الرئيسية » الهدهد » يمارسون طقوسهم في هذا المكان.. السعودية وجهة مرغوبة للمسيحيين الإنجيليين

يمارسون طقوسهم في هذا المكان.. السعودية وجهة مرغوبة للمسيحيين الإنجيليين

وطن- رغم التحفظات التي كانت تسود سياسات المملكة المحافظة، أصبحت الجماعات المسيحية الإنجيلية من أكثر زوار السعودية حماسة في هذا العصر الجديد المتغير للبلاد منذ صعود محمد بن سلمان لسدة الحكم.

وبينما تسعى السعودية إلى جذب السياح وتنويع اقتصادها المعتمد على النفط وتقديم وجه جديد للعالم، لم يكن السعوديون يتوقعون زيارة المسيحيين الإنجيليين للمملكة، التي كانت تجذب المسلمين فقط في الماضي لأداء مناسك الحج أو العمرة.

ومع ذلك، كان المسيحيون من مختلف التيارات بين أول الأشخاص الذين استخدموا تأشيرات السياحة الجديدة للمملكة العربية السعودية. منذ ذلك الحين، زاد عددهم تدريجياً بفضل الدعاية ومقاطع الفيديو المشهورة على “يوتيوب” التي تؤكد أن السعودية، وليس مصر، هي موقع جبل سيناء، المكان الذي تصف الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية أن الله أنزل الوصايا العشر فيه.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” قصة بعض السياح المسيحيين الذين ذهبوا إلى منطقة صحراوية نائية في شمال غرب السعودية، مطلة على خليج العقبة.

وأضافت أن هؤلاء السياح ذهبوا إلى تلك المنطقة عند شق البحر الذي يفصل المملكة عن مصر، وتوقفوا على شاطئ قاحل، وكانت المجموعة تضم 15 سائحاً وتجمعوا حول جويل ريتشاردسون، وهو واعظ من كانساس.

وعندما غابت الشمس تحت جبال شبه جزيرة سيناء، طلب ريتشاردسون من المجموعة تخيل الوقوف على الجانب الآخر وتذكر قصة هروب النبي موسى من جيش فرعون، وانشقاق البحر.

وفتح الواعظ الكتاب المقدس (الإنجيل)، وبدأ يقرأ، واستمع متقاعدان من فلوريدا، وصيدلاني من كولورادو، ومحاسبة من ولاية أيداهو وعالم آثار إسرائيلي باهتمام.

وتقول كريس جيبسون (53 عاماً)، وهي محاسبة من أيداهو مشاركة في رحلة ريتشاردسون، والتي لم تسافر أبداً خارج الولايات المتحدة والمكسيك، قبل أن تستقلّ طائرة في فبراير متوجّهة إلى السعودية للصحيفة: “إنه يجعل شيئاً كنت تؤمن به طوال حياتك ملموساً”.

ولعقود من الزمان، كان جميع السياح الذين دخلوا السعودية تقريباً من الحجاج المتجهين إلى مكة، مهد الإسلام. وتم حظر ممارسة الديانات الأخرى بشكل علني. وكان يتم تهريب أشجار عيد الميلاد الاصطناعية وبيعها كممنوعات.

ابن سلمان جرّد الشرطة الدينية من سلطتها

ولفتت “نيويورك تايمز” في تقريرها، إلى أن ذلك بدأ يتغير مع قدوم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى السلطة، حيث أعلن أنه سيحوّل المملكة إلى مركز أعمال عالمي.

وأطلق ولي العهد العنان لسلسلة من التغييرات الاجتماعية، وجرّد الشرطة الدينية من سلطاتها، وخفّف من قواعد اللباس ورفع الحظر على قيادة النساء. كما أشرف على زيادة القمع السياسي، وإسكات كل الأصوات المعارضة.

حيث تم تكميم كل صوت سعودي يمكن أن يتحدى الأمير الشاب. في عام 2018، قتل فريق أمني سعودي الصحفي جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة واشنطن بوست، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وأكد تقييم مخابرات أمريكي أن الأمير محمد بن سلمان ربما أمر بالقتل، وهو اتهام نُفي من جانبه.

ومنذ ذلك الحين، تحدى الأمير محمد محاولات عزله، عن طريق استخدام ثروة النفط السعودية بطرق جديدة لتعزيز تأثير البلاد، بما في ذلك الاتفاق المفاجئ هذا الشهر بين الدوري السعودي المدعوم من السعودية للغولف و”جولة بي جي أيه”.

ومع دخول السعودية إلى عصر جديد، أصبحت الأحداث التي لم يكن من الممكن تصورها من قبل أمراً شائعاً، وفقاً للصحيفة.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن قلة من السعوديين يجرؤون على الحديث عن الحرية الدينية الكاملة. والملحدين، وحتى المسلمين الذين يشككون في تعاليم الإسلام، يمكن أن يواجهوا السجن. لكن المحرمات الدينية تتغير بسرعة.

فقد حضر رهبان بوذيون تجمّعاً بين الأديان في المملكة العام الماضي، وقام زوار يهود مؤخراً بزراعة أشجار النخيل في المدينة المنورة، ثاني أقدس مدينة في الإسلام. وظهر رجل أميركي إسرائيلي في العاصمة الرياض، مع موقع إلكتروني يعلن عن نفسه بأنه “الحاخام الأكبر للسعودية”.

وتتغير المملكة بسرعة كبيرة، ولم تستجب الكيانات الحكومية لطلبات التعليق من قبل الصحيفة على الجولات المسيحية. وأعرب بعض السعوديين بشكل خاص عن ذهولهم، فيما يمثل التوسع في السياحة أولوية مع تنويع البلاد لاقتصادها.

ولطالما كان السعوديون يعرفون في أمريكا وأوروبا بصفات تصوّرهم على أنهم متخلفون ووحشيون. فيما يرون الآن في السياحة لبلادهم وسيلة لإعادة تعريف العالم بهم وبهويتهم وثقافتهم من ضيافة وكرم.

وقالت السيدة جيبسون وهي تتجول في وادٍ مليء بأشجار النخيل: “عندما تفكر في السعودية وأنت في أمريكا، فلا تتصور وجود شيئًا من هذا القبيل، كل ما يجول في ذهنك عن هذه البلاد أنها عبارة عن صحراء فقط”.

وتشير الصحيفة إلى أنه يوجد سكان مسيحيون في مصر والأراضي المحتلة، وترحّب كل من مصر والكيان المغتصب لأراضي الفلسطينيين بالمسافرين المسيحيين منذ فترة طويلة، حيث يتوجه إليهما الملايين من الناس سنويًا، ومن بينهم الإنجيليون الأمريكيون. لافتة إلى أن السعودية سوق ناشئة ومع ذلك، هناك العديد من شركات السياحة فيها التي تقدم حزمًا تستهدف المسيحيين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.