الرئيسية » الهدهد » وجه رسائل لهؤلاء.. وصية مبكية كتبها الشهيد الأسير خضر عدنان قبل استشهاده

وجه رسائل لهؤلاء.. وصية مبكية كتبها الشهيد الأسير خضر عدنان قبل استشهاده

وطن– نشر نشطاء فلسطينيون، وصيةً كتبها الشهيد خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الفلسطيني، الذي استشهد في سجون الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء، بعد إضراب عن الطعام استمرّ 87 يوماً.

وقال عدنان في وصيته التي نشرها الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس عبر موقع “تويتر“: “بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين أن وفقني للإضراب عن الطعام للحرية، الحمد لله على نعمائه التي لا تعد، ولا تحصى، والصلاة والسلام على سيد الخلق حبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم”.

وأضاف: “أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجي وشعبي”.

وتابع: “زوجتي، أوصيك وأبنائي بتقواه تعالى، والاستعصام بحبله المتين والاستغناء بفضله عمن سواه وقول الحقّ في كل زمان، ومكان وصلة الأرحام والصلاة والزكاة والحفاظ على حرمات الله وحقه في حالنا، ومالنا، وحركتنا، وسكنتنا، والعلم إن خير بيوتات فلسطين هي بيوتات الشهداء، والأسرى والجرحى والصالحين”.

وتابع الشهيد خضر عدنان: “أوصيكم بالأعمام والأخوال والأقارب والجيران وكل من له حق علينا, أوصيكم أن لا تتركوا لأحد حق عليّ معنوي أو مادي فمحبكم الأكثر حاجة إلى رحماته تعالى، إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي ، وسجوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان دعواتكم له ولوالديه والمسلمين بالرحمات واجعلوه قبرا بسيطا وأطلبوا من الله لي المغفرة والرحمة والتثبيت وسعة القبر وأن يجعل قبورنا رياض من رياض الجنة لا حفر من حفر النيران وأن يتقبل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم”.

وكتب الأسير الشهيد في وصيته: “أم عبد الرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان، وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال، والأعمام والأقارب، والخلان، والجيران على أي تقصير في جنبكم وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، ولكن تأكدوا إنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا الواجب”.

كما وجّه في وصيته رسالةً إلى الفلسطينيين، قائلاً: “يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب”.

وختم قائلاً: “سلامي لسادتنا ذوي الشهداء، والأسرى، وتحياتي لهم وكل الأحرار والثوار.. زوجك المحب أم عبد الرحمن، والدكم المحب أبنائي، أخيكم المحب إخوتي، ابنكم المحب شعبنا.. دعواتكم أن يتقبلني الله شهيدا مخلصا لوجهه الكريم”.

وفجر اليوم الثلاثاء، استشهد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، نتيجة إضرابه عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية منذ 87 يوماً.

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في تصريحات إعلامية، اليوم، إنّ عدنان استُشهد نتيجة إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال.

وأضاف أنّ هناك شهداء في الحركة الاسيرة استُشهدوا نتيجة محاولة إطعامهم بالقوة، لكن عدنان هو أول فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه من قبل سلطات الاحتلال.

وعدنان الذي استشهد عن عمر 45 عاماً، اعتقلته قوات الاحتلال منذ أوائل فبراير الماضي، وقد خاض إضرابه عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الإداري، وأعلن عن وفاته وهو في سجن الرملة.

وخضر عدنان من سكان بلدة عرابة، في جنين، وتعرّض للاعتقال أكثر من 12 مرة، بسبب عضويته ونشاطه في صفوف حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية.

استشهاد عدنان جاء بعد أقل من يومين، على قرار المحكمة الإسرائيلية العسكرية في سجن عوفر، التي رفضت الإفراج عنه.

فيوم الأحد الماضي، قال نادي الأسير الفلسطيني إنه تقرّر تعيين جلسة جديدة في العاشر من مايو للنظر في قضية الأسير عدنان، الذي حضر جلسة المحكمة عبر تقنية الفيديو.

وفجرَ استشهاد الأسير عدنان، موجة من الغضب والحزن بين السياسيين والنشطاء الفلسطينيين، وتحوّل موقع تويتر إلى سرادق عزاء بعد ارتقاء الأسير البطل.

وقالت المرابطة المقدسية خديجة خويص: “استشهاد الشيخ خضر عدنان في زنزانته بعد إضراب عن الطّعام لستّة وثمانين يوماً.. حسبنا الله ونعم الوكيل وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.

وغرّد الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، وعضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير: “استشهاد خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بعد إضراب عن الطعام مدة 86 يوما، فيما يعد جريمة إعدام بدم بارد نفذتها مصلحة السجون الصهيونية تجاه الأسير”.

وغرّد جهاد حلس عضو ملتقى أهل الحديث: “خبر صادم هز كل فلسطين.. استشهاد الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام خضر عدنان في سجون الاحتلال، وقد كان خاض هذا الاضراب منذ 90 يوماً في سبيل نيل حريته وتسليط الضوء على قضيته.. هذه أول مرة يستشهد فيها مضرب عن الطعام دون أن ينتصر.. اللهم لا تؤاخذنا بخذلانه وتقصيرنا في حق نصرته”.

https://twitter.com/Jhkhelles/status/1653222187501862913?s=20

وقال المحلل يحيى بشير: “حاربوه وشوهوا سمعته.. أطلقوا النار تجاهه في نابلس.. وصفوه بشيخ الفتنة واغتالوه معنوياً.. منعوه من دخول نابلس والبلدة القديمة.. اعتدوا عليه مراراً.. الآن يخرج كلابهم بمنشورات وتغريدات تتهم المقاومة بالتقصير في حق الشيخ خضر عدنان.. عن كلا… ومرتزقة سلطة عباس أتحدث.. لا بارك الله فيكم”.

https://twitter.com/Yahyamo187/status/1653232526171799553?s=20

وغرد الإعلامي تامر المسحال: “الإعلان عن استشهاد الاسير في سجون الاحتلال الشيخ خضر عدنان بعد معركة اضراب عن الطعام استمرت ٨٦ يوماً”.

الجهاد تتوعّد الاحتلال

وفي أول ردٍّ منها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إنّ جريمة استشهاد الأسير خضر عدنان في سجون الاحتلال لن تمرّ دون رد، مؤكدة أن المقاومة ستتواصل بكل قوة وإصرار وثبات.

وقالت الحركة في بيان، إن شهادة الشيخ القائد خضر عدنان ستكون مدرسة لأجيال من الرجال الشجعان، وتابعت: “نحن لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة طالما بقيت فلسطين تحت الاحتلال”.

وذكرت الحركة: “قتالنا ماضٍ ولن يتوقف، وسيدرك العدو المجرم مرة أخرى أن جرائمه لن تمر دون رد، والمقاومة ستتواصل بكل قوة وإصرار وثبات”.

وأشارت إلى أن جريمة إعدام الشهيد عدنان، ارتكبها الاحتلال أمام مرأى العالم الذي يوافق على الظلم والإرهاب ويحميه ويوفر له الغطاء.

وفيما وصفت شهيدها بأنه كان قائدًا عظيمًا ورجلًا شجاعًا ومجاهدًا صلبًا من أشرف الرجال وأعظمهم، فقد حمّلت حركة الجهاد، الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، وقالت: “الاحتلال الصهيوني الذي اعتقله وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدمًا أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.