وطن – أثار الظهور الأخير لرجل الأعمال المصري السيناوي إبراهيم العرجاني، رئيس ما يعرف بـ”اتحاد قبائل سيناء”، رفقة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في مؤتمر أمام معبر رفح، الثلاثاء، جدلا واسعا بين النشطاء وشكوكا بشأن هذا الظهور المفاجئ للرجل الغامض صاحب الأنشطة المشبوهة في سيناء.
ورافق إبراهيم العرجاني، رئيس الوزراء أثناء زيارته لمعبر رفح وكذلك أثناء زيارته لمقر الكتيبة 101، الثلاثاء، حيث عقد “مدبولي” مؤتمرا صحفيا من أمام المعبر أكد عبره أن مصر ضد أى استهداف للمدنيين من أى جانب، وضد سقوط أى ضحايا من المدنيين الأبرياء، في تصريحات لاقت انتقادات حادة لمساواته بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
كما شدد مصطفى مدبولي على أن مصر لن تسمح بتصفية أي قضايا على حسابها، في إشارة مبطنة عن “خطة تهجير” الفلسطينيين التي تسعى إسرائيل وأمريكا لها.
ظهور مفاجئ للعرجاني رفقة رئيس الوزراء في سيناء
ومن جانبه أكد إبراهيم العرجاني، في تصريحاته أثناء حضوره مؤتمر رئيس الوزراء على اصطفاف أهالي سيناء خلف القيادة السياسية وأجهزة الدولة.
وشدد رئيس اتحاد قبائل سيناء، على أن أرض سيناء ستظل مصرية ونرفض أي محاولة للمساس بها، كما وجه إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد قبائل سيناء، التحية لرجال القوات المسلحة والداخلية والمخابرات العامة لدورهم في تطهير سيناء من الإرهاب.
ويشار إلى أنه على مدار سنوات يُوصف إبراهيم العرجاني بأنه مبعوثا للخراب في سيناء، ومتعاملا كبيرا مع إسرائيل وأجهزة السيسي الأمنية أيضا.
حيث سيطر على زراعة المخدرات بسيناء والسلاح، بل وكون علاقات قوية جدا مع نجل رئيس النظام القيادي بالمخابرات محمود السيسي، الذي يشرف على البزنس السري لعائلة السيسي.
وتساءل الكثيرون عن سر ظهوره الأخير مع رئيس الوزراء من أمام معبر رفح، والرسالة التي يريد نظام السيسي إرسالها من خلاله.
وفي هذا السياق كتب الكاتب المصري جمال سلطان: “رئيس وزراء مصر يرافقه تاجر المخدرات إبراهيم العرجاني في زيارة لمقر الجيش شمال سيناء الكتيبة 101”.
وتابع: “يقول إنه سيتم تنفيذ مشروعات بتكلفة 363 مليار جنيه تستهدف تأسيس مجتمعات زراعية وصناعية وسياحية، في الوقت الذي يتم تهجير أهالي شمال سيناء، فلمن هذه المشروعات ومن أين أتت المليارات؟!”
من جانبه أبدى الإعلامي المصري المعارض أسامة جاويش، استغرابه من المشهد الذي وصفه بأنه غير مألوف والذي أظهر وفق قوله “قائد ميليشيا ورجل أعمال ورئيس اتحاد قبائل سيناء يدخل جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف مع رئيس الحكومة المصرية في شمال سيناء” في إشارة للعرجاني.
أسامة جاويش يكشف سر ظهور إبراهيم العرجاني
ولفت “جاويش” إلى تاريخ العرجاني وقال إن أول ظهور لـ”غول الفساد وزعيم ميليشيات اتحاد القبائل” كان عام 2008، في الصدام الذي وقع بين بدو سيناء والشرطة.
ووقتها طلب الأمن وساطة العرجاني لتهدئة قبيلة الترابين، فأرسل شقيقه لكن لظروف مجهولة قتلته الشرطة، فاحتجز العرجاني وصديقه سالم اللافي أفرادا من الشرطة ردا على الحادثة.
وتابع “جاويش” خلال حلقة برنامجه على قناة “مكملين”: “فأصدر مجلس الشعب استجوابا شهيرا وطالب باعتقال العرجاني الذي كشف عن تعاونه مع جهات سيادية. ليتم اعتقال العرجاني بينما هرب سالم لاللافي من عربة الترحيلات.”
وعذب بعدها إبراهيم العرجاني تعذيبا شديدا في السجن تسبب له بجلطة وكان مصطفى بكري دائم الدفاع عنه، بحسب جاويش.
ميليشيا العرجاني ومنطقة عازلة على طول الحدود مع غزة
بعد ثورة 25 يناير ظهر اسم العرجاني كأحد المتعاونين مع الجيش في سيناء، سواء في المشروعات أو العمليات الأمنية أو توفير الرجال والمعلومات.
التقى به السيسي ضمن لقاء مع شيوخ سيناء عام 2014، بعدها بدأ الحديث عن ميلاد اتحاد قبائل سيناء، الذي انخرط في القتال إلى جانب الجيش.
أقامت قوات الجيش حينها منطقة عازلة امتدت على ألف متر على طول الحدود مع غزة ودمرت ما وصل إلى ألفي منزل، وجرفت مئات الهكتارات من الأراض الزراعية.
وأخرجت 3200 أسرة من منازلها، بحسب إحصائيات المرصد المصري للحقوق والحريات، وكل ذلك كان بمساندة اتحاد القبائل أو “ميليشا العرجاني”.
العرجاني رجل أعمال وإعمار غزة
ويشار إلى أنه في مايو 2015 قامت مجموعته الجديدة “العرجاني جروب” بتوقيع أول صفقة، كانت لإنشاء المجمع الصناعي للرخام والجرانيت، وذلك بمشاركة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
كما شاركت “العرجاني جروب” بأمر سيادي في تطوير مطار العريش المثير للجدل، ومشروع التجلي الأعظم في سانت كاترين المثير للجدل أيضا.
وفي 2021 نشرت صحيفة “هارتس” العبرية أن العرجاني يشارك في إعمار غزة، وأنه أكبر المستفيدين من الاتفاق المصري مع الحكومة الفلسطينية.
وعام 2022 قرر السيسي تعيين إبراهيم العرجاني، كعضو في جهاز تعمير سيناء. وفي 2023 حصلت العرجاني جروب على عقد رعاية النادي الأهلي.
أصبحت مجموعة العرجاني جروب، من أكبر الإمبراطوريات الاقتصادية في مصر بالشراكة مع مجموعات “الصافي والغانم”.
تم تمثيل شخصية العرجاني في فيلم المصلحة ومسلسل الاختيار 3.
ومؤخرا قبل أشهر شارك العرجاني في وفد مصري رفيع المستوى ضم رجال أعمال ومخابرات وجهات سيادية إلى ليبيا، حيث عقدوا وقتها اجتماعا موسعا مع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار، التي سبق وأن اتفق عليها الدبيبة خلال زيارة سابقة للقاهرة.