لقطات مؤثرة ومبجهة.. صور تاريخية للكعبة والحرم المكي على مدار الزمن

وطن – مع حلول موسم الحج، نشر موقع “ميدل إيست آي” صورا ولقطات مؤثرة للكعبة المشرفة والحرم المكي على مدار تاريخها، واستعرض معلومات مفصلة عنها.

قال التقرير إن مدينة مكة المكرمة الواقعة في منطقة الحجاز سابقا، السعودية حاليا، تحمل أهمية كبيرة لدى المسلمين وحتى فيما قبل الإسلام، وأضاف أنه قبل ولادة النبي محمد في القرن السادس الميلادي ، كانت مكة والهيكل المكعب القديم “الكعبة”، موقعًا للحج للقبائل البدوية.

وتابع: “قبل الإسلام ، كانت الكعبة تؤوي أصنامًا تمثل عددًا من الآلهة التي كانت جزءًا من تقليد وثني متعدد الآلهة، واعتقد النبي محمد أن هذه كانت مخالفة للعقيدة التوحيدية الأصلية التي نزل بها النبي إبراهيم، الذي أعاد بناء الكعبة المشرفة بعد بنائها الأصلي من قبل الرجل الأول ، آدم”.

وقال سمير محمود الأستاذ بكلية كامبريدج الإسلامية، إن الملائكة كانت تطوف “بيت المعمور” ، وهي نسخة طبق الأصل من الكعبة والموجودة في الجنة، ثم أمر الله سيدنا آدم أن يبني الكعبة المشرفة في النقطة ذاتها من الأرض التي تقع تحت النسخة السماوية.

يذكر القرآن الكريم، الكعبة المشرفة في عدد من الآيات، وهي أول بيت عبادة ومكان مقدس للمؤمنين، ويقول التقرير: “الكعبة مكان رمزي يصلي نحوها المسلمون”، ويظهر أعلاه رسم من القرن الثامن عشر للمسجد الكبير من قبل فنان غير معروف. ومدينة مكة كانت ستخضع للحكم العثماني عندما تم إنتاجها. (مجموعة جامعة أوبسالا)

يذكر التقرير: “تقع بئر زمزم على بعد حوالي 20 مترًا شرق الكعبة المشرفة، والتي تلعب دورًا مهمًا في التقاليد الإسلامية وطقوس الحج. وفقًا للتقاليد الإسلامية ، وجد النبي إبراهيم وابنه الرضيع إسماعيل وزوجته هاجر أنفسهم بمفردهم في وادي صحراء مكة ، وهم يعانون من الإرهاق. وكانت هاجر في حالة يأس وسارت بين تلال الصفا والمروة سبع مرات في محاولة للعثور على شيء تشربه. بأمر من الله فتح الملاك جبرائيل الأرض ليكشف عن نبع أصبح بئر زمزم”.

وتابع: “خلال الحج والعمرة ، أعاد المؤمنون تمثيل بحث هاجر عن الماء بالسير بين التلال سبع مرات. يعتبر المسلمون مياه بئر زمزم مقدسة وغالبًا ما يتم إرجاعها إلى بلدانهم الأصلية بعد انتهاء موسم الحج”.

وقال التقرير: “قبل الإسلام ، كانت الكعبة تعتبر ملاذًا من قبل القبائل المتحاربة في المنطقة ومكانًا للسلام حيث يتم تنحية الخلافات القبلية جانبًا، وتتضمن إحدى الروايات الشهيرة في التقاليد الإسلامية النبي محمد وقبائل مكة قبل أن يتلقى آياته في سن الأربعين، لحل الخلاف بين زعماء القبائل حول من يجب أن يضع “الحجر الأسود” للكعبة في مكانها الصحيح بعد الإصلاحات بالنسبة للهيكل ، نصحهم النبي بوضع الحجر على قطعة قماش وأن يقوم زعماء القبائل بحمله معًا ، وبالتالي تقاسم الشرف”.

والحجر الأسود نزل إلى النبي إبراهيم وله أهمية طقسية هائلة ، حيث يعمل الحجاج في كثير من الأحيان على تقبيل الحجر أثناء طوافهم بالكعبة المشرفة. الصورة أعلاه هي تصوير عثماني للكعبة من القرن السادس عشر، والتي تظهر الحجر الأسود في الزاوية اليسرى. (المجال العام)

تم تجديد وإصلاح الكعبة المشرفة والمسجد الحرام عدة مرات، أحيانًا استجابة للكوارث الطبيعية وفي أوقات أخرى لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار. قام الحكام العباسيون في القرن السابع بتوسيع فناء الكعبة ، وبعد أن هزم العثمانيون المماليك واستولوا على الموقع في عام 1517 ، أضافوا إضافاتهم الخاصة إلى الحرم المقدس.

وفي عام 1571 ، كلف سليم الثاني معمار سنان بإضافة ميزات ، وإدخال قباب صغيرة على الطراز العثماني التقليدي لتزيين السقف المسطح لفناء المسجد. الصورة أعلاه عبارة عن منمنمة فارسية تعود إلى القرن التاسع عشر عندما كان العثمانيون لا يزالون يحكمون مدينة مكة. (متحف ريجكس أمستردام)

ومع ظهور التصوير الفوتوغرافي في القرن التاسع عشر، انتشرت صور الكعبة والمسجد الحرام، لكن لقرون سابقة ، كانت صور الأماكن المقدسة غير شائعة في أوروبا.

منذ حوالي القرن الخامس عشر فصاعدًا ، مع بداية عصر الاستكشاف الأوروبي ، بدأ المسافرون من القارة بزيارة شبه الجزيرة العربية للتجارة. على الرغم من منعهم رسميًا من دخول مكة ، والتي كانت مفتوحة فقط للمسلمين ، إلا أن هناك عددًا من التقارير عن تهريب الأوروبيين لأنفسهم إلى المدينة متنكرين في زي مسلمين أو مرافقة أصحاب عملهم المسلمين.

تظهر الصورة أعلاه في نسخة مصورة من كتاب عام 1705 De Religione Mohammedica(الديانة المحمدية) للباحث الهولندي أدريان ريلاند.

تعني هذه الصورة أن العالم لم يعد يقتصر على الانطباعات الفنية وكتابات مكة، في عام 1861، سافر مهندس بالجيش المصري يُدعى محمد صادق بك إلى المدينة المقدسة أمينًا لصندوق قافلة من الحجاج.

أخذ كاميرا وأدوات لعملية “كولوديون اللوح الرطب” – وهي تقنية مبكرة لتطوير الصور، حيث تم تطوير الصور باستخدام السلبيات ذات الألواح الزجاجية، وفازت صور صادق باي اللاحقة لمكة بميدالية ذهبية في معرض البندقية الجغرافي عام 1881.

الصورة أعلاه هي أول صورة فوتوغرافية لمكة والكعبة ، تُظهر المشهد المألوف الآن لهيكل المكعب المغطى بالقماش الأسود المعروف باسم كسوة . (مقتنيات الخليلي / محمد صادق بك).

مع مرور الوقت ، أصبح التصوير الفوتوغرافي متاحًا للآخرين ، وكان أحد المصورين الأصليين في مكة المكرمة رجلًا يُدعى السيد عبد الغفار ، التقط أكثر من 250 صورة للمدينة بين عامي 1886 و 1889.

عمل جنبًا إلى جنب مع المصور الهولندي كريستيان سنوك هرخرونيه الذي ادعى اعتناقه الإسلام من أجل دخول المدينة الإسلامية المقدسة. مع تطور علاقتهما ، وأصبح هرخرونيه أكثر سيطرة على ما يمكن أن يتخيله زميله المكي ، بل ونسب إليه الفضل في عمله. التقطت الصورة أعلاه لمدينة مكة عام 1887 من قبل عبد الغفار. (مكتبة الكونغرس)

بعد الانتهاء من الحج وقبل مغادرة مكة ، يقوم الحجاج بأداء طواف الوداع أو الطواف ، بالتجول حول الكعبة سبع مرات. عبد الغفار التقط الطواف في هذه الصورة التي التقطت عام 1909 (مكتبة الكونغرس).

ظلت مكة جزءًا من الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1916 ، عندما أعلن الحجاز ، المنطقة الساحلية الغربية الكبيرة لشبه الجزيرة العربية ، الاستقلال بقيادة حسين بن علي شريف مكة.

ومع ذلك ، لم يدم حكم الشريف طويلاً ، وسرعان ما غزا عبد العزيز آل سعود المنطقة ، الذي احتل مكة عام 1924 ، ووحد الحجاز في النهاية مع مناطق أخرى من شبه الجزيرة الواقعة تحت سيطرته لتشكيل المملكة العربية السعودية.

في عام 1938 ، تم العثور على رواسب النفط في المملكة العربية السعودية ، ومنذ ذلك الحينأصبح المورد المصدر الرئيسي للدخل في البلاد. هذا يعني أن النظام الملكي لم يعد بحاجة إلى الاعتماد على الدخل الذي يجلبه الحجاج الدينيون.

بمرور الوقت ، سيتم استثمار عائدات النفط في الأماكن المقدسة في سلسلة من مشاريع التوسع التي لا تنتهي على ما يبدو. الصورة أعلاه تصور الجامع الكبير عام 1937. (ملكية عامة)

في عام 1955 ، في عهد الملك سعود ، بدأ السعوديون مشروع توسعة في المسجد الحرام. عندما تم الانتهاء من العمل في عام 1973 ، كان المسجد قادرًا على استيعاب ما يصل إلى 500000 من المصلين.

تزامنت هذه التطورات مع طفرة السفر الجوي في السبعينيات ، مما جعل من السهل على الحجاج الوصول إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة أكثر من أي وقت مضى. كما أدى إلى زيادة الطلب على الحج ، وبمجرد الانتهاء من العمل الأولي تقريبًا ، أصبحت الحاجة إلى مزيد من التوسع واضحة.

بدأت التوسعة الكبرى التالية للمسجد الحرام في التسعينيات في مشروع أشرف عليه المهندس المعماري المصري محمد كمال إسماعيل. قدم رصف الرخام المألوف الآن ، والذي تم الحصول عليه من الجبال في اليونان. أكد الحجر أن الأرض التي يمشي عليها الحجاج تظل باردة ، حتى في الظروف الجوية الحارقة. أعلاه صورة للحرم المكي عام 2000 (AFP / Marwan Naamani)

تشمل الإضافات الأخيرة لمنطقة المسجد الحرام مجمع أبراج البيت (أبراج البيت) الذي يبلغ ارتفاعه 2099 قدمًا والذي يضم فندقًا ومركزًا للتسوق. تم بناء المشروع في نفس الوقت الذي تم فيه التوسع الإضافي للمسجد نفسه ، والذي يمكن أن يستوعب الآن حوالي 2.5 مليون شخص.