الرئيسية » الهدهد » بوادر أزمة طاحنة.. هل بدأ العقاب الجزائري لقيس سعيد بعد تورطه في هروب أميرة بوراوي؟

بوادر أزمة طاحنة.. هل بدأ العقاب الجزائري لقيس سعيد بعد تورطه في هروب أميرة بوراوي؟

وطن – يبدو أن قضية هروب الصحفية الجزائرية أميرة بوراوي عبر تونس إلى فرنسا قد ألقت بظلالها سريعا على العلاقات الثنائية بين تونس وجارتها الكبرى، الجزائر، حيث أكدت وسائل إعلام محلية اليوم الجمعة، وجود محاولات للتضييق على التونسيين القادمين من الجزائر عبر المعابر الحدودية، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة من الجانب الجزائري.

الجزائر تُصعد موقفها من تونس

وانتشرت منذ أمس الخميس، مقاطع فيديو وشهادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعشرات التونسيين، تعرضوا لمضايقات كثيرة على مستوى المعابر الحدودية، عند عودتهم من الجزائر.

حيث أفاد الصحفي بوكالة تونس افريقيا للأنباء مولدي الزوابي في مداخلة لبرنامج “رونديفو9” على قناة التاسعة التونسية، اليوم الجمعة، أن مايقرب عن 200 سيارة لا تزال منذ يوم الخميس في المعبر بعد أن طلبت منهم السلطات الجزائرية إفراغ بضائعهم ومقتنياتهم سواء من أكل أو لباس.

وأوضح الزوابي بأن السبب الواضح حاليا هو العمل وفق مرسوم جزائري يمنع اقتناء هذه المواد علما وأنها لم تقتصر على السلع المدعّمة.

وأفاد أن المعابر شهدت اكتظاظ كبيرا وأن مئات التونسيين أجبروا على تقضية ليلتهم أمس الخميس بسياراتهم بالمعبر رغم شدّة برودة الطقس.

وأشار إلى تواجد مكثّف للوحدات الأمنية والجمارك الجزائرية التي قامت بحجز المواد التي اقتناها التونسيون من الجزائر.

وفي سياق متصل أيضاً، شدد أحد التونسيين العالقين في المعبر في حديثه لإذاعة “موزاييك” المحلية، الخميس أنهم لم يتمكنوا لحد الآن من الدخول رغم البرد القارس وأنهم عانوا من صعوبات ومضايقات حتى داخل المدن الجزائرية من قبل الشرطة فيما لم تعلق السلطات الجزائرية على هذه التطورات إلى الآن.

وأوضح أحد المتدخلين أنهم حاولوا في البداية الدخول من معبر “أم الطبول” لكن أجهزة الأمن الجزائرية هنالك رفضت ذلك.

كما أكدت مصادر متطابقة لموزاييك أن السلطات الأمنية والديوانية الجزائرية قد منعت اليوم الجمعة العائدين إلى تونس عبر معبر حيدرة ومعبر بوشبكة الحدودي التونسي الجزائري من اصطحاب أبسط الأدوات والمواد التي اقتنوها من الجزائر معهم.

قضية أميرة بوراوي تنذر بأزمة تونسية جزائرية

رغم أنها ليست المرة التي تلجأ فيها الجزائر دون سابق إنذار إلى الإغلاق والتضييق على المعابر الحدودية التي تربطها بتونس، لعلمها أن لهذه المعابر دورا كبيرا في تنشيط عجلة الاقتصاد لدى جارتها الشرقية، إلا أن لهذه المرة طابعا وظرفية خاصتين.

حيث تأتي هذه الخطوة الجزائرية التصعيدية بعد أيام قليلة من فضيحة “تهريب الصحفية الجزائرية أميرة بوراوي” من تونس بتدخل مباشر من المخابرات الفرنسية.

تم تهريب الصحفية الجزائرية أميرة بوراوي من تونس بتدخل مباشر من المخابرات الفرنسية

عملية، أثارت في قصر المرادية بالجزائر ردود فعل غاضبة حتى أن الرئاسية الجزائرية أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع إستدعاء سفيرها بفرنسا للتعبير عن إدانتها الشديدة لـ “الترحيل السري” للناشطة الجزائرية أميرة بوراوي من تونس إلى فرنسا.

قيس سعيد يرسم نهجا جديدا في العلاقات التونسية الجزائرية

منذ إنقلاب الرئيس التونسي قيس سعيد على السلطات المنتخبة ديمقراطيا في البلاد بتاريخ 25 يوليو تموز 2021، دخلت العلاقات بين تونس والجزائر في فصل جديد، أصبحت خلال تونس “أقل فعالية” في القضايا الاقليمية لصالح الجزائر التي أبدت نشاطا دبلوماسيا غير مسبوق منذ تولي الرئيس الحالي عبد المجيد تبون مقاليد السلطة في 26 أكتوبر 2019.

وقد أثر تراجع الموقف التونسي في عدد من القضايا، ناهيك عن التسريبات التي أكدت تدخل رجالات من المخابرات المصرية في إدارة عدد من الملفات في قصر قرطاج، إلى تقدم الموقف الجزائري على حسابها.

وأصبح الجانب التونسي مؤخرا، أكثر ميلا لدعم السياسات الجزائرية على حساب دول إقليمية أخرى مثل المغرب، وهو ماتجلى بشكل خاص عند استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي في القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولية حول التنمية في أفريقيا تيكاد في آب/أغسطس الماضي لكن لا يستبعد ان قضية بوراوي ستثير كثيرا من التداعيات الدبلوماسية.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “بوادر أزمة طاحنة.. هل بدأ العقاب الجزائري لقيس سعيد بعد تورطه في هروب أميرة بوراوي؟”

  1. لو كان عند طبون كرامة لألغى فورا زيارته القادمة لباريس وإلغاء إتفاقات الغاز ولزعزع حكم الديكتاتورنطفة الفرنجة قوسقزح بنسعيد أميرة بوراوي

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.