الرئيسية » تقارير » فيصل القاسم.. متى تكف عن الترويج لـ إسرائيل كي تدوس بشار؟

فيصل القاسم.. متى تكف عن الترويج لـ إسرائيل كي تدوس بشار؟

عصام عبدالعزيز – وطن (خاص)

فيصل القاسم الإعلامي “الثائر” من قبل أن تثور الشعوب العربية يطلق قذائفه تجاه بشار الأسد ليلاً نهارا عبر مواقع التواصل الإجتماعي تصيب من تبقى يدافع عن جرائم الرئيس المقاوم وكما تبدو انفعالاته عبر برنامجه الاتجاه المعاكس تبدو كذلك كتاباته التي صار يشطح فيها كثيرا من قهر رجل على وطنه الممزق وشعبه المشرد والمذبوح حتى صار يتخبط بين اعتبار الجيش المصري جيشا وطنيا مقارنة مع الجيش السوري وبين إسرائيل التي تقلب الدنيا من أجل مواطن إسرائيلي واحد وبين أنظمة عربية تبيد شعوبها ان طالبوا بحقوقهم.

لا يقصد القاسم بالطبع أن يقترح استفتاء على العرب بين طغاة عرب يحكمونهم أو الحصول على جنسية إسرائيل التي تحمي مواطنها وتحرق الفلسطينيين وتقتلهم وتستعمر أراضيهم من أجله انما قصد تعرية أنظمة حولت المواطنين إلى دواب ولكنه أفرح الصهاينة بما ظلوا يكررونه على الدوام بأنهم واحة الديمقراطية بين محيط عربي متخلف يحكمه الطغاة بالحديد والنار.

وهي ليست المرة الأولى الذي يتحدث فيها عن إنسانية إسرائيل مقارنة في بشار الأسد وهو الذي يدرك ان لا افضلية بين قاتلين ومحتلين ومستبدين.

فان صارت فلسطين منسية عند العرب لا ينبغي ان نجمل إسرائيل في صحوة عربية مفاجئة اصبحت دارجة هذه الأيام بمواقف الأنظمة والإعلاميين وهي اكتشاف ان إسرائيل ليست عدوا بل حليفا.

والقاسم ليس من بين هؤلاء كما نعتقد غير انه مؤخرا ومن شدة غيظه سار في مساق لا ينبغي أن يسير فيه خصوصا بعد ان ظل يربط سابقا علاقات التعاون بين الأسد المقاوم وإسرائيل.

على الأقل احتراما للفلسطينيين المنسيين يتعين على القاسم أن يتوقف عن عقد هذه المقارنة.

احتراما لشهدائهم ولأسراهم ولأراضيهم المغتصبة من أجل ان تظهر إسرائيل كما تروج لنفسها بأنها ليست دولة إحتلال بل دولة ديمقراطية مستهدفة من محيط عربي إرهابي.

وقد كانت المقارنة التي عقدها القاسم حول هبة إيطاليا دفاعا عن مواطنها الذي عذب وقتل في مصر وبين ما يفعله النظام المصري جيدة إلى ان عرج إلى إسرائيل فكتب يقول:

إن قضية الطالب الإيطالي تذكرنا بقضية الأسير الإسرائيلي الشهير شاليط الذي أسرته حركة حماس قبل سنوات. لم تهدأ إسرائيل بعدها يوماً واحداً وهي تحاول بكل الطرق والأساليب استعادة مواطنها المخطوف. وقد جعلت منه قضية رأي عام إسرائيلي، لا بل عالمي، بحيث لم يبق إنسان في الشرق والغرب إلا وسمع باسم شاليط الإسرائيلي. وقد كتبت وقتها مقالاً بعنوان: «شاليط الإسرائيلي، وشلّووط العربي»، أوضحت فيه أن الفرق بين المواطن الإسرائيلي والغربي من جهة والمواطن العربي من جهة أخرى كالفرق بين الإنسان والشلووط، أي الشحاطة. وعندما نبادل نحن العرب أسيراً إسرائيلياً بألف أسير عربي، فهذا اعتراف عربي صريح بأن كل إنسان إسرائيلي أو غربي يساوي ألوف العرب. هل شاهدتم يوماً بلداً عربياً يبادل عربياً بإسرائيلي؟ معاذ الله، فكل مليون شلووط عربي بشاليط إسرائيلي أو أوروبي واحد. يا بلاش!

لاحظوا الآن كيف تسعى إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة لاسترجاع رُفات الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين الذي اخترق النظام السوري لسنوات ثم أعدموه في دمشق قبل عقود. هل تعلمون أن أي اجتماع بين القيادة الإسرائيلية والروسية هذه الأيام يمضي الإسرائيليون نصفه في إقناع روسيا بالتوسط لدى النظام السوري كي يفرج عن رفاة كوهين كي يعيدوا دفنه في إسرائيل؟ ولن نتفاجأ إذا قام بشار الأسد بتسليم رُفاة الجاسوس الإسرائيلي لروسيا كي تسلمه بدورها لإسرائيل ليكسب مزيداً من الرضا الإسرائيلي.

لاحظوا الفرق بين إسرائيل والنظام السوري، فبينما تطلب إسرائيل من الرئيس الروسي بوتين ليل نهار المساعدة باسترداد رُفات مواطنها كوهين من سوريا، نرى أن بشار الأسد يطلب من بوتين المساعدة في ذبح السوريين واستخدام كل أنواع الأسلحة الروسية الحديثة الفتاكة لقتل الشعب السوري وتدمير سوريا. وقد اعترف بوتين نفسه بأن سوريا أصبحت أفضل مكان لتجريب الأسلحة الروسية.

الزعيم الذي يستخف بشعبه، ويقيم وزناً للشعوب الأخرى ليس محط احترام لدى الخارج، بل هو محط ازدراء واحتقار.

احترموا شعوبكم كي يحترمكم الآخرون.

تعلموا من إيطاليا وإسرائيل!

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “فيصل القاسم.. متى تكف عن الترويج لـ إسرائيل كي تدوس بشار؟”

  1. فيصل القاسم لديه حق والسبب أن الشعب السوري أحتضن الفلسطينيين واعتبرهم أخوة منذ عام 1948 أي قبل بيت الأسد وقبل العلويين, لكن للاسف رد فلسطينيي سوريا الجميل بمنتهى النذالة والغدر والخسة, اليوم كل فلسطينيي سوريا مع المجرم بشار يقاتلون معه ضد الشعب السوري.
    فوق ذلك بيطلع الخرا محمود عباس والخرا الثاني عبدالباري عطوان يعلنون حبهم ودعمهم للخرا ابن الخرا بشار أسد, وياتي ابطل الاذاعي خالد مشعل ليبعث برقية تأييد لبوتين في أول يوم قصف للطيران الروسي للشعب السوري.
    كل الشعب السوري صار يعتبر الفلسطينيين أعداء له بسبب رذالات فلسطينيي سوريا.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.