“ضابط في الحي الراقي”.. أدلة جديدة على تورط الإمارات في تغذية الصراع بالسودان
وطن- تجدَّدت الاتهامات الموجهة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لتورّطها في الصراع الدائر حالياً في الحرب المستعرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
وكشف رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني، عن تورط دولة الإمارات في الحرب الدائرة في السودان، قائلاً في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “قبل بداية المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم بأيام قليلة، وصل إليها ضابطان إماراتيان”.
وأضاف: “في ظل المعارك الضارية التي تشهدها الخرطوم، غادرت كل البعثات الدبلوماسية والشخصيات الأجنبية الكبيرة، وبقي هذان الضابطان”.
وتابع عادل الحسني: “أحد الضابطين اسمه ناصر أحمد الشحي يشغل مركزًا مهمًا بدرجة وزير مفاوض، ويقيم في حي راقٍ في الخرطوم.. مؤشر آخر على تورط الإمارات في معارك الخرطوم”.
https://twitter.com/Adelalhasanii/status/1669726797313855488?s=20
الإمارات متورطة في الصراع
دولة الإمارات برز اسمها كواحدة من أكثر الأطراف التي تُحرّض على استمرار الصراع في السودان، ورغم أنها طلبت في فترات سابقة، من طرفي النزاع ممارسة ضبط النفس وإعادة الاستقرار إلى السودان، فإن الأدلة تشير إلى أن حكام أبو ظبي هم في جبهة حميدتي.
ويعود الموقف الإماراتي، رغبة في التدخل والاستفادة من موقع السودان كونه يملك موقفاً جغرافياً مهماً يُسهل الوصول إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبسبب ترابطه مع طرق التجارة العالمية وسلاسل التوريد عبر مضيق باب المندب.
وتتمتع الإمارات، بجانب السعودية أيضاً، بأكبر قدر من النفوذ في السودان، وقد ظهر هذا بشكل خاص في السنوات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
وتعاونت دولة الإمارات مع حميدتي على الصعيدين المالي والأمني، ما جعل بعض المحللين يميلون إلى تقييم أبو ظبي بأنها لعبت دورًا مهمًا في إشعال الصراع.
علاقات وثيقة مع حميدتي
وترتبط الإمارات بعلاقات وثيقة مع حميدتي، الذي تسيطر قواته على معظم مناجم الذهب في السودان، وتشارك في تصدير الذهب السوداني إلى دبي.
وكانت شركات إماراتية، قد وقّعت اتفاقيةً بقيمة 6 مليارات دولار أواخر عام 2022، لبناء منطقة صناعية وميناء جديد في شمال السودان على ساحل البحر الأحمر.
وفي فبراير 2022، عُقد اجتماع رسمي بين محمد بن زايد، الذي كان ولي عهد أبو ظبي في ذلك الوقت، مع حميدتي. وطالب ابن زايد حميدتي في هذا الاجتماع بتوفير شروط نقل السلطة في السودان في أسرع وقت، حتى تنتهي حالة عدم الاستقرار والاضطرابات في هذا البلد.
وتتمتع الإمارات أيضًا بعلاقات أمنية أعمق مع حميدتي، ونشرت عددًا من قوات الرد السريع في مناطق بما في ذلك اليمن.
ومن المعروف أن الجنرال حميدتي يحتفظ بكثير من ثروته وأنشطته التجارية في دبي، ويستخدم حكام أبو ظبي هذه القضية كأداة للتأثير على حميدتي.
وفي السنوات الماضية، حاولت الإمارات التأثير على شمال إفريقيا، وحاولت استخدام حميدتي کأداة للتأثير على السودان.
وبلغ التعاون بين الإمارات وقوات الرد السريع السودانية ذروته في حرب اليمن، وقاتل الآلاف من ميليشيات الرد السريع لأبو ظبي ضد حركة أنصار الله مقابل أموال.