وطن– بعد أكثر من أسبوع على وقوع الزلزال الذي طال شمال سوريا وأودى بحياة الآلاف من الأشخاص فيما لا يزال المئات تحت الأنقاض، ظهر رأس النظام السوري بشار الأسد، في كلمة متلفزة، الخميس، شكر فيها الدول العربية الشقيقة والصديقة التي قدمت مساعدات لنظامه شكلت-حسب قوله- دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذ الكثير من المصابين.
ذكر عدة مدن نكبت بالزلزال وتجاهل إدلب
وتضرّرت خمس محافظات سورية بشكل رئيسي في شمال وشمال غرب البلاد، بينها مناطق في إدلب وشمال حلب خارجة عن سيطرة الحكومة السورية ولكن الأسد الذي زار حلب المنكوبة ووزع الضحكات بدل المواساة لم يذكر اسم إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية وكأنها غير موجودة بينما ذكر حلب واللاذقية وحماة الواقعة تحت سيطرة نظامه.
وكعادته في التنظير البعيد عن الواقع، تحدث الأسد عما قال إنها زلال تتعرض لها المجتمعاتُ سواء كانت جيولوجيةً أو سياسية أو عسكرية، ثقافيةً، اجتماعية، أو غيرها من الهزات العنيفة، فلا بد لها أن تفقِد شيئاً من استقرارِها، لاهتزاز ضوابطها المؤسسية والاجتماعية، من قوانينَ وأنظمة، ومن مفاهيمَ وأعرافٍ وأخلاقيات.
وهذا يؤدي بدوره –حسب قوله- لظهور السلبيات الموجودة أساساً، لكنها كامنة أو محدودة بفعل تلك الضوابط.
أزمات اقتصادية قادمة فوق ما تحمله السوريون
وكتمهيد لأزمات اقتصادية قادمة فوق ما تحمله السوريون طوال السنوات الماضي، ذكر الأسد بأن للزلازل تداعيات عاجلةً وآجلة.. وعلى السوريين أن يتحملوا تحديات خدمية واقتصادية واجتماعية قادمة.
وأضاف مبرئاً نفسه من الدمار الذي طال العباد والبلاد :”من الضروري ألا ننظر إلى تلك التداعيات كحالة منعزلة مرتبطة بالزلزال حصراً، بل كحالة تراكمية للحرب و”التخريب الإرهابي”، وللحصار بتأثيراته، وللزلزال مؤخراً.. يُضاف إليها عواملُ خلل تراكمت عبر عقود سابقة للحرب في القطاعات المختلفة”.
استغلال سياسي للزلزال
وكان مراقبون قد رأوا أن الزلزال الذي ضرب تركيا ومعها سوريا قد يستغله الأسد لصالحه، ويعتبره “فرصة” لتسريع عملية تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي العربي، لاسيما وأنه تلقى سيل من الاتصالات والمساعدات من قادة دول عربية تضامنا مع بلاده.
ونقلت قناة فرانس 24 عن الباحث في معهد “نيولاينز” نيك هيراس، أن الأسد يسعى لاستغلال الوضع الإنساني ببلاده في محاولة للتطبيع مع محيطه الإقليمي العربي.
وتسير العملية في الوقت الحالي “ببطء لكنها تتقدم”، إلا أن باحثين آخرين يقللون من أهمية تداعيات التضامن الحاصل مع سوريا على المستوى السياسي، خاصة وأن الأزمة الإنسانية، وفق هيراس، “لن تبرأ نظامه أمام الدول الغربية”، التي تفرض عليه عقوبات اقتصادية صارمة منذ اندلاع النزاع.
ومنع نظام بشار الأسد وحليفته روسيا المساعدات الدولية من دخول التي تجاهلها الأسد في خطابه و تسيطر عليها المعارضة.
وتقع العديد من المعابر الحدودية مع تركيا على بعد نصف ساعة بالسيارة من منطقة المنكوبة في سوريا.
وحتى الآن ، وعلى الرغم من ذلك سمح الأسد فقط بتوزيع المساعدات من قبل الأمم المتحدة من خلال واحد منهم ، ولم يشمل أي من المساعدات الإغاثة من الزلزال أو معدات الإنقاذ.
في غضون ذلك ، لقي المحاصرون تحت الأنقاض حتفهم ببطء في أماكن مثل جينديرس، غرد مارتن غريفيث، رئيس قسم الإغاثة في الأمم المتحدة ، يوم الأحد قائلاً: “لقد خذلنا حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا. إنهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم. أبحث عن المساعدة الدولية التي لم تصل .”
وانتقدت منظمات محلية وناشطون معارضون في تلك المناطق منظمات المجتمع الدولي لتأخرها في إرسال مساعدات استجابة للزلزال، خصوصاً ان مناطقهم تعاني أساساً من ظروف معيشية صعبة للغاية.
ونفت واشنطن والاتحاد الأوروبي أن تؤثر العقوبات المفروضة على النظام نتيجة “القمع الوحشي” للاحتجاجات المناهضة لرئيس النظام بشار الأسد، على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية في عموم الأراضي السورية.
ورغم عدم تضارب العقوبات الدولية والمساعدات الإنسانية، إلا أن وزارة الخزانة الأميركية أصدرت “الترخيص السوري العام “3”GL 2 الذي يسمح بجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال لمدة 180 يوماً، والتي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات المفروضة على النظام السوري.