الرئيسية » تقارير » منطاد التجسس الصيني..ماذا تعرف عنه؟ وهل يشعل حربََا بين بكين وواشنطن؟

منطاد التجسس الصيني..ماذا تعرف عنه؟ وهل يشعل حربََا بين بكين وواشنطن؟

وطناتهمت مؤخراََ الولايات المتحدة الصين بإطلاق “منطاد تجسس” في مجالها الجوي.

وفي بيان، أشارت بكين، إلى أن “المنطاد من الصين.. وهو منطاد مدني يستخدم لأغراض البحث، وبالدرجة الأولى لأبحاث الأرصاد الجوية”.

هزّت الحادثة الرأي العام، وأثارت خلافًا سياسيًا في واشنطن، بعد أن شُوهد المنطاد يحلّق فوق مناطق حساسة في مونتانا بالولايات المتحدة. ويقول البنتاغون ومسؤولون أميركيون آخرون إن حجمه يضاهي حجم ثلاث حافلات مدرسية.

منطاد صيني ثانٍ

في غضون ساعات من انتشار خبر المنطاد الأول، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ بالوناً صينياً ثاناً يطفو فوق أمريكا اللاتينية، وأن المسؤولين يراقبونه.

وأظهر تقرير نشرته شبكة CNN، أن وزارة الدفاع الأميركية لم تحدّد موقع هذا المنطاد بدقة، لكن لا يبدو أنه يتجه نحو الولايات المتحدة.

رصد البنتاغون المنطاد الصيني يطير في سماء مدينة بلينغز بولاية مونتانا

ومع ذلك، رفضت بكين اتهامات واشنطن واعتبرتها محاولة “لمهاجمة الصين وتشويهها”.

وأكدت الوزارة الخارجية الصينية، أن “البالون الضخم” هو مجرد منطاد مدني يستخدم بشكل أساسي في أبحاث الأرصاد الجوية، كان قد انحرف عن مساره بسبب الرياح، ولديه فقط قدرات محدودة على “التوجيه الذاتي”.

جسم غريب يتحول إلى منطاد تجسس

رصد البنتاغون المنطاد الصيني يطير في السماء فوق بيلينغز، مونتانا.

ومن نافذة مكتبه في بيلينغز، أشار تشيس دوك لوكالة أسوشيتد برس للأنباء، إلى أنه لاحظ “دائرة بيضاء كبيرة في السماء”، قائلاً: “اعتقدت في الأول أنه ربما يكون جسماً طائراً غير معروف يطير بشكل شرعي. لذلك أردت التأكد من توثيق ذلك، والتقطت أكبر عدد ممكن من الصور”.

لكن بيان البنتاغون رفض نظريات المؤامرة وحوّل تركيزه إلى الصين بدلاً من ذلك. وقال مسؤول دفاعي كبير لمراسلي البنتاغون، إن الولايات المتحدة لديها “ثقة عالية جداً” في أنه منطاد صيني عالي الارتفاع، وأنه كان يحلق فوق مواقع حساسة لجمع معلومات.

وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، والذي اشترط عدم الإفصاح عن هويته، إن الرئيس جو بايدن تم إطلاعه على الأمر وطلب من الجيش تقديم خيارات. وأوصى كلٌّ من: وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، بعدم اتخاذ “إجراء حركي” بسبب المخاطر على سلامة الناس على الأرض.

تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين

تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن في الآونة الأخيرة، في ظل خلافات حول تايوان وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان ونشاطها العسكري في بحر الصين الجنوبي.

كانت تايوان على وجه التحديد في قلب العداء بين الولايات المتحدة والصين، منذ أن زارت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي الدولة التي تدعي الصين أنها جزء من أراضيها.

صاعدت الزيارة التي قامت بها، نانسي بيلوسي، إلى تايوان التوتر بين الولايات المتحدة والصين

أفادت وكالة أسوشييتد برس أن تايوان أطلقت مؤخراً طائرات مقاتلة، ووضعت أسطولها البحري في حالة تأهب ونشطت أنظمة الصواريخ رداً على العمليات القريبة التي قامت بها 34 طائرة عسكرية صينية وتسع سفن حربية. تعد هذه العمليات جزءًا من محاولة الصين المستمرة لزيادة التوترات وزعزعة الاستقرار في تايوان.

أول منطاد تجسس في التاريخ

بعد نحو عقد ونصف من انطلاق أول منطاد هوائي على الإطلاق، كانت المناطيد تُستخدم بالفعل لأغراض عسكرية.

خلال الحروب الثورية الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، تم استخدامها في ساحة المعركة، مع وجود أدلة موثقة على استخدامها في معركة فلوروس عام 1794 ضد القوات النمساوية والهولندية، في أثناء الحروب الثورية الفرنسية.

ومنذ ذلك الحين، تم استخدام البالونات في جميع أنواع النزاعات، من الحرب الأهلية الأمريكية إلى الحرب العالمية الأولى.

لأكثر من قرن، قبل أن تتطور تكنولوجيا الطائرات خلال الحرب العظمى، كانت المناطيد هي التي تُستعمل في عمليات المراقبة، وكانت توفر منظوراً حول مواقع العدو وتحركاته التي يستحيل الحصول عليها من الأرض.

خلال الحرب العالمية الثانية، مع تطور التقنيات وإمكانية دفع المناطيد إلى ارتفاعات أعلى، تطور استخدامها أيضًا.

على سبيل المثال، حاول الجيش الياباني إطلاق قنابل حارقة على الأراضي الأمريكية باستخدام بالونات مصممة لتطفو في التيارات الهوائية للتيار النفاث. لم تتضرر أهداف عسكرية، لكن العديد من المدنيين قتلوا عندما تحطم أحد البالونات في غابة بولاية أوريغون.

خلال الحروب الثورية الفرنسية، تم استخدامها لإلقاء نظرة عامة على ساحة المعركة

بعد الحرب، بدأ الجيش الأمريكي في استكشاف استخدام المناطيد لعمليات التجسس على ارتفاعات عالية، فشرع في سلسلة من المهام واسعة النطاق تسمى “Project Genetrix”، ونَقل المشروع مناطيد فوتوجرافية فوق أراضي الكتلة السوفياتية خلال خمسينيات القرن الماضي، قبل وقت من الانتشار المطلق لأقمار المراقبة الصناعية التي نراها اليوم.

ما مدى أهميتها اليوم؟

في حين أن الأقمار الصناعية وتقنيات الطائرات والطائرات بدون طيار المحسّنة قللت من بروز المناطيد على ارتفاعات عالية في الجيش، فإنها لا تزال في الواقع تحتل مكانة مهمة.

على عكس الأقمار الصناعية التي يمكن أن تكلف ملايين الدولارات لإنشائها وتتطلب تقنية متطورة لإطلاقها، فإن المناطيد عالية الارتفاع رخيصة وسهلة الإطلاق والتحكم.

في حين لا يمكن توجيه البالونات بشكل مباشر، يمكن توجيهها تقريبًا إلى منطقة مستهدفة عن طريق تغيير الارتفاعات لالتقاط تيارات رياح مختلفة، وفقًا لدراسة أجريت عام 2005 لمعهد أبحاث القوة الجوية التابع لسلاح الجو، وفقًا لرويترز.

على الرغم من ظهور الطائرات من دون طيار، فإن المناطيد لا تزال في الواقع تحتل مكانة مهمة

علاوة على ذلك، على عكس الأقمار الصناعية التي تقع على ارتفاعات أعلى بكثير وتتحرك بسرعات لا تصدق، تتمتع مناطيد التجسس بميزة القدرة على التحليق على ارتفاعات منخفضة، مما يوفر صورًا ذات جودة أفضل بالإضافة إلى مزيد من الوقت لجمع المعلومات الاستخبارية في منطقة معينة.

والحادث الأخير، الذي لم يصل فيه المنطاد الصيني إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة فحسب، ولكنه تمكن من التحليق بدون توقف، يسلط الضوء فقط على أهميته المستمرة، وفقاً لما أوردته صحيفة indianexpress.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.