الرئيسية » الهدهد » بكاميرا سلطان النيادي.. مشهد أكثر من ساحر لـ بغداد من الفضاء

بكاميرا سلطان النيادي.. مشهد أكثر من ساحر لـ بغداد من الفضاء

وطن- انبهر سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي الذي يقضي منذ مارس/آذار الماضي، فترة تدريبية في محطة الفضاء الدولية، بجمال العاصمة العراقية بغداد عبر صور التقطها لها من الفضاء الخارجي.

بغداد بعدسة سلطان النيادي

ونشر سلطان النيادي، صورة التقطها للعاصمة العراقية بغداد، عبر حسابه الرسمي على تويتر، علّق عليها بالقول: “بغداد ليلًا من الفضاء.. بغداد دجلة والفرات.. بغداد الحضارة والتاريخ”.

وتابع: “موطن بيت الحكمة التي جمعت العلماء ونشرت العلم للعالم.. لولا بغداد لما وصلت البشرية إلى التقدم والازدهار الذي نعيشه اليوم”.

واعتاد “النيادي” على مشاركة متابعيه صوراً لعدد من الدول العربية مثل دبي أو موريتانيا أو المغرب سابقاً. في لفتة جميلة منه تحظى بتفاعل واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول المذكورة.

ويشارك سلطان النيادي في مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث انطلق في 2 مارس 2023 على متن مركبة الفضاء SpaceX Crew-6. وهو أحد أوائل رائدي الفضاء الإماراتيين، إلى جانب هزاع المنصوري الذي قام بمهمة قصيرة في عام 2019.

من سلطان النيادي؟

سلطان النيادي هو مهندس اتصالات وأمن معلومات، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة جريفيث في أستراليا. تم اختياره من بين آلاف المتقدمين لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، وخضع لتدريبات شاقة في روسيا والولايات المتحدة.

خلال مهمته في محطة الفضاء الدولية، سيقوم سلطان النيادي بإجراء تجارب علمية مختلفة تخدم أهداف التنمية المستدامة والابتكار والصحة والزراعة.

كما يشارك رائد الفضاء الإماراتي في أنشطة خارج المركبة (EVA)، حيث يخرج إلى الفضاء لصيانة المحطة وتركيب معدات جديدة.

مدينة بغداد وإرث تاريخي حافل

مدينة بغداد هي واحدة من أعرق المدن في التاريخ الإسلامي والعالمي، فهي التي بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في عام 762 ميلادية، وسماها “مدينة السلام”، وجعلها عاصمة للخلافة العباسية التي امتدت من الصين إلى الأندلس.

وكانت بغداد مركزاً للعلوم والفنون والثقافة في العصور الوسطى، وشهدت تطورات عظيمة في مجالات مختلفة، منها “علوم الفلك”.

https://twitter.com/FaisalAlFarhoud/status/1548030851937579008?s=20

فقد أنشأ الخليفة المأمون في بغداد “المرصد الفلكي” في عام 829 ميلادية (معروف باسم مرصد الشماسية أو المرصد المأموني)، وجمع فيه نخبة من العلماء والمترجمين لدراسة السماء والكواكب والنجوم، وترجمة كتب الحضارات القديمة، مثل اليونانية والفارسية، إلى العربية.

وكان من أبرز علماء المرصد “أحمد بن كثير الفرغاني”، الذي ألّف كتاباً في علوم الفلك سماه “الفصول في علوم النجوم”، وهو كتاب اعتمد عليه كثير من العلماء فيما بعد، مثل: “كوبرنيكوس” و”غاليليو”.

كما اشتهر “محمد بن جابر بن سنان البتاني” بأعماله في علوم الفلك والهندسة، وأنشأ زوائد فلكية في بغداد ودمشق، وقام بحساب ميل دائرة البروج.

ولم تقتصر علوم الفلك في بغداد على المرصد فقط؛ بل كان لها دور كبير في تطور “الحسابات التقويمية” و”الفلاحة” و”الزراعة” و”الطب. فقد استخدم العرب التقويم الهجري لحساب الأزمنة والأحداث، واستفادوا من معرفتهم بحركات الشمس والقمر لتحديد أوقات الصلاة واتجاه القبلة.

كما استخدموا علوم الفلك لتحديد أفضل أوقات زراعة المحاصيل وحصادها، ولإعداد التقاويم الزراعية. وفي مجال الطب، كان لعلوم الفلك تأثير على نظرية “الطبائع الأربعة” التي اعتقد بها كثير من الأطباء في ذلك الزمان، فظنوا أنّ صحة الإنسان تتأثر بحركات الكواكب والبروج.

تستحق مدينة بغداد، التي شهدت نهضة عظيمة في علوم الفلك عبر التاريخ، التقدير والإعجاب، فهي التي أضاءت طريق الحضارة للإنسانية بأجيال من المفكرين والعلماء.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.