وطن – يوماً بعد آخر تتكشف الحقائق والسياسات الصحفية المتبعة إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة، في وسائل الإعلام المختلفة ومنها صحيفة “العرب اللندنية” الممولة إماراتياً التي روجت لحملة يقوم عليها الذباب الإلكتروني المغربي ضد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل.
ونشرت الصحيفة تقريراً يزعم أن هناك “استهجان مغربي واسع لإساءة خالد مشعل للسيادة الوطنية المغربية” وأن السبب في ذلك وفق “العرب اللندنية” هو “دعوته القيادة المغربية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وجاء في إحدى عناوين العرب اللندنية: “المغاربة يرفضون مزايدة خالد مشعل.. المغاربة لا يخاطبهم إلا ملكهم”. وفي تقرير آخر زعمت الصحيفة: “غضب واسع في المغرب بسبب تدخل مشعل في شؤون المملكة” وفق العنوان الذي تبنت فيه الصحيفة ما طرحه الذباب الإلكتروني في منصات التواصل.
واعتمدت الصحيفة المدعومة من أبو ظبي في تقاريرها الهجومية المتعمدة تجاه خالد مشعل، على الوسم الذي أنشأته كتائب الذباب الإلكتروني في المغرب وروجت له تحت عنوان “المغاربة لا يخاطبهم إلا ملكهم“.
قال مغاربة تويتر #أؤيد_دعوة_مشعل لأنهم يرون أنه من واجب المغرب (ومن مصلحته) قطع العلاقات مع دولة احتلال متورطة في جرائم الحرب.
فقال البعض ضدهم: #المغاربه_لا_يخاطبهم_الا_ملكهم..
أقول للفئة الثانية، هذا نتنياهو يهدد الملك (وباقي الحكام العرب) ويبتزه بمستقبل حكمه، فماذا أنتم فاعلون؟ pic.twitter.com/5spiv8iHcJ— عبدالناصر البصري (@abdennacerelb) November 21, 2023
وهو الوسم الذي شن عبره الذباب المغربي هجوما عنيفا على القيادي بحماس، بسبب رسالته الأخيرة للشعب المغربي التي لم ترق للنظام المغربي المطبع وأذرعه الإعلامية، فحرك كتائب ذبابه على الفور لمهاجمة مشعل.
بالعكس لم يقل أي شيء خارج اللياقة،هو طلب من الشعب المغربي أن يطلب من السلطة قطع العلاقات وهذا ما نطلبه اصلا ، #أؤيد_دعوة_مشعل
— Hassan Belfkih (@BelfkihHC) November 21, 2023
رد وسخرية من الصحيفة الممولة إماراتياً
رد المتابع “حسن بلكيح” على مزاعم الصحيفة ضمن منصة “إكس” بالتأكيد على أن ما ذكره خالد مشعل ليس إلا دعوة للشعب المغربي أن يطالب السلطة بقطع العلاقات و”هذا ما نطلبه أصلاً” معبراً عن تأييده لدعوة القيادي بحماس وبأن طلبه “لم يكن خارج اللباقة”.
تصحيح: محمد السادس نصره الله وليس محمد الخامس رحمه الله
— رشيد 🇲🇦 (@rachid_elksis) November 21, 2023
وذهب آخرون إلى منحى آخر حين التفتوا لتصحيح خطأ ارتكبته الصحيفة بالقول إن العاهل المغربي هو محمد السادس وليس الخامس كما كتبته العرب اللندنية قبل أن تقوم بتصحيحه.
هذا الخطأ الفادح دليل على أن كاتب المقال و الطاقم الساهر على النشر له دراية خارقة بالتاريخ و الجغرافيا و العلاقات الدولية.
أي مصداقية بقيت لهذه الصف ….يحة— عيشة البحرية الأطلسية (@AichaBlog23) November 22, 2023
وتساءلت إحدى المتابعات ساخرة من الصحيفة الممولة إماراتياً: “هذا الخطأ الفادح دليل على أن كاتب المقال و الطاقم الساهر على النشر له دراية خارقة بالتاريخ و الجغرافيا و العلاقات الدولية. أي مصداقية بقيت لهذه الصف ….يحة”.
ليس هناك اي اساءة سوى للمتصهينين الع ب
— ام محمد امين (@MIghazran) November 22, 2023
وكتبت أم محمد أمين بأن ما ورد في كلمة خالد مشعل: “ليس فيه أي إساءة سوى للمتصهينين العرب” لترد على التجييش الذي تشارك به العرب اللندنية ضد المقاومة وقادتها.
كلام فارغ لن تستطيعوا تغيير رأي المغاربة عن قضيتهم وقضية كل الأشراف و الأحرار نحو شعب فلسطين الغالي والمكافح
— simo najdi (@najdi_simo) November 22, 2023
وذكر متابع آخر على الوسم المزعوم المسيء للمقاومة الفلسطينية: “كلام فارغ لن تستطيعوا تغيير رأي المغاربة عن قضيتهم وقضية كل الأشراف و الأحرار نحو شعب فلسطين الغالي والمكافح”.
ماذا قال خالد مشعل عن المغرب؟
وكان مشعل قد دعا الدولة المغربية إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ووقف التطبيع معه.
وطلب مسؤول المقاومة الفلسطينية النظام المغربي إلى طرد ممثل إسرائيل بالرباط، وطي هذه الصفحة التي جاءت خارج السياق الطبيعي لدولة محترمة كالمغرب.
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن “وقف التطبيع من أهم أوجه نصرة الفلسطينيين، وهي خطوة كبيرة، وأن الشعب المغربي في حال قطع العلاقات سيقف سنداً لحاكمه”.
وسم #أؤيد_دعوه_مشعل يتصدر التغريد في المغرب بعد دعوة خالد مشعل المغرب لقطع العلاقات مع إسرائيل.
المتصهينون شنوا حملة على دعوة مشعل فكانوا سببا في إطلاق الوسم وتصدره.
لا أدري متى يفيقون إلى أن كل المغاربة مع فلسطين. إلا قليلا من المنحرفين المساندين لجرائم الحرب والإبادة.— أحمد القاري (@ahmed_badda) November 20, 2023
وفي تلك الحالة “يستطيع المغرب أن يصحح خطأ ويؤدي واجباً، وهذا سيشكل نصرة حقيقية لفلسطين وضغطاً على الاحتلال وأوليائه في الغرب” وفق مشعل.
تعاون الموساد والمخابرات المغربية ضد حماس
وكانت جريدة “الخبر” الجزائرية كشفت تفاصيل ما قالت إنه مخطط مغربي ـ إسرائيلي استخباراتي، يهدف لتشويه المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر وشيطنتها.
وقالت إن أجهزة الاستخبارات المغربية والصهيونية كثفت نشاطها الالكتروني ضد الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة في وقت تتجه فيه كل أنظار العالم إلى غزة والمأساة التي سببها الاحتلال بأبنائها من النساء والأطفال.
وأشار التقرير إلى أنه على مدار 3 سنوات روجت تلك الغرفة أولاً للتطبيع والتقارب الإسرائيلي المغربي العربي، ووجهت كل سهامها منذ انطلاق “طوفان الأقصى” ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، وفق جريدة الخبر.
وتحولت تلك الغرفة إلى استهداف الفلسطينيين وتجريم وشيطنة كافة أشكال مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي عبر منصات التواصل “إكس وفيسبوك و يوتيوب”.
ويقوم المخطط على قلب المفاهيم وتشكيل رأي عام عربي مناهض للمقاومة، والهجوم بشراسة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكتائب القسام وفصائل المقاومة.
تلك الجهات بحسب التقرير، هي نفسها التي كثفت نشاطها وصوبته ضد العملية التي قادتها القسام ضد أهداف إسرائيلية في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر.