الرئيسية » الهدهد » الجارديان: كيف قام المركز التجاري في دبي ببيع المدينة للعالم؟

الجارديان: كيف قام المركز التجاري في دبي ببيع المدينة للعالم؟

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً عن إمارة دبي والفرق بين ما كان يقوم به الآباء المؤسسين في مكافحة خلل التركيبة السكانية مع بداية الاتحاد.

 

وقالت الصحيفة: “عندما تم بناء المركز التجاري العالمي بدبي، كان بمثابة رسالة للعالم بأن دبي منفتحة على الأعمال التجارية. ويقال بأن أحد رجال الأعمال زار دبي في سبعينيات القرن الماضي ودخل على الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وطلب الحصول على قطعة أرض، فوافق الشيخ وتم منح رجل الأعمال قطعة أرض. إلا أن هذا الأخير لم تعجبه قطعة الأرض وطلب قطعة تكون أقرب لوسط المدينة، لكن لم يتم تلبية طلبه، وبعد عودة الرجل لدبي بعد أشهر، عرضت عليه قطعة أرض أخرى، إلا أنه رفض”.

 

وأضاف: “في الحقيقة، قطعة الأرض الثانية هي التي تم فيها بناء المركز التجاري العالمي. ويعتبر المركز التجاري اليوم بوابة للمستثمرين ومكانا ينال استحسان كل من زاره. وقد زار المهندس المتكفل ببناء المركز التجاري العالمي كلا من طوكيو ونيويورك ثم قرر بناء مبنى ذي 33 طابقا، لكن الشيخ راشد أصر على أن يكون المبنى أطول، وقرروا أخيرا أن يكون للمركز 39 طابقا.”

 

وأشار التقرير إلى كون دبي سنة 1974 مختلفة جدا عما هي عليه اليوم، فقد تم اكتشاف النفط فيها قبل ثماني سنوات، وشهدت المدينة منذ ذلك الوقت نموا سريعا وتنافست البنوك وسلاسل الفنادق العالمية لتستثمر في دبي، وتسارع الناس من أوروبا والعالم العربي وأمريكا الشمالية وجنوب آسيا للذهاب إلى دبي والاستقرار فيها، وبالتالي، تضاعف عدد سكان دبي في أربع سنوات، ليبلغ أكثر من مليون نسمة.

 

وما زالت مدينة دبي تحافظ على الجانب التقليدي فيها، حيث ما زال السكان يذهبون للسوق لقضاء حاجياتهم. في المقابل، أصبحت دبي مكتظة ما دفع السلطات للتعبير عن الحاجة لأن يكون حجم دبي أكبر أربع مرات.

 

وتابع التقرير: “وتضمن المركز التجاري العالمي كل ما يلزم ليجعل دبي مدينة عالمية من فندق فخم، وثلاثة أبراج، ومركز المعارض، مرآب للسيارات وملاعب التنس، وحراس، ونوادي رجال أعمال، ووكالة سفر، ومكتب بريد، وسينما. كل هذا يخول لك بأن تعيش وتعمل في نفس المكان وبإمكانك أيضا الترفيه عن نفسك في نفس المكان أيضا، إذ تم الحرص على أن يكون المركز التجاري العالمي مدينة داخل المدينة وأن يكون مستقلا عن بقية المدينة لكنه في نفس الوقت مرتبط بما يحيطه، إذ يوجد بالقرب منه أكبر مفترق طرقات في دبي، كما أنه لا يبعد كثيرا عن ميناء دبي، “ميناء راشد”، الذي استغرق بناؤه 15 سنة.” حسب التقرير الذي ترجمه “ايماسك”

 

لقد أصبح المركز التجاري لمدينة دبي منذ سنوات مدينة داخل المدينة، حيث يمكنك العيش، والعمل، والترفيه عن نفسك. وقد تم التخطيط لكل جزء من هذا المركز بطريقة تجعلك تستمتع بكل دقيقة تمضيها في قسم من أقسامه.ويضم المركز أقساما ترفيهية مندمجة بشكل جيّد مع كل الأقسام الأخرى، ومن بينها “مقهى بتصاميم ديكور شرقية فخمة”، ولذلك أكد أحد مستشاري الشيخ راشد أنّ “الراحة والاستجمام هما قطب اهتمام مركز التجارة”.

وتقول الصحيفة: “يعشق الغرب أن ينادي الشيخ راشد، “الأمير التاجر”، لأنه سافر إلى عدد من العواصم الأوروبية، واطلع على البنيان المعماري لأكثر مراكز التجارة العالمية تطورا، ثم حاول محاكاة كل هذه النماذج من خلال مركز دبي التجاري، معتمدا في ذلك على المهندس المعماري، جون هاريس الذي أعد في البداية نموذجا معماريا يتكون من ستة طوابق، لكن الأمير راشد طلب منه تشييد بناء أكثر ضخامة، فأدرك جون هاري أنّ دبي تسعى لبناء أضخم مركز تجاري في العالم.”

 

ويقول التقرير: “استوحى الشيخ راشد بناء المركز التجاري في دبي، من أبرز مراكز التجارة العالمية مثل طوكيو ونيويورك، ونجحت بذلك مدينة دبي في أن تصبح قطبا اقتصاديا مهما في شبه الجزيرة العربية، فقد سمح لها مركزها التجاري باستقطاب المستثمرين ورجال الأعمال من مختلف الدول حول العالم.”

 

أثبتت مدينة دبي أن الانسجام بين المجالين الحضري والبدوي يبقى أمرا ممكنا، وهو ما عكسه مركز دبي التجاري الذي يشهد له الجميع حول العالم بقدرته على الانسجام مع المجال البدوي القاسي، وتحويل الصحراء المهجورة إلى مدينة تنبض بالحياة.

 

قد يقلل البعض من أهمية دبي باعتبارها مركزا تجاريا عملاقا، أو يحصرها البعض الآخر في برج خليفة الذي يعتبر أطول برج في العالم، لكن البرج في حدّ ذاته يتضمن رسالة واضحة حول قدرة هذه المدينة الصغيرة على التعايش مع كل تناقضاتها والحفاظ على طابعها التقليدي الإسلامي.
غزت الشركات العالمية مركز دبي التجاري، وتنافست على الاستقرار في أفخم شققه، بهدف الترويج لتجارتها في بوابة الشرق الأوسط، كما قام الشيخ راشد بتمويل عدد من الحملات الإعلانية للمركز التجاري في أبرز الصحف العالمية، بما في ذلك الفايننشيال تايمز ونيويورك تايمز.
وختمت الصحيفة بالقول: “سنة 1981، أدت مارغريت تاتشر زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة لإنهاء صفقة أسلحة لكنها فوجئت بالمشاريع والمخططات الضخمة التي تبنتها المدينة، وتنبأت أنّ دبي ستصبح خلال العقود القادمة مركزا مهما للتجارة الدولية.”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.