الرئيسية » حياتنا » إيمان: هكذا تم ترحيلي نحو المغرب وظل رضِيعي بأمريكا

إيمان: هكذا تم ترحيلي نحو المغرب وظل رضِيعي بأمريكا

أمٌّ فِي المغرب ورضيعٌ لمْ يتمَّ بعد عامه الأول فِي ولايةِ لاسْ فيجَاس، بالولايات المتحدة الأمريكية، تلكَ قصَّة إيمان أسعُود كمَا تروِيهَا، بتأثر وحنقٍ، وهي تقول إنها “وقعتْ عن غير دراية وثيقة طلاق تخولُ حضانتها للزوج الذِي أبعدها إلى المغرب”، واحتفظَ بابنه الذِي يعانِي مرضًا عضويًّا منذ رؤيته النُّور.

 

إيمَان تنسجُ من جدِيدٍ خيوطَ القصَّة التِي حولتها إلى أمٍّ في قارة فيما فلذة كبدهَا فِي قارةٍ أخرى، على بعدِ آلاف الكيلومترات التي ينبغي قطعها بالطيران فوق “بحر الظلمات”، بدءً من زواجها بشخصٍ ينحدرُ من طنجة ويقيمُ فِي ولاية لاس فيجاس بالولايات المتحدة، “تزوجنَا فِي المغرب وحبلت، فكان أنْ التحقتُ به فِي لاس فيجاس، التِي انقلبتْ فيها، علاقتهُ بِي رأسًا على عقبٍ، بالتعنيف والإهانة” تقول المتحدثة.

 

الأمُّ المبعدَة زادتْ فِي حدِيثٍ لهسبريس، إنَّ حلولها بالولايات المتحدة، أنهَى فصول المعاملة الطيبة من زوجها، فشرع يضربها ويعنفها، موصدًا جميع الأبواب التِي يمكن أنْ تؤمنَ لهَا تواصلًا مع العالم الخارجِي، “لقدْ سلبنِي ما كان بحوزتِي من نقود، وقطعَ اتصالِي بالهاتف والانترنت، ولأننِي كنتْ حبلَى وقتهَا، ما كانَ لِي أنْ أصبرَ ريثمَا أضع ابنِي، متحمَّلة حتى خياناته فِي عقر الدار، لعدم تردده فِي المجيء بخليلاته إلى البيت”.

 

استمرَّ الوضعُ عليه، إلَى أنْ وضعتْ إيمان ابنهَا البكر “سلطان”، الذِي لمْ يولدْ سليمًا معافًى في صحته، لتتغير معاملةُ الزوج لها، فيعود إلى ما كان عليه منْ رأْفَةٍ بهَا أيَّامَ الزواج الأولى، فعادتْ المياه إلى مجاريها، أوْ كذَلِكَ خُيِّلَ للأمِّ، “بعد مضيٍّ فترةٍ من الزمن، جاءَنِي بعدةٍ أوراقٍ، طلبَ منِّي أنْ أوقعهَا، على أنهَا وثائقُ تتعلقُ بالإقامة، كلُّها باللغة الإنجليزيَّة، وفعلتُ ما طلبهُ منِّي”.

 

“عقبَ ذلك، قدمتْ حماتِي، وهيَ سيدةٌ من العائلة، كيْ تظَلَّ إلى جانبِ الابن الصغِير، ريثمَا أعود من المغرب، حيث يفترضُ أنْ أقضيَ بعض الأمور الأمور بالقنصليَّة الأمريكيَّة فِي الدَّار البيضاء، لكننِي صحوتُ فِي المغرب على الخدعة التي وقعتُ ضحيَّة فِي شراكها”.

 

إيمان اكتشفتْ لدَى وصولهَا إلَى المغرب أنَّها “وقعتْ على وثيقةٍ تُطَلَّقُ بمقتضاهَا وتتنازلُ عن الحضانةِ لصالح زوجهَا”، لتشرع حينها المعاناة، وفصول السعيِ إلى تدارك الأمر، “ما تركتُ بابًا في المغرب إلَّا طرقتهُ طلبًا للمساعدة، من مؤسسات وجمعيَّات حقوقيَّة، لكنني كنتُ أعودُ دائمًا بخفَّيْ حنين، فلَا أحد التفتَ إليَّ، ولا مؤسسة تبنَّتْ ملفي”. تستطردُ الأمُّ.

 

بعدمَا باءتْ محاولة حشدِ اهتمامٍ حقوقِيٍّ فِي المغرب، بالفشل، وسئمتْ غيمان ترددها على الجمعيَّات، ارتأتْ قصْدَ إسبانيَا، ومدينة برشلونة تحديدًا “اتجهتُ إلى القنصل المغربِيِّ فِي برشلونة، لكنَّهُ أجابنِي بأنهُ غير قادرٍ على مساعدتِي، بيدَ أنَّ المنظَّمَات، هناك، ساعدتنِي كثيرًا، كمَا ساعدنِي بعضُ الأصدقاء، لكنني لمْ أبلغْ نتيجةً بعد حتَّى الآن، تنهِي مأساتِي وتعيدُ ابنِيَ المريض إليَّ، الذِي ما كنتُ لأتنازلَ عنه، لولَا أنَّ زوجِي خدعنِي بتلكَ الوثائق المكتوبة بالإنجليزيَّة”.

 

بمَا أنَّها فِي قارة وابنها، في قارة أخرى، رفعت إيمان، دعوى تطالبُ فيها بإلزام زوجها، بتمكينها من رؤية ابنها عبر السكَايبْ، بعد أشهر طويلةٍ لمْ ترهُ فيها، “كلَّفتُ محاميًا فِي الولاياتِ المُتَّحِدَة بالمرافعة، وانتزعَ لِي حكمًا يمكنني من رؤيته، عبر السكايبْ، وقدْ كلفتنِي أتعابُ المحامِي 3500 دولار، أيْ حواليْ 3 ملايين سنتِيم.

 

“أضنانِي البعدُ عن ابنِي المريض. لا دين ولا عقيدة ولا قانون، يجيزُ ما أنَا به اليوم، أناشدُ عاهل البلاد، أنْ يرأفَ بحالِي، ويمكنني من احتضان ابنِي مجددًا، وليعاقبَ زوجِي الذِيكان سببًا في مأساتِي وخداعِي”، تقول إيمان فِي حكيها لهسبريس، عن قصَّة أمٍّ بينها وبينَ ابنها، أبحرٌ وجبال، بتعبير نزار قبانِي.

 

هسبريس – هشام تسمارت

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.