الرئيسية » تقارير » تعرضن للتعري أمام كاميرات المراقبة.. روايات صادمة عن تفتيش سجينات رأي إيرانيات

تعرضن للتعري أمام كاميرات المراقبة.. روايات صادمة عن تفتيش سجينات رأي إيرانيات

وطن- روت سجينات رأي إيرانيات سابقات، تفاصيل إذلالهن خلال فترة احتجازهن في السجن، لا سيما أنه تمَّ تصويرهن بعد تعريتهن بغرض التفتيش.

وأجرت شبكة “بي بي سي” البريطانية مقابلات مع عدد من السجينات السابقات، اللاتي أكَّدن أنهن أجبرن على نزع الفوط الصحية أو السدادات القطنية عندما كن في فترة الدورة الشهرية والقرفصة أو القيام بقفزة القرفصاء.

إحدى هؤلاء السجينات هي مجغان كيشافارز التي أمضت قرابة ثلاث سنوات في السجن ومعظمها في سجني إيفين وقرتشك سيئي السمعة في محافظة طهران، وقالت إن ما حدث معهن كان بقصد إذلالهن.

3 عمليات تفتيش بعد التعري

وهذه السجينة السابقة خضعت لثلاث عمليات تفتيش بعد تعريتها أمام كاميرات المراقبة الداخلية خلال وجودها في السجن والذي خرجت منه في يناير / كانون الثاني 2022.

سجن إيفين الواقع شمالي العاصمة طهران هو مسرح معظم عمليات تعرية المعتقلات وتصويرهن حسب ادعاء السجينات السابقات
سجن إيفين الواقع شمالي العاصمة طهران هو مسرح معظم عمليات تعرية المعتقلات وتصويرهن حسب ادعاء السجينات السابقات

وفي المرة الثالثة على وجه التحديد، التقطت حارسة سجن صورا عارية لها وعندما احتجت ، قيل لها إن هذه الخطوة ضرورية لمواجهة مزاعم تعرضها للتعذيب في المستقبل.

وقالت المعتلقة السابقة: “من سيرى هذه الفيديوهات والصور؟ هل يستخدمها النظام فيما بعد لإسكاتنا؟” مشيرة إلى إمكانية التعرض للابتزاز حتى بعد انتهاء عقوبتها.

وكيشافارز ناشطة في مجال حقوق المرأة وقد احتجت بنشاط ضد الحجاب الإلزامي، وتوجد العديد من الصور الفنية على حسابها على إنستجرام، تظهر بدون حجاب في أماكن عامة متنوعة.

وهذه الناشطة وُجِّهت إليها تهمة “التآمر على الأمن القومي وعدم احترام الإسلام والدعاية ضد جمهورية إيران الإسلامية والترويج للفساد والفحش”، وقد حُكم عليها بالسجن 12 عامًا وسبعة أشهر.

طالب الإدعاء العام بالتحقيق في عمليات تعرية السجينات اثناء تفتيشهن
طالب الإدعاء العام بالتحقيق في عمليات تعرية السجينات اثناء تفتيشهن

وفي الآونة الأخيرة، أدينت بتهمة “الفساد على الأرض” وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام.

القضاء الإيراني يرد على الاتهامات

يُشار إلى أنه في أوائل يونيو/حزيران الماضي، نفى القضاء الإيراني مزاعم تصوير السجنينات بعد تجريدهن من الملابس ووصفها بأنها “حرب هجينة ودعاية غربية واسعة النطاق ضد إيران”.

لكن في منتصف الشهر نفسه، قال رئيس اللجنة القضائية في البرلمان الإيراني إن الحارسات فقط يشاهدن فيديوهات تفتيش السجينات، وهو ما يمثل اعترافا بتصوير السجينات.

ويُقال أن التصوير يتم في أماكن لا ينبغي أن تكون فيها كاميرات مراقية، وصرح المحامي محمد حسين أغاسي: “وفقًا لأنظمة السجون، لا يُسمح بكاميرات المراقبة إلا في الأماكن التي يتحرك فيها السجناء مثل الممرات”.

وتجدر الإشارة إلى أن تصوير عمليات التفتيش التي تتضمن تعرية الشخص لا تقتصر على إيران، فقد وقعت حوادث مماثلة في بلدان أخرى مثل الحالة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية.

وكشفت الوثائق التي تم الحصول عليها بموجب حرية المعلومات أن الضباط صوّروا بشكل مستمر عمليات التفتيش.

ووفق تقرير “بي بي سي”، فإن ما هو مختلف ومقلق في حالة إيران هو أن ما يحدث يمثل عملا منهجيا ومتعمدا، يهدف إلى إذلال السجناء والسجينات.

وثائق سرية تفضح عملية تعرية المعتقلات

وقالت الشبكة البريطانية، إنها حصلت على وثائق سرية من مجموعة قرصنة تدعى “عدالات علي” وتعود إلى نوفمبر / تشرين الثاني 2021 تشمل رسالة من القضاء الإيراني تتحدث عن واحدة من عمليات التفتيش بتعرية المعتقلة.

ووفق الرسالة، فقد تعرضت سجينة الرأي مجغان كافوسي الناشطة الحقوقية الكردية، لعملية مماثلة في سجن بمدينة كرج، فيما قال مصدر مطلع على القضية من داخل إيران، إن كافوسي خضعت لهذا الإجراء خمس مرات.

وتُظهر الوثائق أنه بعد نشر موقع “هرانا” الحقوقي تقريرا عن تعريتها بغرض التفتيش، طُلب من النيابة العامة الإيرانية إجراء تحقيق في الأمر، في حين خرجت كافوسي من السجن بموجب كفالة.

وقالت الناشطة الحقوقية البلوشية إلهه إجباري التي تعيش الآن في المنفى: “لقد سخروا من جسدي أثناء خضوعي لعملية التفتيش بالتعرية في المرتين اللتين تم فيهما اعتقالي”، كاشفة أن المحقق سيجارته على جلدها.

وتم القبض على إجباري أول مرة في سبتمبر/ أيلول 2020 في طهران بتهمة الدعاية ضد إيران.

وقضت إجباري، ستة أسابيع في سجن إيفين، وقد اعتقلت للمرة الثانية في نوفمبر / تشرين الثاني 2022 واحتُجزت في مكان مجهول لمدة ثلاثة أيام، وبعد تلقي مكالمات مستمرة من قوات الأمن تهددها بالاعتقال فرت إعجازي من إيران.

وقالت نسيبة شمسائي ناشطة إيرانية أخرى في مجال حقوق المرأة، إنها تعرضت للتفتيش بالتعرية ثلاث مرات.

وشمسائي هي واحدة من مجموعة “فتيات شارع الثورة” التي احتجت ضد الحجاب الإجباري في إيران في 2018 بخلع الحجاب علنا، وتم اعتقال العشرات من أعضاء المجموعة.

وتم توجيه عدد التهم لها مثل “الدعاية ضد إيران من خلال خلع الحجاب في الأماكن العامة وعدم احترام مؤسس البلاد والمرشد الأعلى”، وقد وحُكم عليها بالسجن لمدة 12 عامًا.

وأطلق سراح شمسائي بعد قرابة ثلاثة أشهر من سجن قرتشك وتعيش حالياً في المنفى، وتتذكر أنها عندما اشتكت على تعريتها أمام كاميرا المراقبة رد أحد حراس السجن: “من الآن فصاعدًا كل شيء ممكن”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.