وطن- نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تحليلا عن أن توجيه إسرائيل ضربة قاتلة لحركة حماس، من شأنه أن يضع قطر في معضلة، نظرا للعلاقات الوثيقة بين الدوحة وحركة المقاومة الإسلامية.
التحليل الذي كتبه يوئيل جوزانسكي وإيلان زلايات، قال إن المعضلة تتمثل في هل ينبغي لقطر أن تدعم حكومة جديدة في غزة، سواء كانت حكومة تكنوقراط أو حكومة تابعة للسلطة الفلسطينية. وهناك فرصة لحدوث ذلك بالنظر إلى أن السياسة القطرية براجماتية.
وأضاف أنه بالنظر إلى أن الطريقة الأكثر فعالية لممارسة الضغط على قطر هي من خلال الولايات المتحدة، فيجب على إسرائيل مناشدة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للضغط على النظام القطري لتغيير سياسته.
وذكر التحليل: “مثلا، ينبغي على إسرائيل أن تضمن، جزئيا عبر مناشدة واشنطن، أن يصبح وجود قادة حماس في قطر عبئا على الدوحة”.
لكن في الوقت نفسه، أشار التحليل إلى أنه على على إسرائيل أنّ تخفض توقعاتها، حتى عندما يتعلق الأمر بالوعد الأمريكي بأنها اتفقت مع الدوحة على أن القطريين سوف “يعيدون النظر في علاقاتهم مع حماس بعد الحرب”.
يعني ذلك – وفق التحليل – أن أي تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه قطر، مثلا، من خلال محاولة اغتيال كبار قادة حماس الذين مُنحوا اللجوء في قطر، قد يواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة، وخاصة في الأمد القريب.
وقالت قطر في أكثر من مناسبة، إن استضافتها مكتبا سياسيا لـ”حماس” لا يعني أنها تؤيد الحركة، وأوضحت وفق التحليل الذي ترجمه الخليج الجديد، أنها سمحت بفتح هذا المكتب عام 2012 بعد طلب من واشنطن بإقامة خطوط اتصال غير مباشرة مع حماس.
وأشار التحليل الإسرائيلي، إلى أنّه من المهم أن تحدد إسرائيل نموذج الحكومة التي تريد رؤيتها في غزة بعد الحرب، لمنع خلق فراغ سياسي خطير من شأنه أن يمنح قطر الفرصة، مرة أخرى، لتكون المنقذ الحصري للقطاع.
وتابع: “كما حدث في أعقاب عملية الجرف الصامد (العدوان على غزة) في عام 2014، ستكون قطر هذه المرة أيضا هي العنوان عندما يتعلق الأمر بإعادة إعمار غزة، سواء شاءت إسرائيل ذلك أم لا”.
-
اقرأ أيضا:
سؤال لمتحدث جيش الاحتلال عن لقاء يحيى السنوار بأسرى إسرائيليين.. ما رده؟ (شاهد)
ورأى جوزانسكي وزلايات، أن النموذج الإسرائيلي يجب أن يرتكز على تعاون الدول الدولية والإقليمية في إعادة إعمار غزة، وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية والإمارات، وكذلك على وضع الآلية المدنية في القطاع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ولو رمزيا.
وسيكون من المستحيل، وفق الكاتبين، تأمين تعاون هذه الدول، فضلا عن دعم الولايات المتحدة لمثل هذه الخطة، وأحد الاحتمالات هو ربط ذلك بالجهود الأمريكية لبدء عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية”.
ماذا عن السعودية؟
ورغم أن السعودية ليست متحمسة لتحمل أي مسؤولية عن غزة، إلا أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تقدم الجزرة كجزء من صفقة التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يشجعها على إظهار بعض الاستعداد للعب دور أكثر أهمية، وفق قولهما.
دور مصري
واعتبر التحليل أنه من مصلحة إسرائيل أن تواصل قطر أو حتى تزيد مساعدتها المالية للقاهرة؛ لأن مصر، القريبة جغرافيا من غزة وتعرف جيدا طريقة عمل القطاع، ستلعب دورا مركزيا في غزة، وبالمثل، تتمتع مصر بعلاقات وثيقة مع حماس وتسيطر على معبر رفح الحدودي (مع القطاع).
“قوة عمل خارجية” في غزة
وأشار الكاتبان إلى أن قطر يمكن أن تكون جزءا من قوة عمل عربية و / أو دولية من شأنها أن تسيطر مؤقتا على غزة، لكنها لا تستطيع قيادتها.
ويقول قادة الاحتلال إنهم سيستأنفون الحرب بعد الهدنة، على أمل إنهاء إدارة “حماس” لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي كل الأحوال، بحسب جوزانسكي وزلايات، يتعين على إسرائيل أن تربط التدخل القطري في غزة ما بعد الحرب بتغيير سياستها تجاه حماس، وأن تحول التحالف بين قطر وحماس إلى عبء دبلوماسي على الدوحة، بالإضافة إلى تشكيل قوة معارضة ومنافسة لنفوذها في فلسطين.