الرئيسية » تحرر الكلام » محمد حسان وتفويض الإنقلاب

محمد حسان وتفويض الإنقلاب

محمد حسان وتفويض الإنقلاب

لم يتوقف رجل المخابرات الحذق الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن حبك خيوط اللعبة السياسية داخليا وخارجيا , معتمدا على عوامل عدة تحالفات و أصدقاء وأيدلوجيات , كي يوجد شرخ في صفوق المعارضين ليتسنى إستغلاله سياسيا وميدانيا . لم تنتظر قنوات الإعلام المساندة للإنقلاب من أن تبدأ حملتها المدشنة تغني وتطبل وتعنون بالبند العريض من أن" السيسي يلتقي ممثلين عن التيار الإسلامي" لحل الأزمة , لتضفي لمسة حنان وتفويض من نوع آخر ليعطيه الشرعية . توالت الضحايا منذ بديء الإنقلاب وتوالت الوجوه تتضح يشكل أوضح من ذي قبل أشخاصا وأحزابا وجماعات , فكانت ضحية السيسي هذه المرة الشيخ " محمد حسان" صاحب الشعبية الواسعة في مصر وخارجها . أعطى الشيخ في لقائه مع السيسي تفويضا وشرعية من نوع آخر لحكم الإنقلاب وبدى ذلك أكثر وضوحا بعد أن أعلن عن بنود المبادرة التي تمت بينه وبين طرف من أطراف الصراع المصري . طعنة من الخلف:: بقصد أو بغير قصد كانت ضربة المبادرة طعنة قوية من الخلف في ظهر الشرعية وأصحابها لعدة أسباب :
1) التقى الشيخ حسان لطرف واحد فقط وهو الجيش ولم يلتق الطرف الثاني وهو قوى تحالف الشرعية مما أضفى نوعا من الريبة – التي تعودناها في ما مضى من إستخدام بعض الشيوخ لفترة معينة لتهدءة الشارع ثم سرعان ما يتخلوا عنهم لاحقا – على هذه المبادرة .
2) لم ترتقي مبادرة الشيخ حسان الى درجة المناقشة وليس القبول على الساحة السياسية نظرا لما تشوبه من انحياز واضح لصف الإنقلاب مع عدم وجود مطالب رئيسية لأصحاب الشرعية .
3) قبول الشيخ حسان بالمفاوضة نيابة عن التيار الأسلامي وبلورة مبادرة بعدها تعد ضربة قاسية بقصد او بغير قصد لإعطاء الأنقلاب فرصة للمناورة إعلاميا وسياسيا وإعتبارها فرصة لأصحاب الشرعية , مما يعني تحميلهم المسؤولية فيما بعد ووصفهم بالجمود السياسي .
4) وقت المبادرة جاء حرجا للغاية حيث جاءت في ظل إفلاس قادة الإنقلاب سياسيا مما دفع رجل المخابرات السيسي من أن ينعش موقفه السياسي حتى تحسب لهو خطوة للأمام والانفتاح السياسي للطرف الآخر .
5) المبادرة تحمل اعترافا واضحا بأن الجيش هو صاحب الشرعية الحالية وتجاهل شرعية الدكتور مرسي الذي جاء عبر صناديق الاقتراع وليس بالإنقلاب .
في نظري أن مبادرة الشيخ حسان هي ورقة في يد السيسي لكسب خطوة عملية إستغلها بشكل ووقت جيدين , المبادرة كانت تفتقد الى النضوج السياسي ولم تلقى أي قبول على أرض الواقع لتبقى حبيسة الأروقة المغلقة التي جمعت الشيخ حسان مع الفريق السيسي .
كتبه : فادي أبو الفوارس
[email protected]
4 /8/2013

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.