“أنقذوا باسم من سجون الإمارات”.. شاب عراقي تسبب هذا الفيديو باعتقاله

وطن – كشفت تقارير إماراتية عن غضب كبير في الأوساط الحقوقية من اعتقال الإمارات لشاب عراقي يدعى “باسم رحيم” منذ أكثر من شهر، وإخفائه قسرياً لمجرد نشره فيديو وثق فيه غرق دبي بمياه الأمطار.

وتفاعل آلاف النشطاء والمغردين العراقيين والعرب مع قضية الشاب العراقي الذي يقبع حاليا في السجون الإماراتية، ودشنوا وسما بعنوان “أنقذوا باسم من سجون الامارات” ليتصدر التريند في العراق ودول خليجية وسط مطالبات بإطلاق سراحه بشكل عاجل ودعوة للسلطات العراقية للتدخل.

وبدأت القصة حين نشر الشاب “باسم رحيم” الذي ينحدر من مدينة كربلاء، مقطعاً مصوراً وثق فيه أن دبي ليس كما يمدحها البعض ويظنها مدينة عظيمة لا عيوب فيها أو نواقص، معبراً عن رأيه دون الإساءة لأي دولة أو مسؤول.

وكل ما فعله الشاب كان انتقاده بشكل غير مباشر غرق شوارع مدينة دبي على إثر موجة من الأمطار التي اجتاحتها، ومطالبته المشاهدين بعدم الحديث عن كون المدينة أفضل من غيرها من المدن.

“شيطان العرب” يخفي باسم رحيم قسرياً

وسلطات محمد بن زايد الذي يلقبه النشطاء “بشيطان العرب” ـ على خلفية مخططاته التدميرية بالمنطقة وأجندته الخبيثة ـ لم يرق لها على ما يبدو ذلك الفيديو لتقوم باعتقال رحيم وإخفائه قسرياً. في حين ناشدت نخب عراقية سلطات بلادها وسفير العراق في الإمارات بالتدخل لمعرفة مصير الشاب.

وأكد حقوقيون أن تعرض الشاب باسم للاعتقال والإخفاء القسري جاء بشكل تعسفي ودون سند قانوني.

وطالب نشطاء في منصات التواصل بعدم تجاهل معاناة رحيم وضرورة التدخل لدى دولة الامارات من اجل إطلاق سراحه.

  • اقرأ أيضا:
بلاغات للأمم المتحدة عن 3 معتقلين أخفتهم الإمارات قسريا.. قمع كبير وانتهاكات مأساوية

انتقادات للحكومة العراقية

ووجهت انتقادات لاذعة لسفير العراق في الإمارات الذي تكفل فقط بجلب رقم الدعوى القضائية التي يودع من خلالها باسم رحيم في السجن، وتسليمها إلى أهله وفق ما نقلته وسائل إعلام إماراتية معارضة.

اعتقالات تعسفية للوافدين

وكانت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد ifrd) قد أكدت في تقرير لها قيام سلطات محمد بن زايد، بتنفيذ اعتقالات تعسفية لمواطنين وافدين من جنسيات عربية متعددة بما يكرس خنق الحريات الممارس في الدولة.

وتعتقل أبوظبي الوافدين خارج نطاق القانون ودون عرضهم على محاكمات لمجرد تعليقات علنية في شؤون تخص دولهم وليس الإمارات وفق (إفرد)


ومن هؤلاء على سبيل المثال ”عبد الرحمن النحاس” وهو مواطن سوري الجنسية تم اعتقاله من سلطات محمد بن زايد منذ 21 كانون الأول/ديسمبر عام 2019 حتى اليوم، دون أن يتم عرضه على محاكمة أو السماح لمحام بالدفاع عنه.

وتقول الفيدرالية الدولية إنها تلقت إفادة من عائلة النحاس تشكو فيها من فشل جميع محاولات تواصلها مع السلطات الإماراتية والهيئات المعنية في الدولة، لتوضيح مصير ابنها وأسباب اعتقاله حيث تخفيه السلطات بشكل قسري.

تعذيب ناشط سوري وإخفائه قسرياً في الإمارات

وعبدالرحمن النحاس ناشط سياسي سوري غادر للانتقال في دولة الإمارات العربية بغرض العمل فيها، وقالت عائلته إنه تم اعتقاله بعد أشهر من وصوله من قبل جهاز أمن الدولة الإماراتي.

وتذكر عائلة المعتقل بأنها تظن أن ابنها تم نقله بعد عام كامل من إخفائه قسريا إلى سجن الوثبة في أبوظبي من دون عرضه على محكمة أو توكيل محامي للدفاع عنه.

عبدالرحمن النحاس
السوري عبدالرحمن النحاس المعتقل في الإمارات

وعن سبب الاعتقال ذكرت العائلة أن عبدالرحمن دعا في إحدى تعليقاته عبر منصات التواصل لحماية حقوق الإنسان في سوريا ولم يكتب أو ينقل يوماً حرفاً واحداً عن الإمارات.

وكشفت عائلة النحاس عن تمكنها من التواصل هاتفياً مع ابنها في مناسبة واحدة لعدة دقائق قبل شهرين أبلغها تعرضه لتعذيب شديد وتهديد جسدي ونفسي.

وطالبت (إفرد) الإمارات بالكشف الفوري عن مصير النحاس وسبب احتجازه والإيفاء بالتزاماتها بشأن اتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة في قضيته.

  • اقرأ أيضا:
الإمارات تعتقل الشاعر العراقي إبراهيم الشبالي بسبب قصيدة.. ما القصة؟

سجن مواطن أردني في الإمارات

وكانت منظمات حقوقية قد انتقدت بشدة حكماً صادراً في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بسجن مواطن أردني 10 سنوات، لمجرد انتقاده أداء حكومة بلاده في الأردن أي أنه لم يذكر الإمارات بأي مناسبة.

وكشفت “هيومن رايتس ووتش” عن قضية المواطن الأردني المقيم في الإمارات “أحمد العتوم” الذي تعرضه للحكم بالسجن 10 سنوات، بسبب منشوراته التي انتقد فيها الأوضاع المعيشية والسياسية في الأردن.

أحمد العتوم
اعتقال أحمد العتوم في الإمارات بسبب انتقاده الأوضاع المعيشية في الأردن

قدم العتوم إلى الإمارات رفقة أسرته قبل خمس سنوات من توقيفه في أيار/مايو 2020، حيث عمل مدرساً هو وزوجته وعرف بنشاطه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عبر حسابه الذي كان يستخدمه كمنصة للتعبير عن آرائه.

وتقول “رايتس ووتش” إن المنشورات التي كانت سببًا في اعتقال العتوم لم تعكس أي خطاب يدعو للعنف أو يحرض على انتهاك القانون، وشددت على أن اعتقال السلطات له “تدخل سافر في شؤون داخلية تخص مواطنين آخرين وقمع للحريات”.

وأكدت عائلة “العتوم” أن ابنها “أحمد” وضع في الحبس الانفرادي لمدة أربعة أشهر و لم يسمح لهم بزيارته أو التواصل معه طوال أسابيع. ورفضت السلطات الإماراتية السماح لمحاميه من مقابلته إلا بعد الجلسة الأولى التي عُقدت بتاريخ 12أغسطس/أب 2020.

وتؤكد المنظمات الدولية والحقوقية أن أحكام السجن وما يرافقها من انتهاكات داخل مراكز التوقيف الإماراتية، تؤشر على العقلية الانتقامية التي تتبعها الإمارات بحق النشطاء والصحفيين الذين يعبروا عن آرائهم.

ودعت منظمة (إفرد) إلى تدخل دولي للضغط على الحكومة الإماراتية من أجل وقف انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث