وطن– لم يلقَ مسلسلٌ دراميٌّ في السباق الرمضانيّ الحاليّ مثلَ ما لقيه مسلسل “جعفر العمدة”، الذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان، من تفاعلٍ وتدخلات في تحريك الأحداث من وراء الشاشات والتنبؤ بما ستؤول إليه الأحداث.
هل تمّ تغيير نهاية “جعفر العمدة”؟
ودفعت حالة التفاعل الكبيرة التي شهدها المسلسل القائمين على العمل الرمضاني “جعفر العمدة“، إلى تغيير مسار أحداث الحلقات الأخيرة في المسلسل.
وتدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي شعبي حول جعفر رئيس البلدية (محمد رمضان)، وهو في العقد الرابع من عمره، لديه 3 زوجات، ويملك شركات مقاولات.
ويدخل “جعفر العمدة” في العديد من النزاعات سواء في العمل أو بعيدًا عن العمل، ثم خلال مسيرته يلتقي بـ”عايدة” (زينة) ويتعرف عليها، وتقوم بينهما قصة مليئة بالمفاجآت حيث يعيش جعفر مأساة استمرت عدة سنوات بعد فقدان ابنه واختطافه على يد مجهولين، ولا يعرف هل هو حيّ أو ما أصابه به شيء سيء.
وفي ظلّ عرض الحلقات الأخيرة من المسلسل واقتراب القصة من نهايتها، واكتشاف بطل المسلسل “محمد رمضان” شخصية نجله الحقيقي، الذي اختُطف وهو طفل رضيع، لم يتمكّن جمهور العمل من الصبر حتى عرض الحلقات الأخيرة.
View this post on Instagram
وهو ما دفعهم إلى محاولة مساعدة البطل بأية طريقة ممكنة.
وفي هذا السياق، نشر بعضهم مقاطع فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يظهرون فيها وهم يتابعون حلقات المسلسل، ويهتفون للبطل ويطالبونه بالنظر وراءه من أجل رؤية الشخص الذي اختطف منه طفله.
وذهب بعضهم الآخر إلى أبعد من ذلك، حيث خرج محمد رمضان في بثٍّ مباشر عبر السوشيال ميديا، ليتلقّى تعليقات تعامله باعتباره “جعفر العمدة”، كان بعضٌ من الجمهور يبلغونه ببعض الأمور والخيانة التي يتعرض إليها من زوجته في العمل، وكونها مَن دبّرت أمر اختطاف طفله.
وبدورها، كشفت الممثلة هالة صدقي في فيديو تلقائيّ نشرته عبر «انستغرام»، قبل أن يتمّ حذفه بعدها، عن انشغالها في تصوير مشاهد جديدة من العمل بعد توقّعات الجمهور.
وطالبت هالة صدقي الجمهور والمتابعين بألّا يتوقعوا نهاية المسلسل، حتى لا يتسبّب ذلك في نزولها إلى العمل مضطرة من أجل تصوير مشاهد جديدة.
وبيّنت الفنانة المصرية أنها ضحية لتوقّعات الجمهور، وهي مَن تدفع الثمن في النهاية بالنزول إلى التصوير، لذلك طلبت منهم التوقف عن هذا الأمر.
وكشفت أنّها تتعرّض للتهديدات من قبل المحيطين بها ممن يرغبون في معرفة نهاية المسلسل، ووجّهت هالة صدقي استغاثة لمخرج العمل محمد سامي كي ينقذَها.
وعلّق عمر سلامة، أنّ “المسلسل وصل لمرحلة إن الناس لم تعد تتفرج على جعفر العمدة،فحسب بل تشجعه”، وأضاف: “عامل تفاعل مع الجمهور مابيحصلش إلا في ماتشات الكورة”.
نجاح مسلسل جعفر العمدة حقيقة وواقع والتشكيك في ده إجحاف وإنكار، ممكن تحلله أو تنتقده زي أي عمل فني زي ما تحب إنت حر ده حقك المشروع، لكن ماتقدرش تشكك في مقدار نجاحه.
المسلسل وصل لمرحلة إن الناس مش بتتفرج على جعفر العمدة، الناس "بتشجع" جعفر العمدة، عامل تفاعل مع الجمهور مابيحصلش…
— Amr Salama (@amrmsalama) April 13, 2023
تفاعل غير مسبوق مع مسلسل “جعفر العمدة”
يذكر أنّ مسلسل جعفر العمدة سجّل منذ بداية عرضه أعلى معدل بحث لمسلسل عربي في تاريخ موقع غوغل.
ويذكّرنا هذا التفاعل بمرحلة ما قبل ظهور التلفزيون ووسائل التواصل الأخرى، حينما كان الحكواتي يروي الحكايات الحماسية في المقاهي الشعبية ببلاد الشام.
وكان رواد هذه المقاهي يقابلون مقاطع الحكاية الحماسية بالتحسّر والآهات وصرخات الإعجاب التي تصبح صراخاً أعلى مع كلّ موقف.
وكان بعض المشاهدين ينفعل ويستلّ سيفه أو خنجره إذا استدعى الحال لإنقاذ بطله الأسطوري الذي ترويه السيرة الشعبية، وتمتدّ المشاكل بينهم.
وقد ينتقل الشجار من الآباء إلى الأولاد مما يدفع المختار وكبار الحارة والوجهاء ومعهم الحكواتي، للتدخل لفضّ هذه المشاكل، وعندما يتمّ الصلح تجتمع الحارة في المقهى ليحتفلوا من جديد.