الرئيسية » الهدهد » إيران.. عمليات التسميم الغامضة لطالبات المدارس تعود من جديد

إيران.. عمليات التسميم الغامضة لطالبات المدارس تعود من جديد

وطن– بعد ثلاثة أسابيع من الحالة الأخيرة، تمّ تسجيل حالة تسمم جديدة في مدرسة للبنات في إيران، الثلاثاء، بعد يوم من استئناف الدراسة وعقب أسبوعين من الإجازة، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.

الأمر الذي أثار قلق أولياء الأمور وأدى لتواجدهم في بعض المدارس، وحتى أمام بعض المستشفيات التي يتواجد فيها الطلاب.

حالات التسمم في مدارس إيران تعود من جديد

وذكرت وكالة “إرنا” الرسمية أنّ عشرين طالباً من مدرسة في مدينة تبريز (شمال غرب) نقلوا إلى المستشفى، بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي.

وقال “أصغر جعفري”، رئيس الطوارئ بالمدينة للوكالة، إن خبراء الطوارئ أرسلوا على الفور إلى المكان بعد إعلان نبأ عن حالة عدد من الطالبات في إحدى المدارس الثانوية للبنات في تبريز.

وأعلن جعفري: “العلامات الحيوية للطلاب طبيعية والحالة العامة لجميع الطلاب جيدة”.

وقال موقع “lesoleil” في تقرير له، إنه منذ نهاية شهر نوفمبر، أصيبت العديد من المدارس، ومعظمها مدارس للفتيات، بالتسمم المفاجئ بالغازات أو الموادّ السامة التي تسبّبت في حالات الإغماء مما أدى في بعض الأحيان إلى دخول المستشفى.

وبعد أشهر من الجدل نشرت وزارة الصحة الإيرانية أول تقرير لها حول “تسميم الطالبات”، وأحصت الوزارة في تقريرها “أكثر من 5000 طالب” متضررين في أكثر من 230 مؤسسة، في 25 من أصل 31 مقاطعة في البلاد.

وانتهت هذه السلسلة بعد إعلان السلطات في مطلع مارس/آذار، عن اعتقال مئات الأشخاص.

وقالت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان، إنّ اعتقالات وتحقيقات جرت في العديد من المدن بما في ذلك طهران.

وأثرت هجمات الغازات السامة على آلاف الطلاب، معظمهم من الفتيات، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عندما حدث التسمم الأول.

وكتبت الوزارة في بيان، أنّ “التحقيقات الأولية تظهر أن عددًا من هؤلاء الأشخاص، بدافع الأذى أو المغامرة وبهدف إغلاق الفصول الدراسية وتأثرهم بالجو النفسي الناشئ، اتخذوا إجراءات مثل استخدام موادّ غير ضارة وذات رائحة كريهة”.

اتهامات لجماعات دينية بالوقوف وراء حالات التسمم

ولطالما قال النشطاء إنهم يعتقدون أن الهجمات سببها جماعات دينية تعارض تعليم الفتيات. بينما يعتقد آخرون أن الهجمات تهدف أيضًا إلى خنق الفتيات الصغيرات بسبب مشاركتهن في الاحتجاجات التي استمرت لأشهر على وفاة الفتاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي توفيت في حجز الشرطة في سبتمبر/أيلول بعد القبض عليها بتهم تتعلق بالحجاب.

وقبل أيام قليلة، دعا المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى “أحكام قاسية” تصل إلى حدّ الإعدام، ضد أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم عن عمليات التسمم هذه، مستنكرًا الأمر، ووصفها بأنها “جرائم لا تغتفر”.

البداية من مدينة قم

بدأت القضية بعد شهرين من بَدء حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران بوفاة مهسا أميني، وهي شابة احتجزتها شرطة الآداب، في 16 سبتمبر/أيلول، واتهمتها بخرق قواعد اللباس الصارمة التي تفرض بشكل خاص على النساء ارتداء الحجاب.

ووقع هجوم التسمم الأول في 30 نوفمبر في مدينة قم، مما أدى إلى نقل 18 تلميذة إلى المستشفى. منذ ذلك الحين، وقعت هجمات في 290 مدرسة على الأقل في 28 مقاطعة، حسب وكالة أسوشيتد برس.

ويُزعم أن طالبة واحدة على الأقل، فاطمة رضائي (11 عامًا)، ماتت بسبب التسمم. وكانت الصحفية الإيرانية هيدي كيميايي قد غردت في وقت سابق بأن الفتاة توفيت بسبب هجوم بالغاز السام على مدرستها في مدينة قم، لكنها، مثل العديد من النشطاء، اتهمت السلطات الإيرانية بمحاولة إخفاء معلومات عن القضية.

تم إدخال العديد من الفتيات الصغيرات إلى المستشفى بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي والغثيان وأكثر من ذلك نتيجة لحالات التسمم. واستهدفت الهجمات 26 مدرسة على الأقل، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

وقال محمد حسن أصفاري، النائب الإيراني الذي يحقّق في الهجمات لوسائل إعلام إيرانية حينها، إن قرابة 5000 طالب أصيبوا بالمرض بسبب التسمم، على الرغم من أنّ وسائل الإعلام الإيرانية ذكرت أن العدد يقترب من 1000.

وفيما دفعت حالات التسمم العديد من الآباء إلى إبقاء أطفالهم في المنزل بعيدًا عن المدرسة حفاظًا على سلامتهم، احتجّ آخرون للفت انتباه المسؤولين.

ويرى العديد من السياسيين، أنّ عمليات التسمم تلك هي محاولة متعمدة لتقويض الدولة.

وقال مسؤولون إيرانيون مثل رئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي، إن المتورطين في الجريمة سيواجهون تهمة “الفساد في الأرض”، مما يعني أن المشتبه بهم قد يواجهون عقوبة الإعدام.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.