الرئيسية » الهدهد » سيناريوهات ما بعد الاجتياح البري المحتمل.. من يحكم غزة وما مصيره؟ (تحليل)

سيناريوهات ما بعد الاجتياح البري المحتمل.. من يحكم غزة وما مصيره؟ (تحليل)

وطن- نشر موقع “ستراتفور” الأمريكي، تحليلا عن سيناريوهات العملية البرية التي من المحتمل أن يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة.

وقال الموقع في تحليله، إن بعد الغزو البري المحتمل لغزة، فإن سلطات الاحتلال تفضّل أن تعيد السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، بدعم من قوات الاحتلال، أما إذا رفضت السلطة، فستعيد تل أبيب احتلال المنطقة عسكريا، وهو سيناريو سيقيد جيشها، وينفر حلفاءها في الخارج، ويزعزع استقرار حكومتها برئاسة بنيامين نتنياهو.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قد صرح في 20 أكتوبر الجاري، بأن الحرب على غزة ستستمر على ثلاث مراحل، الأولى ستكون حملة جوية وبرية لكسر سيطرة حماس، والثانية للقضاء على جيوب قواتها، أما الثالثة والأخيرة فستخلق نظاما أمنيا جديدا يسمح للجيش بالتراجع عن السيطرة الرسمية على القطاع.

وقال الموقع الأمريكي: “بعد انتهاء الغزو البري، من المرجح أن تتطلع إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية كي تحكم غزة، لكن افتقار السلطة إلى الشرعية وعدم الرغبة في التعاون مع إسرائيل قد يكون عقبة رئيسية أمام إعادة السلطة الفلسطينية إلى السلطة في غزة”.

لكن السلطة الفلسطينية – وفق التحليل – تكافح بالفعل من أجل الحكم في الضفة الغربية، ويرجع ذلك جزئيا إلى افتقارها إلى الشرعية الشعبية؛ بسبب سجلها الحافل بالفساد والتعاون مع إسرائيل.

موقف عباس من عرض إسرائيلي محتمل

وكان رئيس السلطة محمود عباس قد أوضح أنه يعارض الغزو الإسرائيلي لغزة، وبالتالي من غير المرجح أن يقبل بسرعة عرضا من الإسرائيليين لحكم غزة بطريقة قد تجعل السلطة الفلسطينية تبدو وكأنها قوة احتلال متعاونة.

وقال “ستراتفور” إنه إذا سيطرت السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف على غزة، فستعتمد على الدعم العسكري الإسرائيلي للحفاظ على السلطة (كما هو الحال في الضفة الغربية).

وهذا السيناريو يجبر قوات الاحتلال على التدخل بشكل روتيني في غزة لإبقاء السلطة الفلسطينية في السلطة عندما تندلع الاضطرابات الشعبية.

وإذا عرضت إسرائيل على السلطة الفلسطينية خيار إعادة السيطرة على غزة، فستحفزها جزئيا بأن هذا إحدى الطرق لاستعادة المساعدات الدولية التي تتضاءل بالنسبة للحكومة. وقد أعلن مجلس التعاون الخليجي عن تعهدات بتقديم مساعدات طارئة لغزة بـ100 مليون دولار.

  • اقرأ أيضا: 
بلومبيرغ: إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان خطط الحكم المستقبلي لغزة.. هذه السيناريوهات المقترحة!

إعادة الاحتلال

وإذا لم تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة، فسينتهي الأمر بالقطاع مرة أخرى تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي (كما كان بين عامي 1967 و2005)؛ مما يجبر إسرائيل على الانخراط في احتلال طويل الأمد، وفق الموقع الأمريكي.

وبالنسبة لإسرائيل، ينذر استمرار احتلال غزة بمزيد من الخسائر البشرية والتكاليف الاقتصادية والانقسامات السياسية.

كما أن هذا الأمر يعرّض جيش الاحتلال لاشتباكات مستمرة مع الفلسطينيين وتمرد طويل الأمد، لكنه سيظل يمنع عودة حماس كسلطة حاكمة ويحد من تهديد الصواريخ والقذائف.

ويتعين أيضا على حكومة الاحتلال أن تواجه المهمة الصعبة المتمثلة في إعادة إعمار الأراضي التي مزقتها الحرب، ما يزيد من الضغط على ميزانية إسرائيل بعد الحرب ويسبب احتكاكا في الحكومة، إذ ستقاوم الأحزاب اليمينية المتطرفة تخصيص التمويل للمناطق المعاد احتلالها، وفق التحليل الذي ترجمه الخليج الجديد.

وأشار التحليل، إلى أن بعض أحزاب اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو ستدفع أيضا نحو إنشاء مستوطنات في غزة وضمها إلى إسرائيل؛ ما من شأنه أن يهدد تماسك الحكومة؛ إذ ستقاوم أحزاب يمين الوسط ذلك.

ماذا يعني وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزة؟

وسيؤدي الوجود العسكري الإسرائيلي طويل الأمد في غزة، سواء مع السلطة الفلسطينية أو بدونها بشكل خاص، إلى تنفير الدول الرئيسية في العالم العربي، وأبرزها السعودية، في إشارة إلى تصريحات تصاعدت قبل الحرب بشأن الاقتراب من تطبيع رسمي للعلاقات بين الرياض وتل أبيب، وفق التحليل.

كما سيضغط حلفاء إسرائيل الغربيون، مثل الولايات المتحدة، على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمنع تكرار هجمات 7 أكتوبر.

لكن الموقع رجح أن مثل هذا الحل سينطوي على تنازلات سياسية لا تحظى بشعبية كبيرة؛ ما قد يؤدي إلى انشقاقات في حكومة ما بعد الحرب في إسرائيل وإجراء انتخابات مبكرة.

  • اقرأ أيضا: 
الأول الأكثر استبعاداً.. 3 سيناريوهات محتملة لاجتياح غزة بظل التخبط الإسرائيلي

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.