وطن _ في جلسة استماع للجنة خدمات الأسلحة في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، سأل المرشح الجمهوري للرئاسة والسيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام، من ساوث كارولينا وزير الدفاع آشتون كارتر السؤال التالي: “من سيترك منصبه أولاً، الرئيس السوري بشار الأسد أم رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما؟” وأجاب وزير الدفاع بالقول: “آمل أنه الأسد، ولكنني لا أعتقد ذلك”.
ويسلط جواب وزير الدفاع آشتون كارتر الضوء على التناقض الأساسي في السياسة الأمريكية تجاه الأسد. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قالت إدارة أوباما مرارًا وتكرارًا إن على الأسد أن يتنحى عن السلطة، ولكنها لم تفعل سوى القليل جدًا لجعل مطالبها هذه حقيقة واقعة.
وقد سأل صحفي أوباما في نوفمبر/تشرين الثاني: “هل تناقشون سبلاً فعالة لإزالة “الأسد” كجزء من عملية التحول السياسي هذه؟” فأجاب الرئيس الأمريكي بكلمة واحدة حينها، قائلاً: “لا”.
وتعكس استجابة كارتر سياسة إدارة أوباما العامة في سوريا، التي تركز على تدريب السوريين لقتال المتشددين من الدولة الإسلامية، بينما يستمر نظام الأسد بقصف، وسجن، وتعذيب، واغتصاب مدنيين سوريين بشكل جماعي.
وقال أوباما ذات مرة إن دعم الثوار القوميين “كان دائمًا ضربًا من الخيال”، لأن المعارضة المكونة من “الأطباء السابقين، والمزارعين، والصيادلة، وهكذا دواليك”، كانت تقاتل “دولة مسلحة تسليحًا جيدًا، ومدعومة من روسيا، وإيران، وحزب الله”.
الوضع العسكري في سوريا حتى الشهر السادس من عام 2015: مناطق الثوار بالأخضر؛ النظام بالأحمر؛ الدولة الإسلامية بالأسود؛ والأكراد بالأصفر
وقد انتقد مسؤولون سابقون في الإدارة هذا التوصيف، وهاجموه بقوة، بحجة أن تقاعس أوباما يسمح بإيجاد فراغ نموذجي يتم شغله من قبل الفصائل المتطرفة على نحو متزايد، مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
وقال فريد هوف، وهو المستشار الخاص السابق للانتقال في سوريا في ظل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إن منطق القائد العام “يفشل في ذكر عشرات الآلاف من ضباط الجيش السوري وجنوده الذين تخلوا عن نظام الأسد، حتى لا يشاركوا في حملة القتل الجماعي التي ينفذها النظام”.
وكان أندرو تابلر، وهو محلل من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قد فصل أيضًا كيف أن هناك “عشرات الآلاف من المنشقين عن الجيش السوري، وكثيرًا منهم فروا إلى بلدان مجاورة، ووضع بعضهم في مخيم للاجئين في تركيا، في حين بقي آخرون للمحاربة كجزء من الجيش السوري الحر”.
وفيما يلي، تفصيل تابلر لمهن من لقوا مصرعهم أثناء القتال مع المعارضة في سوريا، كما جاء في تقرير أعده الكاتب لصحيفة واشنطن بوست في منتصف عام 2014:
“في حين أن الأرقام الدقيقة غير واضحة، سرد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، وهو مصدر معارض يحظى باحترام وموثوقية، المهن المعروفة لأولئك الذين لقوا مصرعهم أثناء القتال بالنيابة عن المعارضة. وتوفر الأرقام دليلاً إضافيًا على أن الأفراد العسكريين السابقين يشكلون نسبة كبيرة نسبيًا من مقاتلي المعارضة في الواقع، هي أكثر من 50 في المئة. في حين أن المزارعين والمعلمين، وعلى النقيض من ذلك، يشكلون أقل من 2 في المئة:
جندي: 2084 (62٪).
عامل: 358 (10.5 في المئة).
طالب (18 عاماً وأكثر): 272 (8 في المئة).
ناشط: 153 (4.5 في المئة).
شرطي: 116 (3.4 في المئة).
مهندس: 110 (3.2 في المئة).
مسعف: 39 (1.1 في المئة).
طبيب: 34 (1 في المئة).
سائق: 32 (0.9 في المئة).
معلم: 29 (0.85 في المئة).
مزارع: 24 (0.7 في المئة).
جيش/أمن: 17 (0.5 في المئة).
فئات أخرى: 132 (3.9 في المئة)”.
أردوغان يردد المثل القائل “أول الرقص حنجلة”.. توجه تركي للقبول ببقاء بشار الأسد
وأشار هوف إلى أن التوصية بتسليح المعارضة المعتدلة في وقت مبكر من الحرب لم تقدم فقط من قبل كلينتون، بل وأيضًا من قبل وزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، ومدير وكالة المخابرات المركزية، ديفيد بترايوس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي.
هذا، ويجادل النقاد اليوم بأن إصرار إدارة أوباما على التوصل لاتفاق نووي مع إيران يشكل على الأرجح إعلانًا لقرارها بالامتناع عن التدخل في الحرب الأهلية في سوريا. ويقول مايكل دوران، وهو مستشار دفاع سابق، إن خوف أوباما من غضب إيران هو ما جعله يمتنع عن إرسال الأسلحة للثوار السوريين، ومن ثم، عن معاقبة الأسد بعد تجاوزه للخط الأحمر الخاص باستخدام الأسلحة الكيميائية في عام 2013.
بزنس إنسايدر & واشنطن بوست – (التقرير)