الرئيسية » أرشيف - حياتنا » المضايقات الجنسية يعاني منها الرجال والنساء.. وهذه هي آثارها

المضايقات الجنسية يعاني منها الرجال والنساء.. وهذه هي آثارها

وطن – إن المضايقات الجنسية هي أحد أشكال التمييز الجنسي غير القانوني، حيث يكون على هيئة سلوك جسدي أو شفوي جنسي غير مرغوب به، ومن الممكن أن تظهر هذه التصرفات في أماكن العمل أو في المدرسة أو في الشارع. وهذا السلوك من شأنه أن يقوم بخلق بيئة مخيفة ومليئة بالتهديدات تحيط بالضحية. كما أن هذه المضايقات تؤدي إلى فقدان العمل أو الفشل في عملية التحصيل العلمي.
هناك العديد من الدراسات التي أجريت لبحث هذا الموضوع، وقد أثبتت هذه الدراسات أن المضايقات الجنسية منتشرة بشكل كبير، إذ يعاني منها كل من الرجال والنساء على حد سواء، لكن غالباً ما يكون أغلبية الضحايا من النساء. وتختلف أشكال هذه المضايقات إذ تبدأ بالمضايقات الشفوية وهي الأكثر انتشاراً وذلك عن طريق إطلاق النكات الفاحشة أو عن طريق مضايقات العديد من الرجال للنساء شفوياً في الشارع أو في الأماكن العامة بشكل عام. بالإضافة إلى المضايقات الجسدية أي بالتعرض جسدياً للضحية وعادة ما ينتشر هذا الشكل من المضايقات في المدرسة مثل تعرض المعلم لطالباته إيحائياً أو شفوياً.
ونلاحظ أن هذه المضايقات قد تتم ضمن عدة ظروف وحالات أو تأخذ عدة أشكال نذكر أهمها:

1- في العمل:
لقد تم التمييز بين ثلاثة أنواع من المضايقات في مجال العمل:
– أن يكون الاستسلام لهذه التصرفات شرطاً ضمنياً أو حتى ظاهرياً للبقاء في العمل، حيث يقوم المدير في العمل على سبيل المثال باستغلال العمال أو بالأحرى العاملات مقابل تهديدهن بالطرد من العمل.
– أن يكون الاستسلام أو الرفض لهذه التصرفات هو معيار لقبول الضحية في العمل.
– أن تهدف هذه التصرفات إلى التدخل في أداء الضحية، الأمر الذي يؤدي إلى خفض إنتاجيتها أو حتى خلق بيئة غير ملائمة للعمل بالنسبة للضحية، وذلك عن طريق النيل من سمعة الضحية.
2- في المدرسة:
لقد تم التمييز بين نوعين من المضايقات في المدرسة:
– النوع الأول يتضمن عامل القسر أو الإجبار، حيث يقوم المعلم بتهديد ضحيته مثلاً بمنحها درجة سيئة في حال لم تستسلم لهذه المضايقات.
– أما النوع الثاني من المضايقات فهو الذي يقوم بخلق بيئة مليئة بالتوتر والقلق والتهديد، وهي بيئة غير ملائمة أبداً للطالب في المدرسة.

انتشار اللواط والتحرش الجنسي بين المساجين في سجن المهديّة بتونس

آثارها:
أما عن الآثار الناجمة عن هذه المضايقات فهي تختلف بتأثيرها على الضحية في كل من مكان العمل أو المدرسة. فهي تضعف الروح المعنوية لكل من الطالب أو العامل، وتؤدي إلى عدم القدرة على العمل بشكل جيد، حيث تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية ومن ثم فقدان العمل. هذا بالإضافة إلى التأثير السيء الذي تسببه هذه المضايقات على حالة الضحية النفسية وحتى الجسدية، حيث تم ملاحظة العديد من الأعراض على الضحية منها: الغضب، الخوف، القلق، عدم احترام الذات، الاكتئاب، الإحساس بالذنب، الشعور بالإحراج، الغثيان، الإعياء، الصداع، زيادة أو نقصان الوزن.
والجدير بالذكر أن المضايقات في المدرسة هي أخطر تأثيراً من المضايقات في أماكن العمل، فالمدرسة هي البيئة التي يكوّن فيها الطالب أفكاره ومفاهيمه، كما أن الطالب في هذه المرحلة يكون أكثر عرضة للاستجابة لهذه الآثار وخاصة النفسية منها، إذ نلاحظ أن العديد من العقد أو الاضطرابات النفسية منشؤها هذه المرحلة من العمر والناتجة عن مضايقات جنسية تعرض لها الطالب في المدرسة.
كما أن لهذه المضايقات الجنسية آثار عديدة غير مباشرة على المجتمع، حيث لاحظ الباحثون أن هذه المضايقات في المدرسة تؤدي إلى الحد من تفاعل الطالبات ومشاركتهن في المدرسة، كما أنه يضعف من قدرتهن على تحقيق إنجاز علمي. ونفس الأمر أيضاً ينطبق على المرأة في مجال العمل، مما جعل بعض الباحثين يعتقدون بأن هذه المضايقات هي محاولات متعمدة لإضعاف دور المرأة في المجتمع.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.