الرئيسية » الهدهد » مدنيون تحاصرهم حرب البرهان وحميدتي.. شراء الطعام أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر

مدنيون تحاصرهم حرب البرهان وحميدتي.. شراء الطعام أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر

وطن– سلّط تقرير نشره موقع المونيتور، الضوء على حالة الذعر التي تنتاب المدنيين في السودان، في ظلّ الاقتتال الدائر بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان (رئيس مجلس السيادة)، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يرأسها محمد دقلو الشهير بحميدتي (نائب البرهان).

فبعد ليلة بلا نوم مع احتدام القتال، يغامر سكان الخرطوم بحذر لشراء الإمدادات خوفًا من قتال طويل بين الجيش النظامي السوداني والقوات شبه العسكرية، وقالت سناء محمد (43 عاماً) أمام مخبز في ضاحية بشمال الخرطوم: “نعيش في رعب شديد”.

وأضافت سناء التي سارعت بالعودة إلى أسرتها فورَ شراء الخبز: “لقد أرعبت الانفجارات أطفالي”.

مثل كثيرين في السودان، استيقظ محمد يوم السبت، بعد اندلاع القتال الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية، حسب “المونيتور“.

أمضت العائلات يومها في مأوًى في مكانها خائفةً للغاية من التحرك، لكن يوم الأحد، مع عدم ظهور أيّ علامات على القتال، تسلّل بعضهم إلى الشوارع الخطرة بحثًا عن الطعام.

معظم المدينة بلا كهرباء في ظل درجات الحرارة المرتفعة، حيث يستعدّ الناس لواحد من آخر أيام الصيام لشهر رمضان المبارك.

واندلعت أعمال العنف بعد أسابيع من الخلافات المريرة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع المدججة بالسلاح.

وتركّزت خلافاتهما حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، وهو شرط أساسي لاتفاق نهائي يهدف إلى إنهاء أزمة منذ الانقلاب العسكري في عام 2021 الذي نسّقوه معًا.

إطلاق النار لم يتوقف 

بحلول صباح السبت، تصاعد النزاع إلى صراع شامل مع إطلاق نار كثيف وطائرات مقاتلة شنّت غارات جوية في الخرطوم، واستعر الصراع في عدة مدن أخرى.

في الخرطوم، جاب رجال يرتدون زيّاً عسكرياً في شاحنات صغيرة يحملون رشاشات محمولة في الشوارع، وهزّت الانفجارات النوافذ، وأعصاب العديد من السودانيين الذين يحاولون البقاء بأمان.

وتبادل الجانبان اللوم والاتهامات بشأن مَن بدأ القتال، وطالب كلٌّ منهما بالسيطرة على المواقع الرئيسية، بما في ذلك المطار والقصر الرئاسي، ولا يمكن التحقق من أي من ادعاءاتهم بشكل مستقل.

وقال سعد أحمد (55 عاماً) من شمال الخرطوم: “إطلاق النار لم يتوقف أبداً”، وأضاف أن القصف كان في بعض الأحيان على مسافة عشرة أمتار من منزله.

ونشر السودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لثقوب الرصاص في جدران منازلهم، محذّرين الآخرين من الابتعاد عن النوافذ والأبواب.

وتوقّفت الحياة في العاصمة الخرطوم، منذ اندلاع الاشتباكات مع إغلاق الشوارع المحيطة بالخرطوم وإغلاق الجسور الرئيسية، فيما حثّ الجيش وقوات الدعم السريع الناس على البقاء في منازلهم في أثناء محاربة خلافاتهم.

وعلى الرغم من المخاطر، أصرّ فاروق حسن على فتح مخبزه، وقال: “نحاول العمل وتلبية احتياجاتنا رغم انقطاع الكهرباء والمياه”.

ويخشى أنّ القتال الذي طال أمده قد يغرق السودان -الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية متصاعدة- في فوضى أعمق، وقال حسن: “إذا لم أجد طريقة لإعادة تخزين الدقيق، فسوف ينفد مخزوني خلال 48 ساعة”.

وقد دعا المجتمع الدولي والقادة المدنيون في السودان إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن الجنرالات لم يستجيبوا للدعوات حتى الآن.

وانتقد دقلو على قناة الجزيرة الفضائية، البرهان ووصفه بأنه “مجرم وكاذب”، بينما أعلن الجيش أن دقلو “مجرم مطلوب” وقوات الدعم السريع “ميليشيا متمردة”، وقال البرهان إنه لن تكون هناك مفاوضات أو محادثات حتى حل “الجماعة”.

وقال أحمد سيف الذي يعيش في شرق الخرطوم: “الأمر مقلق للغاية.. لا يبدو أنه سينتهي في أي وقت قريب”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.