الرئيسية » الهدهد » عودة عضوية سوريا للجامعة العربية.. أي تنازلات يمكن أن يقدمها بشار الأسد؟

عودة عضوية سوريا للجامعة العربية.. أي تنازلات يمكن أن يقدمها بشار الأسد؟

وطن- نشر موقع المونيتور تقريراً، بشأن التنازلات التي يمكن أن يُقدّمها رئيس النظام السوري بشار الأسد، في أعقاب قرار جامعة الدول العربية بإعادة عضوية سوريا.

استهلّ الموقع تقريره بالقول، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعربت عن قلقها بشأن ترحيب جامعة الدول العربية بعودة عضوية سوريا بعد أكثر من عقد من العزلة، لكنّها لم تصل إلى حدّ إدانة القرار الذي اتخذه بعض شركائها العرب.

أمس الأول الأحد، صوّتت جامعة الدول العربية المكوّنة من 22 دولة في تحدٍّ للولايات المتحدة لإعادة قبول سوريا، التي تمّ تعليق عضويتها في نوفمبر 2011 بعد حملة القمع العنيفة التي شنّتها الحكومة على الانتفاضة الجماهيرية ضد حكم بشار الأسد.

ويمهّد القرار الآن الطريق أمام المملكة العربية السعودية لتوجيه دعوة رسمية للأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية، يوم الأحد المقبل في الرياض.

وجاء التصويت في اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة بعد أيام من تحذير وزير الخارجية أنطوني بلينكين نظيريه المصري والأردني من تطبيع نظام الأسد، الذي تلقي الحكومة الأمريكية باللوم عليه في مقتل أكثر من 300 ألف مدني ونزوح ملايين السوريين واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.

الأسد استعاد أراضٍ كثيرة

بدعم من روسيا وإيران، استعاد بشار الأسد غالبية الأراضي التي فقدتها قواته خلال الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا، باستثناء جيوب في شمال سوريا يسيطر عليها مقاتلون أكراد تدعمهم الولايات المتحدة ومزيج من جماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد.

بعد أن توصّلت إلى استنتاج مفاده أنّ الأسد موجود ليبقى، فإنّ دول المنطقة التي دعت ذات مرة إلى الإطاحة به تستأنف العلاقات تدريجياً مع دمشق.

وتسارعت عملية إصلاح السياج من خلال التقارب السعودي الإيراني الأخير الذي توسطت فيه الصين، بالإضافة إلى الزلازل التي وقعت في 6 فبراير، والتي أودت بحياة نحو 6000 شخص في سوريا.

في أعقاب الزلازل، التقى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية مع الأسد في العاصمة السورية. وفي الأول من مايو، التقى كبار الدبلوماسيين من سوريا والسعودية والأردن ومصر والعراق في عمان لمناقشة إطار عمل لعودة سوريا.

وصرّحت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد، أنه على الرغم من أنّ سوريا “لا تستحق” إعادة قبولها في جامعة الدول العربية، فإن الولايات المتحدة وشركاءها العرب يتشاركون في نفس الأهداف طويلة الأجل للبلاد، بما في ذلك التوصّل إلى حلٍّ سياسي للصراع وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية.

قال قتيبة إدلبي الذي يقود ملف سوريا في المجلس الأطلسي بصفته زميلًا غير مقيم، إنّ على المعارضة السياسية السورية أن تركّز محادثاتها مع الشركاء العرب على انتزاع التنازلات المحتملة من الأسد، لذلك على الأقل لا يتم منح عملية إعادة القبول أو التطبيع مجانًا.

وتريد بعض الدول العربية التي تتجه إلى التطبيع الحدّ من تهريب الأمفيتامين الكبتاغون عبر الحدود السورية، وتسعى أيضًا إلى عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم. وتأمل دول الخليج السنية، على وجه الخصوص، في تقليص نفوذ إيران في البلاد.

لكن حتى الآن، لم يقدّم الأسد بعدُ أيّ تنازل ذي مغزى، وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ دمشق، كشرط سابق لإعادة قبولها في جامعة الدول العربية، وافقت على استعادة 1000 فقط من نحو 600 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن.

تشكيك في التزام الأسد

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية يوم الأحد: “نتفهم أن شركاءنا يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع نظام الأسد لدفع المزيد من التقدم والمطالبة به”.

وأضاف المتحدث: “بينما نشكّك في استعداد الأسد لاتخاذ الخطوات اللازمة لحل الأزمة السورية، فإننا نتفق مع شركائنا العرب في الأهداف النهائية”.

ويأتي احتضان المنطقة للأسد في الوقت الذي يسعى فيه لاستثمارات أجنبية ضخمة لإعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب، والتي تقدّر تكلفتها بمليارات الدولارات.

ولا شكّ أنّ النظام يأمل في أن يضغط جيرانه العرب على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي تظلّ عقبة رئيسية أمام إعادة الإعمار.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية شدّد على أنّ العقوبات الأمريكية ضد سوريا لا تزال سارية المفعول، بما في ذلك تلك الصادرة بموجب قانون قيصر من الحزبين، وقد أعلنت إدارة بايدن مؤخرًا أول عقوبات قيصر لها، استهدفت شخصيات بارزة في تجارة المخدرات السورية.

في بيان يوم الإثنين، دعا النائبان مايكل ماكول وغريغوري ميكس، رئيس وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إدارة بايدن، إلى “التنفيذ الكامل لقانون قيصر والعقوبات الأخرى لتجميد جهود التطبيع مع مجرم الحرب”، على حد وصفهم.

وجاء تصويت جامعة الدول العربية، يوم الأحد، في نفس اليوم الذي التقى فيه كبير مساعدي بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة.

لم يذكر بيان البيت الأبيض لاجتماعهم أيّ ذكر لسوريا، وهو إغفال -قالت راندا سليم من معهد الشرق الأوسط- إنه مؤشر على مكانة سوريا ضمن أولويات السياسة الخارجية للإدارة.

وصرّح سليم، مدير برنامج حوارات المسار الثاني وحل النزاعات في ميديل إيست آي: “كان هنا لقاء [سوليفان] مع زعيم البلد الذي يقود هذه الدفعة لتطبيع العلاقات مع الأسد.. ومع ذلك، لم تتم مناقشته”.

وأضافت: “الإدارة غير مهتمة بالتورط في صراعات طال أمدها في المنطقة، وسوريا إحداها”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.