الرئيسية » حياتنا » لماذا تحبنا الكلاب؟.. إجابات مذهلة كشفها العلم الحديث

لماذا تحبنا الكلاب؟.. إجابات مذهلة كشفها العلم الحديث

وطن- في شهر مارس الماضي، تعرّض محمد السيد (24 عامًا) لحادث سير في أثناء قيادته لدراجته النارية، مما أدى إلى إصابته وحجزه في مشفًى حكومي عتيق يُدعى القصر العيني في القاهرة لمدة شهر.

وخلال فترة علاجه في المشفى، تأثّرَ كلبه الخاص من نوع “جيرمن” بشكل سيء، حيث أصبح هادئًا ولا يلعب مع أي شخص، وتراجعت شهيته وظهرت عليه علامات المرض أيضًا. لم تتحسّن حالة الاثنين النفسية والصحية إلا بعد أن تعافى محمد وعاد إلى منزله.

يعتبر محمد الكلب الجيرمني الخاص به بأنه صديقه المفضل والوحيد الذي يحبه بلا مصالح، وأن افتقاده له كان حقيقيًا وخاليًا من التصنع البشري.

ويقول السيد: “أحب كلبي كنتاكي لأنه أثبت لي أن الكلاب غالبًا تكون أفضل من البشر”. وعندما سئل عن السبب وراء حب كلبه له، يبتسم ويظهر أنه ليس لديه إجابة دقيقة، ولكنه يضيف قائلاً: “ربما لأنني أحبه”.

لماذا تحبنا الكلاب؟

توجد نظريات علمية متعددة تفسر سبب حب البشر للكلاب. ووفقًا لدراسة حديثة، فإن الكلاب قد خضعت لتطور جيني جعلها كائنات مدللة، وقادرة على التعايش بسلام مع البشر على العكس من سلوكها البري والوحشي في الماضي.

وأظهرت الدراسة أيضًا أن الكلاب تُكِنّ مشاعر الحب والولاء للبشر بشكل فريد، حيث تفضّل التفاعل معهم على غيرهم من الكائنات الأخرى، بما في ذلك الذئاب كأحد الأمثلة. وقام العلماء بمحاولة علمية لجعل بعض الذئاب تتفاعل بحب مع البشر ولم ينجح الأمر.

حب الكلاب للانسان
تم تعديل جينات الكلاب لتكون قادرة على التعايش والتفاعل بشكل سلمي مع البشر

وبالرغم من عجز العلم حتى الآن عن فهم آلية تحول الكلاب إلى كائنات لطيفة، فإن الفرضية الأكثر احتمالاً تشير إلى وجود “جين” معين تطور في الكلاب وجعلها تظهر رغبة أكبر في أن تصبح اجتماعية ولطيفة وتبادل المودة.

الكلاب تفهم مشاعرنا وحتى كلامنا

نعم؛ لا تتعجّبوا! إليكم نتائج دراسات علمية مذهلة تكشف عن عالم الكلاب الساحر. توصلت دراسة أجريت في “جامعة لينكولن” في بريطانيا إلى أن الكلاب تفهم تماماً مشاعر أصحابها، فهي قادرة على استشعار حالات الحزن أو السعادة التي يمرّ بها أصحابها حتى وإن كانوا يبتسمون، والعكس صحيح.

وتمّ اعتماد هذه الدراسة على شهادات العديد من مالكي الكلاب، الذين أكدوا هذه القدرة الرائعة بينهم وبين كلابهم.

حب الكلاب للانسان
الكلاب تتمتع بقدرة فريدة على التعبير عن الولاء والمودة للبشر

أما أغرب النتائج المدهشة التي حملتها لنا الدراسات العلمية تتعلق بقدرات الكلاب على فهم الكلام، فقد قام علماء في المجر بإجراء دراسة مدهشة أظهرت أن كلابكم قادرة على فهم كلامكم! حيث استخدم الباحثون أجهزة حديثة لمسح أدمغة الكلاب.

وتوصلوا إلى أن الكلاب تستخدم نصف دماغها الأيسر لفهم الكلمات التي تخرج من مدربها أو من صاحبها، وتستخدم النصف الأيمن لإدراك نبرة الصوت.

ومن خلال هذه الدراسة، يتبين أن الكلاب تتفاعل بشكل إيجابي مع الكلام الذي يكون له تأثير إيجابي، بينما يكون تفاعلها أقل عند الكلام الذي يكون له تأثير سلبي.

هذه الدراسة تظهر أن الكلاب تمتلك قدرات مشابهة كان يعتقد أنها تميز الإنسان فقط موجودة بشكل ما في الكلاب أيضاً، مما يجعلها كائنات رائعة ومذهلة تستحق كل الحب والمودة.

ولكن لماذا نحب الكلاب؟

يقول بعض المختصين في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن سبب انتشار تربية الكلاب في الغرب أكثر من العالم العربي قد يكون مرتبطاً بموروث ثقافي. فمن المحتمل أنه إذا نشأتم في مجتمع يحترم الكلاب، فسوف تصبحون بالتأكيد جزءًا من هذه الثقافة.

وقد يفسّر هذا لماذا تنتشر تربية الكلاب في الدول الغربية أكثر من الدول العربية. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنتم قد تربيتم في منزل يحتوي على كلب منذ طفولتكم، فمن المحتمل أن تتعلقوا بهذا الحيوان الأليف.

حب البشر للكلاب
الكلاب قادرة على إظهار الرفق والعاطفة تجاه البشر

وقد حاول موقع petmdcom، المتخصص في تقديم نصائح لتربية الحيوانات الأليفة، تحديد الأسباب التي تجعلنا نحب الكلاب، ووجد أن الكلاب تحبنا بغض النظر عن مناصبنا أو قدرتنا المالية. بمعنًى آخر، لا يهم الكلب إذا كنا نجوماً في مجتمعنا أو أشخاصاً بسطاء.

وتعدّ الكلاب أيضاً شركاء رياضيين رائعين، فاللعب مع الكلب والخروج للتنزه معه يعدّ تمريناً رياضياً مجانياً يجعلنا نشعر بالنشاط والحيوية طوال الوقت. وعندما نشعر بالوحدة ونفتقد وجود شريك في حياتنا، يمكن أن يكون الكلب مصدراً للراحة والتعويض ويساعد في التخفيف من الشعور بالحزن.

وأهم سبب هو أن الكلب يملأ حياتنا بالحب، فهو ينتظرنا بفرح وسعادة عند عودتنا من أعمالنا ولا يملّ من انتظارنا حتى وإن كنا مشغولين عنه.

الأمر أكبر من الدراسات الحالية

يقول الدكتور البيطري أحمد عبد اللطيف، الذي عمل لسنوات في علاج الكلاب، إنه وصل إلى استنتاج مهم “العلاقة المتبادلة للحب بين الكلب وصاحبه لا يمكن وصفها حتى بواسطة الدراسات العلمية أو المقالات”.

ويضيف عبد اللطيف: “لا أجد كيف أصف لكم شعوري عندما أرى ملامح الحزن والخوف في عيون أصحاب الكلاب عندما يصاب كلبهم بمرض، وهذه الملامح تظهر أيضًا في عيون الكلب نفسه”.

ويواصل الطبيب المصري قائلاً: “الاثنان يخافان أن يفقدا بعضهما”. وبالرغم من قراءته للعديد من الدراسات حول أسباب حب البشر للكلاب، والعكس، فإنه عندما يرى الحب المتبادل بين الكلب وصاحبه في عيادته، يعتبر أن الأمر يتعدى حدود الدراسات العلمية. وفي بعض البلدان العربية، يتعاملون مع الكلاب، وخاصة الكلاب الشاردة، بشكل قاسي.

هل تشتري كلباً أم قطة؟

في بعض الأحيان، نجد أنفسنا في حيرة عندما نقرر شراء حيوان أليف، وعادة ما تكون المنافسة بين الكلاب والقطط هي الأكثر شيوعاً.

ومن الواضح أن الكلاب تفوقت حتى في هذه المنافسة، وفقًا لدراسة أمريكية نُشرت في عام 2016، قام علماء من كلية ماهاتنفيل في نيويورك بإجراء هذه الدراسة بهدف فهم العلاقة بين امتلاك حيوان أليف وتحسين الصحة العقلية والجسدية لصاحب الحيوان الأليف.

ومن خلال الأسئلة التي تمّ توجيهها لأصحاب القطط والكلاب، تبيّن أن أولئك الذين يربون الكلاب في منازلهم يتمتعون بحياة صحية ونفسية أفضل بكثير من أولئك الذين يمتلكون قططاً.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.