الرئيسية » أرشيف - ثقافة » وميض في الظلام

وميض في الظلام

   وميض في الظلام

نحن رسمنا وجه العالم بالنورِ

وأعلينا البنيانَ

وداوينا الجرحْ.

لم يرهبنا كل برابرة الماضي

لم تحبطنا غزواتُ الفتحْ.

كنا نهزمهم بالعقلِ وبالعلمِ

ونطردهم بوميض السيفِ

وبرق الرُمحْ.

من علّم هذا الوطني الخارج

من رحم الجهلِ

بأن ظلامَ الليل خلاصٌ

من نور الصبحْ.

من حمّله السكينَ

وعلمه عادات الذبحْ؟

من أقنعه أن الجنة تستأنس بالمنتحرين؟

من حلل .. باسم الدينْ ..

تيتيم الأطفالِ وقتل المدنيين؟

من قال له .. حتى لو قتل امرأة آمنةً ..

ستعانقه الحور العين؟

من علّمه أن الرأي الآخرَ كفرٌ

والتفكير حرامْ؟

من قرر أن يطفئ بالجهل الأحمق

نوراً يتدفق من دين سلام؟

من أقنع ذاك الجاهلَ

أن النورَ ظلام؟

***

يأمرك الله: اقرأْ

لكنك لن تفهمَ معنى الآياتِ

بدون سياقْ.

من أعلن في أفغانستان جهادا

ثم تفنن في زرع الفتنةِ

في أرض عراق؟

من دشن دكانا للدين بمصرَ

وأيّد الاستبداد وإنتاج الفقرِ المدقعِ

كي يشعل نيران الحقد بكل زقاق؟

من صنع الإرهابيين الحلفاء؟

من أرسلهم لقتال عدوٍ

واستخدمهم لهزيمتهِ؟

لم يشكر نُصرتهم.

لم يتلقوا منه جزاءْ.

ولأن المستعمر يحتاج إلى أعداءٍ

أعلنهم أعداءْ.

قال المستعمر موتوا شهداءَ

فماتوا عبثا

أو باتوا سجناء.

***

قال العقلاء بكل زمان ومكان:

في هذا العالم .. حيث تجولُ

وحوشٌ كاسرةٌ في الأدغالْ ..

أقصى ما ينشده المستعمرُ في بلدٍ هانْ:

أن يتحالف الاستبدادُ وتجارُ الدينِ

مع الجهل ورأس المالْ.

لن يُكسر هذا الحلفُ

بدون تحالف كل الفقراءِ

وكل العمالْ.

الميدان نساءٌ ورجالْ.

والميدان له عاداتٌ

يحفظها جيلٌ للأجيالْ.

الثورة تأتي .. تأتي حتما

حتى حين يقالْ

أن الأمةَ ماتتْ

والنصر محالْ.

يوسف حمدان – نيويورك

 

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.