الرئيسية » الهدهد » الإمارات تفرج عن شريف عثمان لكنه لا يزال في خطر.. لماذا؟

الإمارات تفرج عن شريف عثمان لكنه لا يزال في خطر.. لماذا؟

وطن – بعد اعتقال دام 46 يومًا في سجن دبي المركزي بدولة الإمارات ووسط حملات حقوقية كبيرة من أجل إطلاق سراحه، أفرجت السلطات الإماراتية، الخميس، عن الضابط المصري السابق صاحب الجنسية الأمريكية “شريف عثمان” بعد أن كانت قد ألقت القبض عليه في دبي، بنية تسليمه لاحقا إلى السلطات العسكرية المصرية التي دأب شريف على انتقادها.

الإفراج عن شريف عثمان

ووفق مصادر متطابقة، فقد أفرجت السلطات الإماراتية، الخميس، عن الضابط المصري “شريف عثمان“، بعد أكثر من شهر ونصف على احتجازه بطريقة تعسفية.

وعُرف المصري شريف عثمان، الضابط المصري السابق، بانتقاداته اللاذعة لنظام الانقلاب العسكري في مصر بقيادة الدكتاتور عبد الفتاح السيسي.

ومؤخرا، تحديداً في إطار حملة 11/11، ساهم شريف من مقر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية في تأجيج حراك شعبي سلمي كان يهدف أساسا لتغيير النظام الحالي في مصر والإطاحة بالسيسي.

من هو الضابط المصري السابق شريف عثمان؟

وشريف عثمان هو ضابط سابق في الجيش المصري، كان ينتقد بشكل صريح الحكومة المصرية، بما في ذلك على قناته على اليوتيوب.

ويحمل “عثمان” الجنسية المزدوجة للولايات المتحدة ومصر، و هو حالياً يقيم في ولاية ماساتشوستس.

سافر بتاريخ 4 نوفمبر تشرين الثاني الماضي، إلى دبي في زيارة عائلية.

لكن وبعد يومين، أي في 6 نوفمبر، بينما كان عثمان خارج مطعم حين اقترب منه رجلان يرتديان ملابس مدنية ويقودان سيارة سوداء وطلبوا منه اللحاق بهما.

تم اعتقاله في مقر الشرطة في دبي قبل نقله في 8 نوفمبر، إلى سجن دبي المركزي.

في 8 نوفمبر، أبلغه النائب العام في دولة الإمارات بأنه مطلوب من قبل مصر، بينما كان يشير بشكل غامض إلى مقاطع فيديو لعثمان والتي يعود تاريخها إلى عام 2019.

ومع ذلك، بما أن عثمان سافر سابقاً إلى دبي في عام 2020 ولم يتعرض للاعتقال مطلقاً، تعتقد عائلته أن اعتقاله كان رداً على دعوته للاحتجاجات السلمية في 11 نوفمبر 2022، خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مصر لحضور مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27).

منذ اعتقاله، حُرم عثمان من حقه في الطعن في شرعية اعتقاله، وواجه العديد من العوائق التي منعته من ممارسة حقه في التواصل مع محامٍ، وهو الذي لم يقم بعد بزيارته في السجن.

وقد منحت النيابة العامة في الإمارات السلطات المصرية 30 يوماً لتقديم طلب تسليم شامل. وفي 30 نوفمبر، تم تمديد اعتقال عثمان لمدة 30 يوماً أخرى.

وعلى الرغم من أنه أُبلغ في البداية أن اعتقاله كان بناءً على نشرة حمراء صادرة عن الإنتربول بناءً على طلب مصر، فقد تم توضيح ذلك لاحقاً حيث تبين أن المذكرة تم تعميمها من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب، وهي مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية.

هل يغادر عثمان شريف الإمارات “سالما”؟

إلى الآن، لم يعد الضابط المصري شريف عثمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يزيد من حدة التساؤلات حول مصيره داخل الإمارات في الساعات القادمة.

حيث أن صحيفة الغارديان البريطانية، بينما أكدت على قرار الإمارات ترحيل الناشط المصري، إلا أنها في المقابل لم تشر إلى الجهة التي سيقع ترحيله لها.

وفي تقرير لها أمس، الأربعاء، تقول الصحيفة “رفض المسؤولون الإماراتيون توضيح ما إذا كان سيتم تسليم عثمان إلى مصر أو الولايات المتحدة ، لكن الجماعات الحقوقية تخشى أنه إذا تم إرساله إلى مصر ، فقد يتعرض لخطر التعذيب وسوء المعاملة”.

كما تسلط الصحيفة الضوء على “الورقة الرابحة” التي لدى شريف عثمان وهي جنسيته الأمريكية أو بعبارة أصح “جنسيته المزدوجة”.

لكنها على عكس توقعات المراقبين من حقوق الإنسان الذين طالبوا مؤخرا بالإفراج عن عثمان شريف، لا ترى الغارديان أن الجنسية الأمريكية يمكن أن تكون “سببا” في عدم تعرض المواطن المصري للأذى.

تقول “الغارديان” صراحة: “لم توفر العلاقات السياسية الإماراتية مع الولايات المتحدة سوى القليل من الحماية للمواطنين الأمريكيين، لا سيما أولئك الذين يحملون جنسية مزدوجة مثل عثمان”.

وتضرب مثالا يثير كثيراً من المخاوف حول مصير شريف عثمان في الساعات القادمة وتقول: “في عام 2016، احتُجز أب وابنه يحملان الجنسية الأمريكية الليبية المزدوجة لأكثر من عام بعد مداهمة منزلهما ، وتعرضا لتعذيب شديد في السجن ، بما في ذلك الإعدام الوهمي”.

ورغم الإفراج عنه بعد 46 يومًا من الاعتقال التعسفي في سجن دبي المركزي، لا يبدو أن الإمارات العربية المتحدة، عازمة فعلا على السماح للضابط المصري السابق شريف عثمان بـ مغادرة أراضيها، يقول مراقبون.

ويأمل مدافعو حقوق الإنسان أن لا يتحول ملف المواطن المصري الأمريكي شريف عثمان في الساعات القادمة إلى مجال للمساومات الرخيصة بين هرم في أبو ظبي من جهة – محمد بن زايد- وحليفه الاستراتيجي في القاهرة -عبد الفتاح السيسي- من جهة أخرى.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.