وطن – أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مكالمة سرية وغير معلنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في أعقاب دعوة الجانب الإسرائيليين للفلسطينيين في قطاع غزة للتوجه إلى سيناء المصرية في مؤشر على تهجير الفلسطينيين.
مكالمة سرية بين السيسي ونتنياهو!
تفاصيل المكالمة بين السيسي ونتنياهو، كشفها الخبير الاستراتيجي سمير فرج الذي يعتبر أحد المقربين من الرئيس المصري باعتبار أنه كان قائدا للسيسي في إحدى وحدات الجيش.
وقال فرج إن هناك مكالمة حدثت بين نتنياهو والسيسي بعد التصريحات الأخيرة من الجانب الإسرائيلي بشأن تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء.
وكان متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي،طالب، السكان الراغبين في الهروب من القصف بالتوجه نحو مصر.
وبحسب الرواية التي نقلها سمير فرج، أوضح السيسي لنتنياهو بأن مصر لا تقبل لأحد عبور الحدود.
وقال: “الكلام ده تنسوه، ولو استمريتوا في هذه السكة هيبدأ فصل جديد من العداوة بين مصر وإسرائيل”.
-
اقرأ أيضاً:
هل يمارس المصريون ضغطاً شعبياً على النظام ليزود غزة بالماء والطعام؟
وأشار فرج في تصريحات متلفزة، إلى أن مصر قادرة على حماية حدودها، موضحا أن غزة أصبحت الآن معزولة عن العالم بعد أن قامت إسرائيل بغلق المعابر الأربعة، ولم يتبق إلا معبر واحد.
وتم إيصال رسالة من الجانب الإسرائيلي إلى مصر بأنها لن تسمح بدخول المساعدات المصرية إلى غزة وهو مرفوض تماما.
مصادر أمنية حذرت من منعطف خطير
وكانت مصادر أمنية مصرية، قد نبهت بأن القضية الفلسطينية تشهد حالياً منعطفاً هو الأخطر في تاريخها.
وأضافت في تصريحات نقلتها قناة “القاهرة الإخبارية” (التابعة للسلطات)، أن هناك مخططاً واضحاً لخدمة الأهداف الإسرائيلية لتصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها، وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح للخارج.
كما حذرت المصادر التي وصفت بأنها “رفيعة المستوى”، من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني.
وأشارت إلى أن هناك بعض الأطراف (لم تسمها) تخدم مخطط إسرائيل، وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات (غير مقبولة) تاريخياً وسياسياً سعت تل أبيب لطرحها على مدار الصراع العربي – الإسرائيلي بـ(توطين أهالي غزة في سيناء).
وأوضحت المصادر أن مخطط توطين أهالي غزة في سيناء تصدت له مصر وستتصدى له، ورفضه الإجماع الشعبي الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه.
السيسي يحذر من خطورة التصعيد
بدوره، حذر الرئيس السيسي من خطورة التصعيد الحالي في قطاع غزة.
وقال إن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وأنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف.
وأضاف أن بلاده تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية.
واشار إلى أن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقناً لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
-
اقرأ أيضاً:
بتهديد حول معبر رفح بعد قصفه 3 مرات .. “إسرائيل” تدوس السيادة المصرية!
وشدد السيسي على أن مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
الجيش الإسرائيلي يتراجع عن نصيحته
حالة الغضب التي هيمنت على القاهرة دفعت جيش الاحتلال للتراجع عن تصريح المتحدث العسكري الذي نصح الفلسطينيين الفارين من الضربات الجوية على قطاع غزة بالتوجه إلى مصر.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر مغلق حاليا، وذلك في تعديل لما قاله كبير المتحدثين العسكريين لجيش الاحتلال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، الذي قال لصحفيين أجانب: “أعلم أن معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر لا يزال مفتوحا… وأنصح أى شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك”.
سفيرة إسرائيل بالقاهرة تعلق على مخططات التهجير
في سياق متصل، علقت سفيرة إسرائيل في القاهرة أميرة أورون، عن المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ودفعهم نحو الأراضي المصرية في سيناء.
وقالت “أورون”، إنه ليس لدى إسرائيل أي نوايا فيما يتعلق بسيناء، ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك.
ليس لدى إسرائيل أي نوايا فيما يتعلق بسيناء، ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك.
#إسرائيل ملتزمة بمعاهدة السلام مع #مصر والتي فيها حُدِدت، جليا، الحدود بين البلدين. #سيناء هي أرض مصرية حارب فيها الجيش المصري الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية. pic.twitter.com/DXzSzohvWk— Amira Oron أميرة أورون (@AmiraOron) October 10, 2023
وأضافت أن إسرائيل ملتزمة بمعاهدة السلام مع مصر والتي فيها حددت، جليا، الحدود بين الجانبين، مؤكدة أن سيناء هي أرض مصرية حارب فيها الجيش المصري الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية.
وتتواصل عملية طوفان الأقصى في يومها الخامس، حيث أوقعت أكثر من 1200 قتيل اسرائيلي -وفق موقع والا العبري-، بينما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 1055 فلسطينياً، وإصابة 5184 آخرين، وهي أرقام تزداد ساعةً بعد أخرى مع تواصل الحرب على القطاع .