الرئيسية » تقارير » موقع بريطاني: لماذا قد تؤتي حرب الاستنزاف المحدودة لحزب الله ثمارها؟

موقع بريطاني: لماذا قد تؤتي حرب الاستنزاف المحدودة لحزب الله ثمارها؟

وطن – سلط موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الضوء على ما وصفها بحرب الاستنزاف المحدودة التي يخوضها حزب الله اللبناني، ضد الاحتلال الإسرائيلي قائلاً إنها “قد تؤتي ثمارها إذا تحققت شروط عدة”.

وقال كاتب المقال الأكاديمي الفلسطيني سامي العريان، إنه بعد وقت قصير من اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للرجل الثاني في قيادة حماس، صالح العاروري، في جنوب بيروت أصدرت جماعة حزب الله بياناً مقتضباً أدانت فيه على الفور الهجوم الخبيث الذي وقع في منطقة نفوذها.

وفي اليوم التالي، ألقى أمين عام حزب الله حسن نصر الله خطاباً بمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال الحكومة الأمريكية للجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في بغداد عام 2020، العام الأخير لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

حديث مهم لنصرالله بعد اغتيال العاروري

ورأى موقع “ميدل إيست آي” أن حديث نصر الله عن اغتيال العاروري في هذه المناسبة بالذات أمر مهم، نظراً إلى أن قاسم سليماني كان مهندس ما يسمى بـ “محور المقاومة” الذي ينتمي إليه حزب الله وجماعات المقاومة في المنطقة.

وتعهد نصر الله في خطاباته الأخيرة بالانتقام وكرر استراتيجية جماعته المتمثلة في مواصلة الهجمات العسكرية المدروسة عبر الحدود وفي خطاب لاحق ناقش ما اعتبره “إنجاز الحزب ضد إسرائيل في الأشهر الثلاثة الماضية” بما في ذلك 670 هجوماً أسفر عن ضرب 494 هدفاً إسرائيلياً مهماً بالقرب من الحدود اللبنانية.

وزعم مسؤول الحزب إجلاء الاحتلال الإسرائيلي ما يصل إلى 230 ألف مستوطن من الشمال بعيداً عن الاشتباكات، ومن غير المستغرب أن تتسبب المواجهات العسكرية في اضطرابات كبيرة للمجتمعات الإسرائيلية وممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على حكومة الاحتلال وفق العريان.

ووصف نصرالله مشاركة حزبه في الأعمال العسكرية المحدودة بعد عملية طوفان الأقصى بالتدخل العسكري المحسوب، وحذر إسرائيل من أي تصعيد أو هجوم كبير على لبنان.

وأكد أن عمليات حزب الله على الحدود تهدف إلى جذب عدد كبير من القوات العسكرية الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية لاستنزاف الاحتلال وعرقلة مهمته المزعومة التي يأمل فيها تدمير المقاومة الفلسطينية في غزة.

اشتباك محدود

كرر الموقع البريطاني الحديث عن أن الاشتباك العسكري بين حزب الله وإسرائيل سيكون على نحو محدود، وليس إلى الحد الذي قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق في جميع أنحاء لبنان أو تحويل الانتباه بعيداً عن غزة.

لكن مع تغير لهجة الولايات المتحدة حيال حرب غزة والتلميح بالاستياء من الوحشية الإسرائيلية في الحرب، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في الضغط على قضية شن حرب إقليمية أكبر ضد حزب الله.

ويأتي ذلك على الرغم من رغبة الولايات المتحدة في تجنب الانجرار إلى حرب أكبر في الشرق الأوسط، في ظل منافساتها الجيوسياسية المكثفة مع الصين في جنوب شرق آسيا وروسيا في أوروبا.

ورأت صحيفة “ميدل إيست آي” أن اغتيال العاروري محاولة يائسة لإعادة ضبط قواعد الاشتباك مع حزب الله وتعزيز الروح المعنوية الإسرائيلية المتدهورة، الناجمة عن فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه العسكرية والسياسية المعلنة.

تهديد جريء من نصرالله

وأردفت أن ما كان ذو أهمية خاصة في خطاب نصر الله الأخير هو تأكيده الجريء على أهداف جديدة لحزبه وأعضاء آخرين في محور المقاومة، الذين بدا أنه يتحدث باسمهم.

ومن ذلك حين ذكر أن إسرائيل أصبحت الآن مكشوفة وضعيفة، وأن الوقت قد يكون مناسباً لتوسيع الحملة العسكرية وتحرير الأراض اللبنانية المحتلة من إسرائيل مثل مزارع شبعا وقرية الغجر.

ولفت المصدر إلى أن السعي وراء مثل هذه الخطوة الجريئة ونجاحها سيكون له عواقب كبيرة من شأنها أن يتردد صداها في جميع أنحاء المنطقة، لأنها ستكون المرة الأولى التي تتنازل فيها إسرائيل تحت الضغط العسكري عن الأراضي التي طالبت بها بقوة.

وقد يكون التصعيد الإسرائيلي الأخير باغتيال العاروري، رداً حاداً على إعلان نصر الله الضمني بالرغبة في تحرير مزارع شبعا وقرية الغجر.

كما أنه من الواضح تماماً أن العديد من أعضاء محور المقاومة يمارسون ضغوطاً أكبر على إسرائيل والولايات المتحدة لإنهاء الأعمال الوحشية في غزة.

ضغوط محور المقاومة ضد الاحتلال

وتنفذ حركة أنصار الله المعروفة باسم الحوثيين والتي تمثل القوة الحاكمة الفعلية في اليمن، عمليات أساسية ضد السفن التجارية الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل في باب المندب وعبر البحر الأحمر.

وقد دفع هذا التعطيل للسفن التجارية الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف بحري من عدة دول لمحاربة هجمات الحوثيين.

ومع ذلك، فإن الحوثيين لا يواصلون حملتهم فحسب، بل يرسلون أيضًا طائرات بدون طيار قاتلة إلى أهداف إسرائيلية في البر والبحر.

وفي الوقت نفسه، كانت الجماعات المسلحة في العراق تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا للضغط على الولايات المتحدة واتهمتها بالتواطئ بشكل علني في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة.

وأكد الأكاديمي الفلسطيني أنه في ظل الحسابات الإسرائيلية الخاطئة الهائلة في غزة، فقد يكون محور المقاومة على وشك تحقيق أهدافه الجيوسياسية المركزية، شريطة أن ينجح في وقف الإبادة الجماعية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.