الرئيسية » حياتنا » رجال دين شيعة يحرمون هذه الرياضة على العراقيات:”تؤدي لفقدان الشرف والعفة”

رجال دين شيعة يحرمون هذه الرياضة على العراقيات:”تؤدي لفقدان الشرف والعفة”

وطن – أعلن منظمو ماراثون في محافظة البصرة بجنوب العراق، إلغاء مشاركة النساء في هذا السباق، بعد جدل أثاره الأمر بين المناهضين لوجود النساء في هذا النشاط وبين مدافعين عن المساواة. مما فجّر حالة من الجدل والاستياء في أوساط عدد كبير من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت الفعالية الرياضية قد أعلن عن تنظيمها في مدينة البصرة منذ أسابيع ومن المقرر أن تنطلقن صباح غد الجمعة 9 فبراير، عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي. وكانت المشاركة فيها بالبداية مفتوحة لجميع أطياف المجتمع، وسجل فيها أكثر من 15 ألف شخص. كان تحديهم هو قطع مسافة 13 كم من منطقة سفوان إلى جبل سنام جرياً.

ولكن قراراً مفاجئاً صدر عن منظمي الماراثون منعت بموجبه مشاركة النساء استجابة لاعتراضات “رجال دين شيعة” على تلك المشاركة التي اعتبروها إخلالا بالقيم الدينية وتعدّيا على أخلاق المجتمع.

جدل مشاركة العراقيات في الأنشطة الرياضية

وسلط تقرير لشبكة “بي بي سي” الضوء على عوائق ممارسة هذه الرياضة لدى السيدات العراقيات والتحديات التي تواجههن وتحدث التقرير عن الطالبة الشابة سهى ـ اسم مستعار ـ ذات الـ 22 عاماً التي دأبت على الالتزام بروتينها الرياضي اليومي على ضفاف شط العرب وفي مدينة البصرة جنوبي العراق، استعداداً للمشاركة في فعالية الماراثون.

وكانت سهى تبذل قصارى جهدها لتحقيق هدفها في إتمام السباق، عن طريق ممارسة التمارين الرياضية وزيادة مسافة الجري اليومي.لكن قراراً مفاجئاً أفسد آمالها، فاستبعدت من المشاركة في الماراثون فقط لأنها امرأة.

وقال المصدر إنه على الرغم من تحقيق سهى لتقدم ملحوظ في التدريبات، إلا أنها وغيرها من مئات المشاركات وجدن أنفسهن أمام حظر مفاجئ.

ضجة غير مسبوقة

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة البصرة فعاليات مماثلة، ولكن الضجة التي أثارها الماراثون هذا العام كانت غير مسبوقة، إذ أصبح الماراثون محط اهتمام رجال الدين وزعماء العشائر، الذين طالبوا السلطات بإلغائه فوراً، وهددوا باتخاذ مواقف حازمة في حال عدم الاستجابة.

وخلال الفترة التي تلت الإعلان عن تنظيم الماراثون خرج مجموعة من رجال دين في فيديو تداولته وسائل إعلام محلية وناشطون وهم يهاجمون منظمي الماراثون ويتحدثون أن الماراثون “سيخرج نساء البصرة من عفتها وشرفها بحجج الرياضة والانفتاح المنحرف”.

ولفتت الشبكة في تقريرها إلى مقطع فيديو تم تداوله لرجل دين ينتقد فيه الماراثون بشكل واسع زاعماً أن هذه الرياضة قد تؤدي إلى “فقدان العفة والشرف “.

مما أدى إلى إعلان منظمي مارثون البصرة أنه سيكون للذكور فقط، حفاظاً على سلامة الجميع”، لتقام الفعالية الرياضية في التاسع من فبراير/ شباط الماضي من دون أي مشاركة نسائية.

وأعلن منظمو الفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه “بناء على توجيهات الأستاذ محمد طاهر التميمي محافظ البصرة وكالةً، وحفاظاً على سلامة الجميع، سيكون ماراثون البصرة للذكور فقط”.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by MD Media (@md.media.og)

وأضاف التقرير أن الحديث عن الماراثون سرعان ما تحول من حديث عن فعالية رياضية، كان من شأنها الترويج للسياحة في المدينة العريقة، إلى قضية سياسية مجتمعية تناقش أحقية المرأة بالمشاركة في الماراثون، وتشوبها تهديدات من قبل بعض رجال الدين، جعلت سهى تتراجع عن قرارها بالانضمام.

تهديدات من رجال الدين

وفي حديث مع بي بي سي، قال أحد منظمي الماراثون، والذي فضّل عدم الكشف عن هويته، “تعرضنا لتهديدات كبيرة خاصة من قبل رجال الدين، ولكن تجاهلناها في البداية، وبعدها تحولت إلى ضغوطات وتهديدات من قبل مسؤولين في السلطة، وحتى آخر لحظة لم نكن راغبين في إلغاء مشاركة النساء بالماراثون”.

وكان منظمو الماراثون قد أعلنوا في البداية عن وجود قوى أمنية تحمي النساء من أي مضايقات خلال الفعالية، واعتبرت بعض المشاركات هذا الأمر “خطوة مشجعة”، لكن أخريات لم يجدنها كافية.

وقالت أمل، وهي مدربة سباحة في البصرة، “أفضل لو كانت للذكور والإناث أماكن مختلفة مخصصة للجري والتحضيرات، قبل وبعد الفعالية مثل خيم الانطلاق، هذا قد يجعلنا نشعر بالأمان أكثر.”

وعبّرت هيلين حسن، مديرة منظمة تحمل اسم “فريق نسويات البصرة”، عن قلقها من تبعات القرار المستقبلية، إذ وصفت الحقوقية والناشطة النسوية القرار بـ”المخيف”، فدور الأعراف العشائرية في المجتمع العراقي، والتي تحكم واقع المرأة، حسب هيلين حسن، لم يكن يتجلى بشكل واضح بالقرارات الاجتماعية الحكومية، أما الآن فما شهدته البصرة من “خضوع الحكومة المحلية لأصوات متطرفة يثير القلق”.

  • اقرأ أيضا:
السعوديات كسرن حاجز العادات والتقاليد وشاركن في ماراثون رياضي بـ”العباءة والحجاب”

نفس المدرسة الفكرية

ورأت هيلين حسن أن الحكومة وزعماء العشائر يتبعون نفس المدرسة الفكرية. “لا أقتنع بهذه الصورة المدنية التي يسوقون لها”.

وأكدت على ضرورة الحفاظ على الأصوات المدنية في البصرة، “ضد من يستخدمون السلاح والخوف لفرض سلطتهم”.

وكان العراق من البلدان العربية الرائدة في مجال الرياضة النسائية ويعود ذلك لسبعينات وثمانينات القرن الماضي.

وعلى الرغم من القيود العديدة التي شهدتها البلاد بعد عام 2003، لا تزال فرق نسائية عراقية ورياضيات عراقيات يشاركن في بطولات عربية في كرة القدم والملاكمة ورفع الأثقال والكرة الطائرة وقيادة الدراجات.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.