قبل أن تتفجر ثورة الكرامة العربية عهد الجيشان السوري والعراقي قتل أبناء الشعب في مجازر مشهودة ، بتخطيط وتنفيذ قيادات حزب البعث في الدولتين ، وينبغي على أبناء الأمة التنقيب عن أصول وملابسات ووثائق هذه المذابح الجماعية المروّعة ، والدفع بها وتحريكها امام القضاء الجنائي الدولي ، بوصفها جرائم ضد الإنسانية وإبادة الجنس البشري .

إن هذا هو الأسلوب الذي اعتاده حزب البعث منذ نشأته في التعامل مع معارضيه ، في الداخل بالمذابح التي يقوم بها الجيش ، وفي الخارج بالاغتيالات والتصفيات الجسدية عن طريق الأعمال القذرة لأجهزة المخابرات ، إذ كان الشعب السوري المقهور محكوماً بثلاثة عشر جهاز مخابرات .

لقد كانت عمليات القتل بأشكالها الدراماتيكية المتعددة هي إحد تكتيكات حزب البعث السرية المتعارف والمتفق عليها والمعتمدة بين قيادات الحزب وأعضائه من أجل القضاء على المعارضين ، ومن السذاجة تصور أن حزب البعث في العراق قد انتهى برحيل “صدام حسين” ، فخلايا الحزب قائمة ونشطة على التراب العراقي ، وهي وراء زعزعة الأمن وعدم الاستقرار للثأر من النظام القائم ، والذي لا يقل سوءً وفساداً عن نظام بعث “صدام حسين” ، وهي التي اطلقت “داعش” ومن على شاكلتها ثم تزيّت بزي الثورة ، ولا ندري أي ثورة تلك التي تقوم بها تنظيمات مسلحة مقاتلة ، إذا أراد الشعب العراقي الثورة فله ذلك ، عبر ثورة شعبية يقوم بها الناس بعفوية وتلقائية ، يعبرون من خلالها عن رفضهم للأمر الواقع ، ورغبتهم في خلق واقع جديد .

وينبغي على شباب الثورة السورية أن يعوا ذلك جيداً ، فهذه الأحزاب التي على شاكلة حزب البعث لا تنتهي بسهولة ، فقد تختفي تحت السطح ، ولكنها تظل تنخر في عظام وقوام المجتمع متحينة الفرصة حتى تطفو على السطح ، وتعث الفساد في الأرض ، وتفرض من جديد نظامها الاستبدادي الشوفيني .

إننا في هذا الموضع لا ندعو ولا نطلب من أي نظام ثوري جاء بفعل ثورة الكرامة العربية أن يُقصي أو يستبعد أي فصيل من أبناء المجتمع ، بل عليه أن يعاقب من اقترف جرماً بمنتهى الأمانة والعدالة والصدق تحقيقاً لقول الخالق سبحانه في الآية الثامنة من سورة المائدة “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” هكذا تكون الثورة النقية الطاهرة ثورة الكرامة العربية ، ثم تُترك عملية الفرز بين الصالح والطالح للشعب الذي ذاق الأمرين ، فهو لن يُخطئ مرة أخرى ، وسوف يسلم زمام أمره لشبابه الشرفاء يقودونه نحو الحكم الرشيد والرفاه والرقي .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.