الرئيسية » الهدهد » بطل أم خائن؟.. الجانب الخفي في حياة الأمير عبد القادر الجزائري

بطل أم خائن؟.. الجانب الخفي في حياة الأمير عبد القادر الجزائري

وطن- يُواصل جدل تشييد السلطات الجزائرية لتمثال ضخم يُخلّد ذكرى الأمير عبد القادر، إثارةَ الرأي العام في البلاد بين مَن يرى في الأمير الراحل (1808-1883) مُقاوماً شرساً للاستعمار الفرنسي يجب تخليد ذكراه. وبين جزء آخر يرى فيه خائناً لوطنه وعبره استطاعت فرنسا تمكين قواتها من فرض هيمنتها على ربوع الجزائر.

الجزائر تعلن عن تمثال ضخم للأمير عبد القادر

جاء الإعلان الجزائري على لسان والي وهران، السعيد سعيود، الذي أكد بدوره أن الرئيس عبد المجيد تبون قد أعطى موافقته على هذا المشروع الذي سيكون التمثال فيه بارتفاع 42 متراً، وهو أعلى من تمثال “المسيح الفادي” في ريو دي جانيرو بأربعة أمتار.

وأوضح “سعيود” في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أنّ التمثال سيرتكز على 5 دعائم تدل على أركان الإسلام الخمسة، وسيف الأمير سيكون مزوداً بأشعة ليزر تشير إلى اتجاه قبلة الصلاة.

كما سيشمل المشروع إقامة متحف خاص للأمير عبد القادر، يروي قصة حياته ونضاله منذ ميلاده في قرية القيطنة عام 1808، حتى وفاته في دمشق عام 1883.

سيكون التمثال، حسب المسؤول الجزائري، قريباً من مسجد رباط الطلبة، وسيكلّف نحو 9.5 ملايين دولار. وتعتبر هذه المبادرة تأكيداً على احترام وتقدير الجزائر لشخصية الأمير عبد القادر، التي تجسّد روح المقاومة والإصلاح والتسامح في التاريخ الجزائري، على حدّ قول حاكم ولاية وهران، السعيد سعيود.

ونوّه والي وهران إلى أن التمثال سيُبنى فوق قمة جبل مرجاجو، وهو أعلى جبل بالمدينة الغربية للبلاد، وقد شيّدت فيه عدة معالم تاريخية، منها قلعة سانتا كروز الإسبانية (1577-1604)، وبقربها كنيسة سانتا كروز (1850)، ويعلوها تمثال كبير للسيدة مريم العذراء.

هل الأمير عبد القادر خائن أم وطني مُخلص للجزائر؟

تساؤل طرحه ناشطون وإعلاميون وشخصيات معروفة في الجزائر، وكانت إجابته متفاوتة بين التأكيد والنفي.

ففي اعتراف واضح بجهوده الوطنية في مقاومة الاستعمار الفرنسي، أشاد الفريق أول السعيد شنقريحة بقرار تشييد تمثال للأمير عبد القادر.

وأكد “شنقريحة”، دعمه “لتشييد تمثال يخلد تاريخ البطل الفذ الأمير عبد القادر، كرمز من رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد قوى الاستعمار والظلم وكرجل كرّس حياته لإعلاء كلمة الحق وخدمة أمته الجزائرية”، على حدّ قوله في كلمة ألقاها أمام عدد من العسكريين نقلتها وسائل إعلام محلية.

الدعم للأمير عبد القادر أيضاً، تواصل ليشمل إعلاميين من الصف الأول ولهم وزن وتأثير على الجماهير وأبرزهم “حفيظ دراجي”، الذي عبّر بصراحته المعهودة عن دعمه اللامشروط لفكرة تشييد تمثال للأمير الراحل عبد القادر.

إذ كتب في حسابه على تويتر: “في مثل هذا اليوم من سنة 1883، توفي الأمير عبد القادر، المجاهد الفارس العالم الشاعر عبد القادر بن محيي الدين الجزائري الحسني الهاشمي.. مؤسس الدولة الحديثة، وقاهر الاستخراب، وحاقن دماء المسلمين المغرر بهم، والمساهم في الحضارة الإنسانية”.

وتابع: “رحم الله من ما زال وهو ميت ينغّص على أحفاد من خانوه في حياته.. رحم الله كل شهداء الجزائر عبر التاريخ”.

وجّه إعلامي بارز في الجزائر، دافع هو الآخر عن تمثال الأمير عبد القادر. حيث دافع الإعلامي “أحمد حفصي” عن المشروع، معتبراً أنه سيُعزز الهوية العربية والإسلامية للجزائر، وأنه سيؤكد على الموقف الجزائري الراسخ من مقاوميها الذين أخرجوا الاستعمار الفرنسي بتضحيات جسام سوف لن ينساها اللاحقون من الأجيال المتعاقبة.

وقال في تغريدة على تويتر: “مشروع تمثال الأمير عبد القادر الذي سيعتلي واجهة وهران برا وبحرا، بدأ يكشف عن أتباع سانتاكروز الحقيقيقين الذين تركتهم فرنسا المسيحية وراءها في الجزائر..البكاء قدر الألم !قريبًا سيستعيد الأمير هوية الجزائر من سانتاكروز موتوا بغيضكم ! 120 مليار سنتيم هي منحة توقيع لاعبين في البطولة”.

عبد القادر الجزائري
الأمير عبد القادر الجزائري

أصوات رافضة للمشروع

فيما اعتبر الإعلامي والمعارض الجزائري المقيم في فرنسا “وليد كبير”، أن الأمير عبد القادر هو الذي سلّم “وهران لفرنسا بمقتضى معاهدة تافنة 30 ماي 1837”.

وتابع في حسابه على تويتر: “تسبب الأمير عبد القادر في سقوط قسنطينة بعد أن حوّلت فرنسا مجهودها الحربي شرق الجزائر”.

واستشهد كبير بـ”مقتطف من وثائقي لقناة الجزيرة يؤكد على لسان مؤرخين جزائريين خيانة عبد القادر لأحمد باي”، على حدّ قوله.

وبعيداً عن كونه خائناً أو وطنياً صرفاً، أعرب آخرون عن رفضهم لهذا القرار واعتبروه تبديداً للمال العام في وقت يحتاج فيه البلد للإنفاق في قضايا أخرى ملحّة.

وأشار هذا الفريق إلى أن بناء تمثال ضخم يتطلب تكاليف باهظة يمكن استثمارها في مشاريع تنموية تعود بالفائدة على المواطنين بشكل أكبر.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجدل لا يزال قائمًا ومستمرًا، حيث يتواصل التفاعل والمناقشات حول هذا الموضوع في المجتمع الجزائري وخارجه.

إذ كتبت مُغردة باسم “أم ساجد” تقول: “الذين ينتقدون تبون لإنجازه تمثال الأمير عبد القادر بوهران بقيمة 120 مليار سنتيم ..هم نفسهم مَن يصرِفون 1000 مليار سنتيم من المال العام في بطولة كرة القدم سنوياً بلا حسيب ولا رقيب ولا فائدة للشعب.. أين هذا الانتقاد من تمثال ماسينيسا وشيشناق في العاصمة؟؟”

نبذة عن الأمير عبد القادر الجزائري

الأمير عبد القادر الجزائري هو قائد ومجاهد وعالم وشاعر جزائري، ولد في 6 سبتمبر 1808 في القيطنة بالقرب من مدينة المعسكر بالغرب الجزائري.

بعد احتلال فرنسا للجزائر في عام 1830، قام بتنظيم المقاومة ضد المحتل وبايعه الجزائريون أميراً عليهم في عام 1832. أسّس دولة جزائرية مستقلة وأنشأ جيشاً وإدارة وقوانين.

حقّق الأمير عبد القادر الجزائري انتصارات عديدة ضد الفرنسيين وأجبرهم على التفاوض معه وإبرام “اتفاقية تافنا” في عام 1838، التي اعترفت بسيادته على غرب ووسط الجزائر.

لكن فرنسا خانت الاتفاقية واستأنفت الحرب ضدّه، فواصل المقاومة حتى استسلم للجنرال لامورسي في عام 1847 بشرط أن يغادر إلى مصر أو عكا. لكنه تم نقله إلى فرنسا كأسير حرب حتى أطلق سراحه في عام 1852 بأمر من نابليون الثالث.

انتقل الأمير الذي اشتهر بـ“قاهر الاستعمار” إلى تركيا، ثم إلى دمشق حيث استقرّ حتى وفاته في 26 مايو 1883.

عبد القادر الجزائري
الأمير عبد القادر الجزائري

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “بطل أم خائن؟.. الجانب الخفي في حياة الأمير عبد القادر الجزائري”

  1. الفاتح طارق ابن زياد قائد عربي فتح الأندلس تحت راية عربية لصالح أمير و خليفة عربي ثالوث الإنقلاب المدنس السيس والأسيس والصهيوني الخبيث ثلاثة في واحد
    ليس جيشا لمصر وإنما جيش إحتلال؛أسسه المحتلون لحماية منهوباتهم؛ يذهب إليه المجندين مكرهين و مجبرين ودوا لو فروا منه ولكن إلى أين المفر؟!
    الفاتح طارق ابن زياد قائد عربي فتح الأندلس تحت راية عربية لصالح أمير و خليفة عربي

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.