الرئيسية » الهدهد » احذر صيام يوم عرفة في هذه الحالة.. وحكم صيامه منفردا

احذر صيام يوم عرفة في هذه الحالة.. وحكم صيامه منفردا

وطن- ينتظر العالم الإسلامي كله بتطلع وشغف كبير، يوم غد الثلاثاء، الذي سيشهد أعظم مناسك الحج وهو يوم الوقوف بجبل عرفات، ويصوم معظم المسلمين يوم عرفة لما ورد في فضل صيام هذا اليوم وثوابه العظيم، وثبت في السنة النبوية الصحيحة.

وصيام يوم عرفة هو من الأمور التي تشغل كثيرين في هذا الوقت، خاصة وقد اقترب حيث سيكون غداً، الثلاثاء 27 يونيو 2023، لذا تتزايد الأسئلة عن الصيام في يوم عرفة وحكمه وفضله، وما حقيقة أن صيام يوم عرفة يكفّر ذنوب سنتين؟ وهل الصيام في يوم عرفة يكفر الكبائر؟

فإن كنت تعلم أن الصيام في يوم عرفة سنة مؤكدة وأنه يكفر ذنوب سنتين -سنة سابقة وسنة مقبلة- فلا يزال هناك أسرار أخرى أكثر عن الصيام في يوم عرفة للحاج وغير الحاج.

يكره صيام يوم عرفة في هذه الحالة

الصيام في يوم عرفة، هو من صيام التطوع المستحب بشكل عام، ويتأكّد استحبابه حال موافقته لأيّام فاضلة، ويعدّ يوم عرفة من الأيام الفاضلة التي يُستحبّ الصيام فيها، وقد أجمع الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج.

بينما تعددت آراؤهم في حكم صيام يوم عرفة للحاج على النحو الآتي:

-ذهب الحنفيّة إلى استحباب صيام يوم عرفة للحاج، إن كان الصيام لا يضعفه عن أداء مناسك الحجّز وذلك لفعل أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها).

-بينما ذهب الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى كراهية صوم الحاج يوم عرفة، وقالوا باستحباب الإفطار في يوم عرفة للحاجّ.

وعنه ذهب جمهور الفقهاء -المالكية والشافعية والحنابلة- إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج ولو كان قويًا، وصومه مكروه عند المالكية والحنابلة وخلاف الأولى عند الشافعية؛ لما روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ». أخرجه البخاري، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ حَجَّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَصُمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ».

وبشأن الحكمة في كراهة صوم يوم عرفة للحاج، قيل؛ لأنه يضعفه عن الوقوف والدعاء، فكان تركه أفضل، وقيل: لأنهم أضياف الله وزوّاره، وقال الشافعية: “ويسنّ فطره للمسافر والمريض مطلقاً، وقالوا: يسنّ صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلاً؛ لفقد العلة”، وذهب الحنفية، إلى استحبابه للحاج أيضاً إذا لم يُضعِفه عن الوقوف بعرفات ولم يخلُ بالدعوات، فلو أضعفه كره له الصوم.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- فطر يوم عرفة، قالت لبابة بنت الحارث: «إنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ».

صيام يوم عرفة
صيام يوم عرفة

حكم صيام يوم عرفة منفرداً

ما حكم صيام يوم عرفة منفردًا؟ فقد سمعت أنه إذا أردت صيام يوم عرفة فإنه يلزمني الصيام من أول شهر ذي الحجة؟، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، وجاء رد الدار كالآتي:

لا يجب على المسلم لكي يصوم يوم عرفة أن يصوم الأيام الثمانية التي قبله؛ حيث ورد في الحديث الشريف استحباب صوم يوم عرفة من غير اشتراط اقتران صومه بصوم ما قبله.

فروى مسلمٌ في “صحيحه” عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”.

فضل صيام يوم عرفة

وصيام يوم عرفة يكفّر صغائر الذنوب والمعاصي التي وقع بها العبد في سنتين؛ الماضية واللاحقة؛ فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ)، والمقصود بتكفير السنة القادمة؛ أي أنّ الله -تعالى- يوفّق عبده المؤمن في اجتناب الذنوب والمعاصي التي تحتاج إلى تكفير في سنته القادمة؛ جزاءً له على صيام يوم عرفة.

ويوم عرفة مِن أفضل الأيام، لما قَالَتْه عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ». رواه مسلم (1348).

ويوم عرفة لغير الحاج، يعتبر كغيره من الأيام، فهو يبدأ من طلوع الفجر الصادق لليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وينتهي عند غروب الشمس لهذا اليوم، وهذا اليوم يصومه كثير من المسلمين لعظم فضله وجزيل عطاء الله سبحانه وتعالى فيه، بالإضافة إلى الإكثار من التكبير والتلبية فيه، فهي سُنة واردة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.