الرئيسية » غير مصنف » اقتراب السعودية من تركيا وقطر العميل رقم صفر والعبث بالنار

اقتراب السعودية من تركيا وقطر العميل رقم صفر والعبث بالنار

وطن _ اقتراب السعودية">السعودية من تركيا وقطر، يعني عملياً تخفيف الضغط على جماعة الإخوان المسلمين وإعادة تفعيلهم كسلاح أيدلوجي لا سياسي ذو حاضنة شعبية واسعة منظمة، لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة انطلاقاً من اليمن.

اقتراب السعودية من تركيا وقطر  شكلت هاجساً مرعباً لدول المنطقة التي تدور في فلكها، إذ اعتبرت كلاً من الإمارات ومصر والأردن، التحالف تهديداً حقيقياً لها، لما يمثله من مخاطر قد تشتعل في قلبها مع تخفيف الضغط على جماعة تيار الإسلام السياسي، لذا رأت أن مواجهة الخطوة السعودية ضرورة للحفاظ على استقرارها النسبي، حتى وإن تطلب الأمر الإنسحاب من التحالف السعودي. فمصالح الدول واستقرارها أولى من مصالح الرياض، سيما وأن الرياض تعتمد مبدأ الفردية في إدارة الصراع، لا التشاركية الجماعية التي تتطلب توافقاً ما بين الدول المشاركة.

أزمة الثقة هذه اشتعلت في قلب التحالف، وأنتجت أو لنقل اتضحت معالمها بعد اللقاء الذي جمع ملك الأردن عبد الله الثاني – مدة الاجتماع لم تتعدى نصف ساعة – مع رئيس المخابرات السعودية الفريق خالد الحميدان على هامش قمة شرم الشيخ، الإجتماع تمحور حول سياسة التقارب السعودي التركي الأخيرة، خرج العاهل الاردني غاضباً في نهايته، بحيث لم يتوفوه خلال انعقاد القمة ولو بكلمة واحدة. وكأنما الملك بهذه الخطوة يقول أن صمته ليس إلا رسالة تحذير للرياض.

السعودية على الهامش .. تحالف إسلامي جديد بزعامة تركيا وقطر وماليزيا وباكستان سيُغير الشرق الأوسط

خصوصاً وأن الدور الأردني من وجهة النظر السعودية يقوم على أن عمان يمكن استرضائها بسرعة، وقتما دعت الحاجة لذلك، فهي دوماً في صفنا، ونحن ننظر لها بعين الرضا. إلا أن لعمان وجهة نظر أخرى تخطت حواجز سياسة الدعم المالي الإقتصادي، إلى الإعتراض على الرياض التي باتت قاب قوسين أو أدنى من تقريب أنقرة وحلفائها اللذين تدعمهم وتحميهم لإنجاح حلفها المضاد للمشروع الإيراني.

أما مصر عبد الفتاح السيسي، باتت تشعر أن وجودها الشكلي في التحالف يهدد كرسيه الرئيس، لهذا رأت ان المشاركة المتواضعة ضرورة لضمان استمرارية تدفق الاموال، وكأنما بالمال وحده يحيا الإنسان، إلا ان التصور المصري لن يتخطى هذا الدور ولن يصل الى المشاركة في الحرب البرية إن بدأت، وهذا ما تعرفه جيداً الرياض، لذا حاولت جاهدة الاستعانة بالقوات المسلحة الباكستانية. فالرياض تدعم نظام السيسي اليوم ليست كما الأمس، فالازمات تحيط بحدوها، وقد تصل الى داخلها في أي لحظة، وهذا يمنع استمرار تدفق الأموال لقادة القاهرة، ولاثبات هذا لننظر إلى الحرب الاعلامية التي اشعلتها القنوات الفضائية المصرية ضد السعودية، ولننظر الى تعدد اللقاءات الثنائية ما بين وزيري الدفاع المصري والسعودي.

الجديد في المنطقة التي تسيطر عليها سياسة المحاور، هو تأسيس تحالف إعلامي فضائي بتمويل إماراتي يقوده وزير الخارجية محمد بن زايد، ومن خلفه المستشار الأمني – الفلسطيني – محمد دحلان، ووزير الخارجية القطري السابق محمد بن جبر آل الثاني، بل ويمكن إضافة كل من رئيس الديوان الملكي السعودي السابق خالد التويجري، والأمير بندر بن سلطان، اللذان التقت مصالحهما مع توجهات الحلف الجديد، المزمع اطلاقه من قلب أحدى الدول الأوروبية يعتقد أنها بريطانيا، لمواجهة الإصرار السعودي على التحالف مع تركيا وتيارات الإسلام السياسي.

دينمو الحلف الجديد، يمكن تسميته بالعميل رقم ( صفر ) دوره العبثي متداخل ومترابط في الوقت ذاته قد يشعل المنطقة برمتها، فقدرته على التأثير السحري في المجموعة، جعلتهم يؤمنون برؤيته وضرورة تسريع الخطئ لإيقاف السعودية عند حدها، لافساح المجال لمشروعهم الجاهز للسيطرة على المنطقة.

أخيرًا أقول: ثمة حربان في المنطقة واحده اشتعلت في اليمن، وباتت تهدد السعودية – الخليج – والثانية إعلامية يتم الإعداد لها على قدم وساق بحرفية عالية، موجهة ضد الرياض في حال بقيت مصرة على خطوتها القائمة على تقريب تركيا وقطر وتيار الاسلام السياسي من حلفها، ما يبعد شركائها الآخرين عنها، خصوصاً مع اقتراب التدخل البري في اليمن، وتوالي فشل عملية الحزم الجوية وتساقط اهدافها.

سيما وأن العميل ( رقم صفر ) غير سعيد  ب اقتراب السعودية من تركيا وقطر  في المنطقة، ويحاول قلب الطاولة على رأسها ومشروعها، حتى وإن تطلب الأمر تشجيع تحالف جديد مناوئ للحلف السعودي التركي، لا لمواجهة إيران، بل لمواجهة السعودية عينها.

حمى الله السعودية وشعبها من مخططاتهم.

فيصل آل ثاني: عزلت السعودية نفسها عن القوى السنية “تركيا وقطر” وتمسكت بأهل الغدر

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.