الرئيسية » تقارير » المعارضة السورية فقدت الأمل في الوعود الاميركية بتسليحها

المعارضة السورية فقدت الأمل في الوعود الاميركية بتسليحها

أكد أعضاء في المعارضة السورية, أنهم فقدوا الأمل في أن تقدم الولايات المتحدة المساعدات العسكرية الموعودة لمقاتلي المعارضة, في حين تتعرض مدينة حمص للتدمير بالطائرات الحربية والمدفعية.
وقالت مصادر في الامن القومي الاميركي ان لجانا في الكونغرس تعرقل خطة الولايات المتحدة لإرسال أسلحة لمقاتلي المعارضة, بسبب مخاوف ألا تكون مثل هذه الاسلحة حاسمة وقد ينتهي بها الامر في ايدي المتشددين الاسلاميين.
وأبدى الديمقراطيون والجمهوريون في لجان الكونغرس قلقهم من أن الاسلحة قد تصل الى فصائل مثل "جبهة النصرة" التي تعد واحدة من اكثر جماعات المعارضة المسلحة تأثيرا, لكن الولايات المتحدة تصفها ايضا بأنها واجهة لتنظيم "القاعدة" في العراق.
وقال محمد فيضو أحد مقاتلي المعارضة إن "الولايات المتحدة لن تقدم أسلحة, يخرجون بأعذار لعدم وقوفهم الى جانب الثورة السورية بزعم أنها ليست موحدة أو لوجود ارهابيين, لكن المهم هو أنهم لا يقدمون لنا يد العون".
بدوره, قال ياسر (42 عاما) وهو اخصائي تغذية وعضو في المعارضة يقيم في دمشق, إن عدم الحسم من جانب واشنطن أظهر أن هدف الولايات المتحدة الحقيقي هو أن يظل كل من الرئيس بشار الاسد والمعارضة الاسلامية منشغلين بالوضع داخل سورية.
وأضاف "من مصلحة الولايات المتحدة أن يستمر كلا الجانبين هنا في سورية في حرب استنزاف بطيئة, كلا الجانبين منشغلان ببعضهما البعض ولا يستطيعان احداث أذى في أي مكان آخر".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص من احتمال أن يسمح الانتصار الحاسم لجماعات المعارضة المسلحة لأعضاء من "جبهة النصرة" وهي جماعة إسلامية متشددة, بالهجوم على اسرائيل المجاورة حالما يطيحون الاسد.
وفي الإطار نفسه, رأى عمر الحريري وهو ناشط من درعا مهد الثورة التي انطلقت قبل اكثر من عامين, أن أي تأخير آخر في ارسال الاسلحة سيكون بمثابة دعم لنظام الاسد الذي حافظ على الهدوء النسبي للحدود السورية – الاسرائيلية لعقود.
وقال الحريري إن "اسرائيل تشعر بقلق بالغ بشأن من سيحل محل الاسد وهل سيكونون اصدقاء لمصالح اسرائيل, انني على يقين من أنكم مدركون تماما مدى قدرة اسرائيل على ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة كي تبقي على الاسد".
وطلبت المعارضة المسلحة من داعميها الدوليين ارسال أسلحة لمحاربة قوات الاسد.
ويقول عناصر المعارضة انهم حصلوا على اسلحة من دول خليجية ومن مانحين أفراد, لكنها لا تكفي لمحاربة الجيش السوري ولا مقاتلين من "حزب الله" الشيعي اللبناني القوي الذي يدعم الاسد.
وكثير من الاسلحة التي يستخدمها مقاتلو المعارضة مصنوعة في الصين وكرواتيا على ما يبدو.
وقال رئيس "الائتلاف الوطني السوري المعارض" أحمد الجربا انه يتوقع وصول شحنة أسلحة قريبا, لكن الموقف العسكري للمعارضة لا يزال ضعيفا.
وتستهدف القوات السورية هذا الشهر مدينة حمص بوسط البلاد التي ينظر اليها باعتبارها حاسمة لجهود الحكومة لربط العاصمة بمعاقل الاسد على الساحل وعزل وحدات مقاتلي المعارضة في الشمال وفي الجنوب.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان", أنه جرى استهداف مناطق في وسط حمص بهجمات جوية وقذائف المورتر وقذائف الدبابات.
وركز الهجوم على منطقة الخالدية بشمال المدينة والتي تربط مشارفها بمنطقة الوسط, كما استهدف مسجد خالد بن الوليد وهو من المعالم البارزة في وسط حمص يرجع تاريخه الى القرن الثالث عشر.
وأضاف المرصد أيضا أن قلعة الحصن التي شيدها الصليبيون, وهي من المقاصد السياحية الرئيسية في محافظة حمص, كانت مسرحا لاشتباكات.
وتقع حمص على بعد 140 كيلومترا الى الشمال من دمشق عند معبر ستراتيجي يصل العاصمة بقواعد الجيش في المناطق الساحلية التي تسيطر عليها الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد.
وعبرت الامم المتحدة عن انزعاجها لتدهور الاوضاع في حمص وهي ثالث أكبر مدينة في سورية, مشيرة إلى أن ما يتراوح بين 2500 وأربعة آلاف مدني تقطعت بهم السبل هناك في ظل نقص الغذاء والمياه والدواء والكهرباء والوقود.
وأعلن البيت الابيض في يونيو الماضي أنه سيسلح جماعات من المعارضة السورية خضعت للتدقيق بعد عامين من تجنب التدخل في الحرب التي قتلت حتى الآن اكثر من 100 الف شخص.
وعلى الرغم من أن البيت الابيض لا يحتاج مواقفة محددة من الكونغرس للمضي قدما في تنفيذ خطة الاسلحة, الا أن القواعد الضمنية التي تراعيها السلطة التنفيذية فيما يتعلق بشؤون المخابرات, تعني ان من المستبعد ان يرسل الرئيس باراك أوباما أسلحة من دون موافقة لجنتي المخابرات بالكونغرس.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.