وطن– قبل أيام، نفذت البحرية السُّلطانية العُمانية، عملية إغراق لإحدى سفنها بعد خروجها من الخدمة، بالمياه المطلة على محافظة مسندم، في حدث أعاد للأذهان سفينة أخرى تم إغراقها بأوامر من السلطان الراحل قابوس بن سعيد قبل 20 عاما.
جاء ذلك لاستخدامها لأغراض سياحية والاستفادة من حطامها في تكوين الشعاب المرجانية والأحياء البحرية وبما يتناسب مع البيئة البحرية العُمانية، بعدما ظلت السفينة في الخدمة لقرابة قرابة 35 عامًا أنجزت خلالها العديد من المهام والواجبات الوطنية.
إغراق سفينة عسكرية في بحار #مسندم بعد خروجها من الخدمة وللإستفادة منها سياحياً في تكوين الشعاب المرجانية والأحياء البحرية pic.twitter.com/LxVTFMcAZF
— العماني السعدي (@oman1983) February 8, 2023
عملية الإغراق شهدها السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، وبحضور اللواء الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد البحرية السُّلطانية العُمانية.
اغراق سفينة لأغراض بيئية وسياحية #سلطنة_عمان pic.twitter.com/GgGQicfzI5
— إبن صعصعة العامري (@mohammedamri5) February 8, 2023
أسباب عملية الإغراق
وتساهم عملية الإغراق في استغلال حطام السفينة من أجل توفير بيئة مثالية لتشكل الشعاب المرجانية وتكاثر الأحياء البحرية، مما يعد عامل جذب سياحياً، إلى جانب الأهمية العلمية لإجراء البحوث والدراسات البحرية من قبل علماء الأحياء البحرية.
وسفينة البحرية السُّلطانية العُمانية التي تم إغراقها تعتبر من السفن السريعة، حيث خدمت قرابة 35 عامًا أنجزت خلالها العديد من المهام والواجبات الوطنية.
إغراق سفينة تابعة لـ #البحرية_السلطانية_العمانية لتكون موقعاً سياحياً تحت الماء لهواة الغوص pic.twitter.com/ECsrySO6XR
— إنتظار عبدالله (@Intidhar_) February 8, 2023
وبعد خروجها من الخدمة، تقرر أن يتم إغراقها لتحقيق أهداف سياحية وبيئية تمثلت في تنشيط السياحة في محافظة مسندم.
وتضمنت عملية الإغراق قطر السفينة من قاعدة مسندم البحرية إلى موقع الإغراق، حيث تمت العملية بنجاح وفق الخطة المعدة لذلك، بالتنسيق مع عدد من الجهات المدنية ذات العلاقة.
إغراق سفينة المناصر
عملية إغراق السفينة أعادت الأذهان إلى عملية إغراق سابقة تمت قبل نحو 20 عامًا لإحدى سفن البحرية السلطانية العمانية كذلك وهي سفينة المناصر، وكانت بأوامر من السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور، وقد صُنعت في بريطانيا وأُغرقت في بندر الخيران بعد أن خدمت لـ 24 عامًا.
اجمل مغاصات بسفينة المناصر وهي سفينة حربية تقع بين بندر الخيران وسيفة الشيخ بمسقط وقد انزلت بعد انتهاء خدمتها بمرسوم سلطاني من صاحب الجلالة وتشكل الان ملجى لكثير من الاحياء الفطرية وموقع جميل لهواة الغوص بالمعدات والغوص الحر تستقر مقدمة السفينة بعمق بين ٢٣-٢٥ والمأخرة بين ٢٥-٢٨م pic.twitter.com/pOvgKl88Xi
— adventurer.oman / أحمد البوسعيدي (@OmanAdventurer) April 5, 2019
وهذه السفينة انضمت إلى البحرية السلطانية العُمانية في يناير 1979، وقد بُنيت في بريطانيا ويبلغ وزنها 2000 طن، وكان يعمل على متنها 45 ضابطًا وجنديًا، وتتسلح بمدفع عيار 76 مم وأسلحة مضادة للطائرات ويتسع سطحها لهبوط طائرة هليكوبتر، كما يمكنها أن تحمل ثماني دبابات قتال كبيرة.
وكانت شبكة الجزيرة قد بثت فيلما وثائقيا، بعنوان “سواحل عمان”، تضمن جزءًا عن السفينة
“المناصر” تحدث فيه الغواص العماني عبدالله وهو مدرّب غوص، حيث قال إن السلطان قابوس أمر بإغراق السفينة في عام 2003 ببندر الخيران، وقد شاركت في حرب الخليج وهي لا زالت تعمل حينها ولكن فكرة السلطان كانت ترتكز على تنمية سياحة الغوص.
سفينة المناصر التي أمر السلطان قابوس بإغراقها من منظوره السياحي ..ولتبقى المناصر شاهدة على مشاركة عمان في حرب الخليج pic.twitter.com/LWJq1r8FrG
— قيسٌ | 🎵 (@qais911q) April 16, 2016
أنزل السفينة مُهنْدسيون بريطانيون بنفس وضعيتها على سطح البحر، وكانت الخطة بعد غرق السفينة واستقرارها البدء بالغوص ومعرفة موقعها وكيفية ثباتها، وبعد 20 دقيقة من الإغراق بدأت الفقاعات تطفو وعند النزول لموقع السفينة تحت المياه شوهدت بعض المرافق التي لم تدخلها المياه.
وأضاف المدرب: “لمدة أسبوعين.. كنا نذهب للغوص ونرى السفينة ونجد بعض الخانات لم تصل إليها المياه حيث نغوص لمسافة 20 مترًا تحت المياه ونتحدث تحت المياه في الخانات والمرافق التي لم تصلها المياه، وبعد مرور الزمان أصبحت المياه تغطي كل مرافق السفينة”.
https://twitter.com/bandar_khiran/status/1279361284299948033?s=20&t=jAgRbyX12jsd7JwywXtCzg
ومؤخرا، خاض أحد الغواصين المتمرسين وهو كريس كومبس تجربة استكشاف موقع حطام سفينة “المناصر”، وقد وصف موقع حطام السفينة الحربية الغارقة قائلًا إنه يحوي مستويات متعددة يمكن الوصول إليها دون الدخول إلى الحطام.
وأضاف أن المعالم البارزة تشمل منصة البندقية وطائرة الهليكوبتر.
وأشار كومبس إلى غنى الحياة البحرية في الموقع، حيث يمكن مشاهدة الأحياء المائية النادرة بما في ذلك ثعبان البحر، والسلاحف، والرقيب، والأسماك الكبرى، والنهاش، وسمك الراي.
وأوضح أن حطام سفينة “المناصر” يوفر تجربة بصرية فريدة من حيث موقع الحطام ذاته والحياة البحرية التي تتخذه موئلًا، وفقًا لما ذكره.
ومن بين التحديات التي واجهها كومبس في توثيق حطام سفينة في قاع بحر عُمان، هو إيجاد كائنات بحرية دون تعكير صفو البيئة، لاسيما الشعاب المرجانية محاولًا تجنب لمس ما حوله، بحسب وسائل إعلام عمانية.
وأشار إلى أن الرؤية في موقع حطام السفينة محدودة مقارنة بالحطام في أجزاء أخرى من العالم، وبالتالي فإن النطاق محدود للحصول على لقطات شاملة للحطام.