الرئيسية » تقارير » من الخرطوم إلى مكة.. رحلات شديدة الخطورة لحجاج السودان وقصص مؤلمة

من الخرطوم إلى مكة.. رحلات شديدة الخطورة لحجاج السودان وقصص مؤلمة

وطن- جذب الحجاج السودانيون، الأنظار في المملكة العربية السعودية في أثناء أدائهم مناسك الحج، بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها السودان، ما أجبرهم على خوض رحلات برية شاقة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى مكة المكرمة.

سلّط موقع المونيتور، الضوء على الحجاج السودانيين، مستعرضاً قصة كمال كباشي الذي منحته رحلة الحج، فترة راحة قصيرة من الصراع الدموي في بلاده، بعد أن وصل إلى مكة المكرمة.

قبل أسابيع فقط، تعرّض منزله في ولاية شمال دارفور في غرب السودان، للقصف مع تصاعد الصراع على السلطة بين الجنرالات المتناحرين، ووصول الأمر إلى حرب شاملة.

لم يُصَب كباشي وزوجته وأطفالهما الخمسة بأذًى عندما انتقلوا إلى حي أكثر أمانًا في الفاشر، عاصمة الولاية، قبل أيام.

حجاج السودان
حجاج السودان وصلوا مكة بعد رحلة محفوفة بالمخاطر

الآن، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت أربعة أيام براً وبحراً، انضمّ كباشي إلى أكثر من مليون شخص يؤدون مناسك الحج.

وقال الموظف الحكومي البالغ من العمر 52 عامًا، وهو يرتدي زي الإحرام: “أنا خائف جدًا على عائلتي وأولادي”، وأضاف متحدثاً من المسجد الحرام في مكة المكرمة: “أرفع يدي الى الله سبحانه وتعالى واسأله أن يحل مشكلة السودان”.

قتال مستمر في السودان

وأسفر القتال منذ منتصف أبريل، بين الجيش النظامي السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية عن مقتل أكثر من 2000 شخص، وتركز الاقتتال بشكل كبير في الخرطوم الكبرى ودارفور، وهي منطقة شاسعة على الحدود الغربية للسودان مع تشاد.

وأغرق الصراع السودان في حالة من الفوضى، حيث احتل المقاتلون المنازل ونهبوا الممتلكات وارتكبوا انتهاكات أخرى.

وقال كباشي إن قذائف المدفعية سقطت داخل فناء منزله وألحقت أضراراً بالغة به.

حجاج السودان
يعاني السودان من صراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وانعكس على رحلات الحجاج إلى مكة

تدفق الحجاج

وتدفق الحجيج من جميع أنحاء العالم إلى المطار الحديث في مدينة جدة الساحلية بالمملكة العربية السعودية قبل بدء مناسك الحج، ليلة الأحد.

لكن الحجاج من السودان يصلون في الغالب عن طريق القوارب لأن مطار الخرطوم -مركز الطيران الرئيسي في البلاد- خرج عن الخدمة بسبب القتال الدامي.

حلم السلام

للوصول إلى مكة، خاطر كباشي برحلة برية استمرت أكثر من يومين إلى بورتسودان في الشرق، وهناك استقل سفينة نقلته عبر البحر الأحمر إلى جدة، وهي رحلة استغرقت قرابة يومين آخرين.

الكباشي، الذي أدى فريضة الحج مرة من قبل، كان برفقة صديقه أحمد جابر الذي كان يحج للمرة الأولى.

قال جابر، وهو تاجر يبلغ من العمر 62 عامًا، إنه دفع أكثر من 4300 دولار كرسوم، وتحدّث متأثراً: “أنا لا أصلي من أجل أسرتي فقط، أن أدعو لجميع السودانيين.. نحن نحلم فقط بالسلام”.

وتذكر المنظمة الدولية للهجرة، أن ما يقرب من 600 ألف شخص فروا من السودان إلى دول مجاورة، مع أكثر من مليوني نازح داخل البلاد، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

رحلات شاقة

سيدة سودانية أخرى تبلغ 49 عاماً مثّل الوصول بالنسبة لها إلى المدينة المقدسة فرصة للاسترخاء للمرة الأولى منذ شهور.

وقالت: “أنا مرتاحة نفسياً الآن وأدعو من أجل السلام لجميع السودانيين حتى يشعروا هم أيضًا بنفس الراحة”، واصفةً حجها بأنه “هدية من الله”.

وذكرت وهي ترفع يديها وتنهمر الدموع من عينيها: “تعافيت من تعب السودان”.

وقالت مها عبد الله، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 50 عامًا، وهي تقف في مكان قريب: “إن الوضع صعب” في بلدها، معقبة بألم: “لا سبيل لنا إلا الله ليتغير الوضع”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.