الرئيسية » الهدهد » مقاطع صادمة.. لماذا أقدم معتقلون سوريون في لبنان على الانتحار وما علاقة الأسد بالأمر؟

مقاطع صادمة.. لماذا أقدم معتقلون سوريون في لبنان على الانتحار وما علاقة الأسد بالأمر؟

وطن – يفضل السجناء السوريون في لبنان الموت على العودة إلى نظام الأسد حيث سيرون شبح هذا الموت مضاعفاً، وهي ظاهرة مثيرة للقلق في بلد لطالما افتقر إلى إطار قانوني واضح لطالبي اللجوء واللاجئين.

ويبلغ عدد السجناء السوريين في مختلف سجون لبنان نحو 1800، إلى جانب موقوفين في مراكز الاحتجاز أغلبهم تم اعتقالهم على خلفية أحداث عرسال وينحدر أكثرهم من مدينة القصير المحاذية للحدود اللبنانية.

حاولوا الانتحار في سجون لبنان

وحاول 4 موقوفين سوريين في لبنان الانتحار عبر شنق أنفسهم بواسطة أغطية داخل سجن “رومية” المركزي الأكبر في لبنان، احتجاجا على ترحيل سجين (أخ الشقيقين) إلى سوريا، من قبل الأمن العام اللبناني، بعد انقضاء محكوميته بتهمة الإرهاب لمدة 10 سنوات.

ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو رصدته “وطن” والتقط من داخل سجن رومية لعدد من المعتقلين السوريين وهم يجلسون بين قضبان شرفة علوية في السجن ويحاولون الانتحار من خلال أغطية علقت بقضبان الشرفة.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من إجراءات السلطات اللبنانية في ما يخصّ الترحيل وتسليم المعارضين السوريين إلى نظام الأسد.

وبينما لا توجد إحصاءات عامة رسمية عن عدد الاعتقالات أو الترحيلات، قال مصدر إنساني بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إنه منذ أبريل/نيسان 2023، حدثت أكثر من 100 مداهمة و2200 اعتقال وترحيل 1800 لاجئ سوري.

وقال العاملون في المجال الإنساني إن موجة الترحيل لعام 2023 هي الأشد قسوة.

ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصدر أمني بأنّ “أربعة أشخاص حاولوا شنق أنفسهم، يوم السبت الماضي، وهم شقيقان وقريبان لهما. وقد أقدموا على هذه الخطوة إثر تبلّغهم تسليم أحد المعارضين إلى النظام السوري قبل أيام”.

وأضاف المصدر أنّ “العناصر الأمنية تدخّلت، ونُقل السجناء إلى المستشفى حيث تلقّوا العلاج وحالاتهم مستقرّة”.

  • اقرأ أيضا:
“أنقذوا ياسين العتر”.. حملة لدعم معارض سوري قبل تسليمه لنظام الأسد من قبل لبنان

“أبنائي يتمنون الموت”

ونقل موقع “الجزيرة نت” عن والدة الشاب السوري الذي تم ترحيله -وتتحفظ على ذكر اسمه- ما حصل فور خروجه من السجن بعدما انتظرته لسنوات، وهي تنتظر اثنين من أبنائها الذين سجنوا بتهمة الإرهاب أيضا منذ العام 2016.

وعبّرت عن خوفها عليهما بعد محاولتهما الانتحار وتقول “أبنائي يتمنون الموت بدل العودة إلى سوريا رغم وضعهم الكارثي بالسجن بعدما تركوا الخدمة العسكرية وهربوا من حمص إلى لبنان سنة 2014”.

وبعد خروجه من السجن، اتصل ابنها متحمساً للقاء طال أمده، لكن تم نقله إلى الأمن العام لتسوية أوراقه القانونية وبقي لساعات، ثم تفاجأ بقرار ترحيله إلى سوريا، وفق والدته.

ترحيل عشوائي

ووقّعت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة اتفاقية تقضي بعدم تسليم أي شخص سوري إلى بلاده، إذا كان من المنشقين عن قوات النظام أو ممن التحق بالانتفاضة السورية.

وبحسب المحامي المهتم بالدفاع عن اللاجئين السوريين في لبنان ” محمد صبلوح” فإنّ “المشكلة تكمن في أنّ الترحيل يجري بطريقة عشوائية في غالب الأحيان، علماً أنّ عدد المعارضين السوريين في السجون اللبنانية لا يتعدّى 400 معارض”.

ولفت المصدر إلى أنّه “من غير الممكن تسليمهم إلى النظام في سورية، لأنّ هذا الإجراء يعرّضهم لخطر الموت والتعذيب، ولأنّه يخالف كذلك المادة 3 من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي وقّع عليها لبنان في العام 2000”.

وتؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المكلفة بتوفير الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية للاجئين، أن سوريا غير آمنة وأنها لن تسهل عمليات العودة الجماعية في غياب شروط الحماية الأساسية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.