الرئيسية » الهدهد » باكستان.. حشود غاضبة تقتحم منازل قادة الجيش وتحرق الأخضر واليابس

باكستان.. حشود غاضبة تقتحم منازل قادة الجيش وتحرق الأخضر واليابس

وطن- قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن حشوداً باكستانية غاضبة اقتحمت منازل عائلات قادة وضباط في الجيش ودمرتها بشكل كامل، على خلفية اعتقال رئيس الوزراء السابق “عمران خان”، أمس الثلاثاء، من داخل محكمة في إسلام أباد، حيث كان يحاكَم بتهم فساد ينفيها ويقول إنها مكايدة سياسية.

وأشارت الشبكة في تقرير لها، إلى أن الحكومة تدرس إعلان حالة الطوارئ بعد اشتباكات مسلحة في الشوارع، وأعمال شغب أتت على الأخضر واليابس.

باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان

وأدى اعتقال نجم الكريكيت السابق عمران خان، إلى اندلاع مواجهة متوترة بالفعل بين الجيش القوي في البلاد وأنصاره، الذين خرجوا إلى الشوارع وأثاروا مشاهد غير مسبوقة، حيث اقتحمت حشود غاضبة منازل أفراد الجيش وخربت منازلهم.

وبحسب الشبكة، استمرت الاشتباكات اليوم، الأربعاء، مع اقتحام المئات من أنصار خان لمقر الإذاعة الوطنية الباكستانية الإذاعية في بيشاور، وفقاً لما ذكره صحفي في شبكة “سي إن إن” كان في مكان الحادث.

https://twitter.com/Hamed_Alali/status/1655967168285102080?s=20

باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان
باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان

وأظهرت صور من شوارع بيشاور، أن قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع على الحشود التي استخدم بعضها المقلاع، وهو وسيلة بدائية لرمي الحجارة كانت تستخدم في الماضي.

وقالت الشرطة إن نحو ألف من أنصار خان اعتُقلوا في إقليم البنجاب بعد اشتعال النيران في 25 مركبة للشرطة، وأكثر من 14 مبنًى حكومياً.

ونقلت “سي إن إن” عن وكالة “رويترز”، أنّ السلطات في ثلاث مقاطعات من أربع مقاطعات باكستانية فرضت أيضاً أمراً طارئاً يحظر جميع التجمعات.

باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان
باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان

طريق الفوضى والدمار

وقال “أحسن إقبال”، وزير التخطيط والتنمية الباكستاني، للصحفيين، يوم الأربعاء، إن خان “اختار طريق نشر الفوضى والدمار” من أجل “حماية نفسه من المساءلة”.

وأضاف: “أريد أن أؤكد أنه لا يوجد ثأر سياسي”.

وقالت الشرطة إنّ جلسة، الأربعاء، عقدت في مركز للشرطة وليس في محكمة، “لإبعاده عن الجمهور”.

وأظهر مقطع فيديو قبل اعتقال خان، يوم الثلاثاء، القوات شبه العسكرية تكسر النافذة للوصول إلى السياسي البارز، بينما كان يتابع بهدوء الفوضى التي تتكشف. ثم اقتيد خان في سيارة محاطة بالعشرات من ضباط الأمن واصطحبوه إلى جهة مجهولة.

وفي بيان مسجل سابقاً بثّ على موقع “يوتيوب” من قبل حزب خان “إنصاف” بعد اعتقاله، قال رئيس الوزراء السابق إنه “احتُجز بتهم غير صحيحة”، وقال لمؤيديه: “لقد حان الوقت للجميع”.

وأضاف رئيس الوزراء السابق الذي أطيح به في انتخابات برلمانية في البلاد: “لقد التزمت دائمًا بالقانون”، وتابع بحسب الفيديو: “يتم القبض علي حتى لا أستطيع أن أتبع طريقي السياسي من أجل الحقوق الأساسية لهذا البلد، وأن أطيع هذه الحكومة الفاسدة من المحتالين التي تم فرضها على البلاد”.

باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان
باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان

احتجاجات عنيفة في باكستان

واندلعت احتجاجات عنيفة في عدة مدن بعد ظهر ذلك اليوم، واقتحم أنصار خان المسلحين بالعصي مقر الجيش في مدينة روالبندي، خارج العاصمة مباشرة، وهم يهتفون دعماً للزعيم السابق.

كما أغلق المتظاهرون أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى إسلام أباد، ورشقوا الحجارة، وأزالوا لافتات الشوارع، واشتعلت نيران في سيارة تابعة للشرطة، مما أدى إلى استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع.

وفي الوقت نفسه، أطلقت الشرطة النار في مدينة “كويتا” الجنوبية الغربية على أحد مؤيدي خان وقتلته في مظاهرة، وفقًا لما ذكره صحفي في شبكة سي إن إن في مكان الحادث.

وقالت شرطة المدينة على “تويتر”، إن 43 متظاهراً على الأقل اعتقلوا في إسلام أباد، الثلاثاء.

وبدوره، قال “سيد باقر سجاد” الزميل الباكستاني في مركز “ويلسون” بواشنطن، إنه على الرغم من تعرض القادة الباكستانيين السابقين للاعتقال وتحدي السياسيين في الماضي هيمنة الجيش، فإن الدعم العام الكبير لخان جعل هذا الوضع “فريدًا”.

وأضاف أنّ “باكستان تواجه مخاطر عديدة، لقد تمّ تحدي صورة الجيش كقوة موحدة وحارساً للدولة بشكل خطير، مما أدى إلى فقدان ثقة الجماهير في المؤسسة العسكرية، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار والاضطراب الاجتماعي”.

https://twitter.com/1ndia_M/status/1656237943625854978?s=20

وأطيح بخان في تصويت برلماني لحجب الثقة العام الماضي، ومنذ ذلك الحين قاد حملة شعبية ضد الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء شهباز شريف، متهماً إياها بالتواطؤ مع الجيش لعزله من منصبه.

وأدت التوترات إلى دخول باكستان، الدولة المسلحة نووياً التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة والتي تصارع على مدى عقود مع عدم الاستقرار السياسي، إلى منطقة غير معروفة وغليانها في كثير من الأحيان في أعمال عنف.

باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان
باكستان تشتعل بعد اعتقال عمران خان

نجاة عمران خان من الاغتيال

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نجا خان من إطلاق نار على تجمع سياسي، فيما وصفه حزبه بمحاولة اغتيال.

وفي مارس، اندلعت الفوضى خارج منزل خان في لاهور بعد أن تحدى مئات من أنصاره الشرطة والقوات شبه العسكرية التي وصلت لمرافقته بعيدًا، وأُجبر الضباط على تعليق العملية بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف، وهي واحدة من عدة محاولات فاشلة للشرطة للقبض على خان.

وأمس الثلاثاء، أوقفت الشرطة الباكستانية رئيس الوزراء السابق عمران خان، بعد أن اقتحمت محكمة في إسلام أباد لاحتجازه بتهم فساد مزعومة تحت أعين المحكمة والقضاة.

وجاء الاعتقال المثير والمفاجئ لنجم الكريكيت السابق بعد شهور من الاضطرابات السياسية المستمرة في الدولة المسلحة نوويًا بعد الإطاحة بخان العامَ الماضي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.