الرئيسية » أرشيف - حياتنا » خبراء: “المخدرات الرقمية” وهم والتهويل “علشان” حجب المواقع

خبراء: “المخدرات الرقمية” وهم والتهويل “علشان” حجب المواقع

هل تحولت الموسيقى من غذاء الروح إلى خطر على سلامة العقل؟

هذا على الأقل ما اتجهت إليه أخيرا بعض وسائل الإعلام العربية التي دبجت تقاريرها الصحافية بتحذيرات من خطر محدق بالمجتمع لا سيما في أوساط الشباب اسمه “المخدرات الرقمية”.

من لبنان.. بلد فيروز والرحابنة وقامات موسيقية أخرى انطلق التحذير، بعدما أشعلت قناة تلفزيونية الجدل إثر بثها تقريرا حول “المخدرات الرقمية” تضمن مشاهد صادمة لشباب في وضع مماثل لحالات الصرع.

وأطل تلفزيون “إم تي في” على مشاهديه بتقرير تضمن مشاهد الصراخ والهيستريا، وذهب إلى أن ذلك نتيجة تعاطيهم لجرعات مخدرة، ليس عن طريق الشم أو الحقن أو عبر أخذ نفس من لفافة سيجارة حشيش كما هو متعارف عليه، إنما عبر سماع مقاطع موسيقية بعد تنزيلها عبر الإنترنت من خلال ملفات صوتية بصيغة MP3.

ووصفت القناة الظاهرة بـ”الخطر المستتر”، وقالت بصيغة الجزم إنها تغزو لبنان، لذلك تحرك أشرف ريفي وزير العدل في هذا البلد، وطلب حظر مواقع الإنترنت التي تتيح إمكانية شراء الملفات الصوتية وتحميلها على أجهزة الكومبيوتر بكلفة تتراوح بين ثلاثة و30 دولارا.

ودعا ريفي إلى “اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمكافحة الظاهرة” لأنها “تشكل خطورة على الشباب اللبناني وتهدد الأمن الاجتماعي لكل اللبنانيين”.

 

امتداد العدوى

انتقلت موجة القلق من لبنان إلى الدول المجاورة، وتلقفت وسائل الإعلام في هذه الدول “السبق”، ما أثارا رعبا لدى الأسر من أن يكون أبناؤها من مدمني “المخدرات الرقمية” كما هو الحال في المملكة العربية السعودية حيث وجه الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبد الإله الشريف مستشاري الأمانة لدراسة المخدرات الرقمية لمواجهتها.

غير أن المسؤول السعودي طلب “عدم تداول مثل هذه الرسائل والترويج لها والاحتفاظ بها بدلا من التسويق لها”، مكررا طمأنته بأنها غير موجودة في الأصل ولم تسجل أي حالة بالمملكة.

وشدد الشريف على ضرورة “توعية الأبناء والأسر”، كاشفا أن تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات خلال السنوات الماضية لم يشر أو يتطرق إلى تلك المؤثرات والمخدرات الرقمية.

وسرت موجة القلق ذاتها في الإمارات أيضا، وتخوف الأهالي من أن يكون أبناؤهم من مدمني “المخدرات الرقمية”، وأعيد إحياء النقاش حول دراسة إمارتية نشرت عام 2012 أشارت إلى أن خطر الظاهرة يتجلى في “أنها تجعل الشباب والمراهقين يفكرون أكثر بتجربة المخدرات الحقيقية، وتزيد من إعجابهم بها، وسعيهم للوصول إلى الانتشاء الذي فشلت المخدرات الرقمية في منحهم إياه”.

I-dosing حقيقة أم خيال

يقوم ما يعرف بالمخدرات الرقمية على “تقنية قديمة تسمى النقر بالأذنين، اكتشفها العالم الألماني هنري دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 في علاج بعض حالات الأمراض النفسية كالأرق والتوتر”.

وذهبت مجموعة من الآراء والدراسات في اتجاه عدم “التهويل من الظاهرة وتصنيفها ضمن المخدرات، واتخاذها ذريعة لتشريع قوانين كابحة للحرية”.

وفي هذا السياق، شجبت المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات والجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان والتحالف العربي لحرية الإنترنت والتحالف اللبناني للإنترنت قرار وزير العدل اللبناني بحجب بعض مواقع الإلكترونية بحجة المخدرات الإلكترونية.

فالمخدرات الرقمية وفق البيان الصحافي المشترك للمنظمات الأربع هي “ذبذبات الصوت دلتا وثيتا وألفا وبيتا”، وليس هناك دليل على أنها تسبب الإدمان، بل إنها تسبب النعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوار أو الارتخاء والسكينة بعد الاستماع إليها مطولا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.