وطن- بعد ساعات من إعلان السلطات الزامبية عن احتجاز طائرة خاصة تحمل 5.6 مليون دولار نقدًا و602 عملة ذهبية، وخمسة بنادق بها 126 رصاصة، وشحنة مخدرات قادمة من القاهرة، وتم اعتقال 6 مصريين، ومواطن زامبي وهولندي وإسباني ولاتيفي وإحالتهم للتحقيق، راجت ادعاءات على مواقع التوصل الاجتماعي تزعم أن السلطات الأمنية في زامبيا، أفرجت عن الطائرة المحتجزة ، وسمحت لها بمغادرة البلاد بكامل طاقهما ومن كانوا على متنها وحمولتها.
وبحسب منصة “صحيح مصر” المتخصصة بالتأكد من الأخبار والفيديوهات فإن هذه الادعاءات مُضللة، ولم تفرج السلطات الأمنية عن الطائرة الخاصة، القادمة من القاهرة.
❌ انتشرت ادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي، أن السلطات الأمنية في #زامبيا، أفرجت عن الطائرة القادمة من القاهرة، وسمحت لها بمغادرة البلاد بكامل طاقهما ومن كانوا على متنها وحمولتها، إذ ضبطت السلطات الطائرة وعلى متنها 6 مصريين، ومحملة بـ 5 مليون و698 ألف دولار، بجانب 127… pic.twitter.com/qyM1O75yro
— صحيح مصر (@SaheehMasr) August 17, 2023
ونشرت فيديو يُظهر الطائرة متواجدة داخل مطار كينيث كاوندا الدولي، بالعاصمة لوساكا، وأظهر الفيديو رقم سجل الطائرة المدون على ذيلها وهو T7- WSS، وليس الرقم الخاطئ الوارد في التحقيقات T7- WW.
وتبين أن الطائرة هي نفسها طائرة وزير الداخلية والوفود الأمنية. وتزامن وجود تلك الطائرة الخاصة مع وجود شخصيات مصرية رفيعة المستوى في أكثر من مرة، أهمهم هو وزير الداخلية المصري في زيارته مع وفد أمني مصري إلى تونس في مارس الماضي.
وتظهر الصورة التي نشرتها وزارة الداخلية للطائرة الخاصة التي ضُبطت في زامبيا، وزير الداخلية، محمود توفيق، أثناء وصوله مطار تونس قرطاج، على رأس وفد أمني مصري رفيع المستوى للمُشاركة في أعمال الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
كما يظهر رفقة وزير الداخلية، السفير إيهاب بدوي، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي.
جهات أمنية استخدمت الطائرة
وقالت المنصة إن السلطات الزامبية سمحت للصحفيين بالتواجد على أرض المطار، وتصوير الطائرة، لدحض الشائعات عن مغادرتها البلاد، والتأكيد على أنها لازلت محتجزة لدى زامبيا.
وأكد الفيديو وظهور رقم تسجيل الطائرة T7- WSS، صحة تحقيق صحيح مصر، والذي نشر أمس، وكشف عن استخدام جهات أمنية للطائرة المضبوطة، وعلى رأسهم وزير الداخلية خلال رحلة إلى تونس في فبراير 2023.
وقالت المنصة إن فريقها أجرى تعقبًا لمسار الطائرة المضبوطة، والتي ظهر مطار القاهرة على خريطة تحركاتها، على مدار الأشهر الماضية، وتوصل إلى وجود الطائرة في ليبيا والسعودية في نفس توقيت وصول وفود أمنية ومسؤولين مصريين سواء من المخابرات أو الخارجية.
محاكمة طاقم الطائرة
وقال أونورابل جاك، وزير الشؤون الداخلية والأمن الداخلي الزامبي، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد في المطار، إنهم “يعملون على إعداد التهم التي سيواجهون بها طقم الطائرة والمتواجدين عليها”.
وكان ناسون باندا ، المدير العام لهيئة مكافحة المخدرات قال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة لوساكا إن الطائرة كانت قادمة من القاهرة ، مصر ومتجهة إلى زامبيا، وكان من المفترض أن تعود مرة أخرى إلى مصر. هذا ما لدينا الآن”.
وقد تكون زامبيا الوجهة الأفريقية التالية للمبعدين من طالبي اللجوء في المملكة المتحدة، وقال المحققون إن المحتجزين جاءوا إلى زامبيا لإجراء بعض الصفقات التجارية.
وقالت هيئة مكافحة المخدرات الزامبية DEC في بيان: “تلقت لجنة مكافحة المخدرات معلومات تفيد بأن طائرة مستأجرة تحمل بضائع خطرة قد هبطت في مطار كينيث كاوندا الدولي في 13 أغسطس الساعة 7 مساءً”.
وأضافت : “بناءً على هذه المعلومات ، قمنا مع ضباط من مختلف وكالات إنفاذ القانون بعملية أسفرت عن ضبط خمسة مسدسات وسبع مخازن و 126 طلقة ذخيرة و 602 قطعة ذهب مشتبه بها تزن 127.2 كجم ومعدات لقياس الذهب.”
وقال باندا إن الأموال أصبحت الآن في “العهدة الآمنة لبنك زامبيا” وأن التحقيقات مستمرة.
احتيال دولي
وقالت السلطات الأمنية في مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، إن القضية عبارة عن احتيال دولي، ورغم أن ما على الطائرة ليس ذهبًا، ولكن دخوله للبلاد كان بطريقة غير مشروعة، ومازال التحقيق في القضية مستمرًا.
وبدوره قال وزير تنمية المناجم والمعادن ، بول كابوسوي ، إن الذهب “المشتبه به” يجري تقييمه لأن البعض كان مطليًا أو مطليًا بالذهب.وهو عبارة عن خليط من عدة معادن، على رأسها معدن النحاس بنسبة بلغت نحو 61% بجانب الزنك بنسبة 38%، وكميات ضئيلة من القصدير والنيكل.