الرئيسية » تقارير » بشار الجعفري.. من بوق لنظام الأسد بالأمم المتحدة إلى سفيره في روسيا

بشار الجعفري.. من بوق لنظام الأسد بالأمم المتحدة إلى سفيره في روسيا

وطن- بعد سنوات من منصبه كممثل للنظام السوري في الأمم المتحدة، تم تعيين بشار الجعفري، سفيراً للنظام في روسيا بدلاً من السفير “رياض حداد”، والذي شارفت مهمته على الانتهاء بحكم السن.

ولا يتضمن قانون البعثات الدبلوماسية فترةً محددة لبقاء السفير سفيراً في دولة ما، وإنما هناك فترات محددة للدبلوماسيين وهي 4 سنوات، وللإداريين 3 سنوات يتم بعدها نقلهم، أمّا بالنسبة للسفير فمهامه تُنهَى في حالة وصوله إلى سن السبعين عاماً.

هل للتقارب التركيّ-السوريّ علاقة بالتعين

ويأتي تعيين الجعفري في الوقت الذي تعمل فيه روسيا على ضبط محاولات التقارب التركيّة-السوريّة، وخاصة بعد الكشف عن عقد جولة أمنيّة من المباحثات السريّة بين رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء “علي مملوك”، ومدير الاستخبارات التركية “هاكان فيدان”، خلال شهر يوليو/تموز الماضي، في موسكو.

على طريقة “اللي فات مات”.. السعودية تحذو حذو الإمارات في إعادة العلاقات مع نظام الأسد وهذا ما حدث بالأمم المتحدة

كرسي مندوب

بدأ الجعفري حياته المهنية عام 1980 كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية. وعمل دبلوماسياً في فرنسا حتى عام 1983 لسكرتير السفارة، ومستشار البعثة الدائمة للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة، عام 1991.

وعاد لاحقاً إلى فرنسا، وعُيّن مستشاراً في السفارة السورية في باريس عام 1997.

كما تم تعيين بشار الجعفري سفيراً لسوريا في إندونيسيا عام 1998، ومديراً لإدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية السورية عام 2002.

تلفيق الأكاذيب

وعرف عن الجعفري دهاؤه الكبير بعد أن تمرس طويلاً في السلك الدبلوماسي، منذ التحاقه في العام 1980 بوزارة الخارجية السورية.

وشغل أول منصب له خارج البلاد في باريس كملحق دبلوماسي، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى كرسي مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة.

ولطالما دأب بشار على تلفيق الأكاذيب والافتراءات في اجتماعات الأمم المتحدة، لتبرير جرائم الأسد بحق السوريين، وتضليل العالم إلى درجة أن مواقع صحفية أطلقت عليه لقب “مندوب المماحكات والأكاذيب”.

واعتاد الجعفري أيضاً على المكابرة والتبجح وبيع شعارات الوطنية ومكافحة الإرهاب، ولم يكتفِ بذلك؛ بل اعتاد التصدي لمندوبي الدول الداعمة للمعارضة السورية بصورة أغضبت الإدارة الأمريكية، التي أصدرت قراراً بمنعه من السفر خارج نيويورك.

وكان من أبرز مساعدي وليد المعلم أثناء مفاوضات النسخة الثانية من مؤتمر جنيف، وتولي قيادة وفد المفاوضات السوري الرسمي مع وفد المعارضة السورية، برعاية السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي في الأزمة السورية.

مقتل طبيب في الغوطة

وفي 22 فبراير الجاري، ادّعى الجعفري أنّ قوات المعارضة الموجودة في الغوطة الشرقية استهدفت مركز الهلال الأحمر في دمشق بالقذائف، الأمر الذي أدّى إلى مقتل طبيب مشهور يدعى حسن حاج حسن.

ولكن سرعان ما أعلن الهلال الأحمر أنّ مراكزه في دوما وحرستا التابعتين للغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام، هي التي تعرضت للقصف، وليس المركز الموجود في مناطق سيطرة النظام.

كما أدّعى الجعفري مرة أخرى ضلوع أجهزة الاستخبارات الفرنسية في الهجوم الكيماوي الذي نفّذه نظامه، عام 2013، ضدّ أهالي الغوطة الشرقية.

وأواخر 2016، عرض الجعفري في جلسة للأمم المتحدة، صورة لقتيل ادّعى أنه سقط في هجوم للمعارضة، وتبيّن على الفور أنّ الصورة التُقطت في غارة جوية نفّذتها مقاتلات تابعة للنظام على مناطق المعارضة في حلب.

كذّب حتى رئيسه

وفي حزيران/يونيو 2012، ظهر بشار الجعفري ليكذّب رئيسه بشار الأسد نفسه، وينفي صحة الصور التي نشرتها وسائل الإعلام عن مجرزة القبير بريف حماه، قائلاً: “إن ما نشر من صور ليست صوراً لضحايا ما قيل إنها مجزرة في القبير”.

فيما ظهر بشار الأسد في خطاب مدرج الجامعة، ليؤكد المجزرة ويقول، إنه لم يبق أحد من أهالي ضحايا القبير كي نعزيهم.

ومن أشهر عمليات تزوير الجعفري داخل قاعة مجلس الأمن، حينما عرض صورة فوتوغرافية ملفقة في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2016.

وتظهر الصورة جندياً زعم الجعفري أنه يتبع لقوات الأسد، وهو يساعد سيدة على النزول من عربة بعد فرارها من مدينة حلب الخاضعة آنذاك للمعارضة، ليتضح لاحقاً أن الصورة ملتقطة في العراق وليس بسوريا.

إحراج مندوب فرنسا

وفي جلسة مجلس الأمن (30/8/2012) تحدّث الجعفري عن فترة الاحتلال الفرنسي لسورية، وذكر بماضيها في قمع الشعوب، فردّ عليه المندوب الفرنسي: “بما أنكم تحدثتم عن فترة احتلال فرنسا لسورية فمن واجبي أن أذكركم أن جدّ رئيسكم الأسد قد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا ومنحها الاستقلال بموجب وثيقة رسمية وقع عليها. ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية وإن أحببتم أعطيكم نسخة عنها”. مما أوقعه في حرج.

سوريا والقانون الدولي الإنساني

ولم يتوقف الجعفري -الذي أعيد إلى سوريا عام 2020 من أروقة الأمم المتحدة- عن شطحاته وإطلاق التصريحات التي تثير السخرية، لبعدها عن الواقع، وكأنه يتكلم وهو نائم.

وجديدها، ما قاله في 6 يونيو/حزيران 2022، خلال ندوة بالعاصمة دمشق نظمت بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، بأنّ “سوريا من الدول الرائدة عالمياً، في مجال التوعية بالقانون الدولي الإنساني”.

وسرعان ما تلقّف السوريون تصريحه، وردّوا عليه مستشهدين بالأدلة الواقعية على كلامه، قائلين: “طريق الإنسانية لدى نظام الأسد معبّد بقتل مئات الآلاف من الشعب، وبالمقابر الجماعية، والسجون الأمنية المرعبة، واستخدام السلاح الكيماوي، وإلقاء البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين، وتشريد 12 مليون سوري داخلياً وخارجياً”.

“شاهد بشار الجعفري معايراً المندوب الكويتي: كنا قادرين على اتخاذ موقف سلبي إبان تحرير الكويت

هل الجعفري فارسياً؟

وكثُر الكلام عن شخص بشار الجعفري، في الآونة الأخيرة، بأنّه دمشقي من أصول إيرانية ومن أصفهان تحديداً، كما قالت بذلك بعض وسائل الإعلام العربية، وبالعودة إلى تعريفه بنفسه في الصفحة الرسمية لـ”البعثة الدائمة للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة” بأنه يتقن اللغة الفارسية، إضافة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

ودون أن يكون هناك أي سبب لإتقانه الفارسية، خصوصاً أن كل شهاداته العليا من فرنسا، فضلاً عن شهادته الجامعية من دمشق عام 1977، وكانت عن الأدب الفرنسي!

ونقل موقع “العربية نت” عن الدكتور باذيب، إن كتاب الدكتور بشار الجعفري الموسوم بـ “أولياء الشرق البعيد.. رواية تاريخية حول كيفية انتشار الإسلام في أرخبيل الملايو” هو “نموذج للعبث التاريخي والعمل الممنهج على نشر الثقافة الإيرانية في صفوف السادة بني علوي في إندونيسيا”.

مع الإشارة إلى أن الدكتور الناقد لم يكن بصدد النيل من شخص الجعفري أو الحفر بأصوله، بل كان يستلهم ملاحظات استمدّها مما ورد في الكتاب.

ويندفع الدكتور باذيب إلى القول واثقاً، إن الجعفري: “يطمح إلى ما فوق ذلك، فهو يريد أن يرسّخ لدى القراء أن إيران قديمة الوجود على الخارطة الدينية والفكرية، منذ العصور القديمة”، مؤكداً أنها “لعبة مكشوفة”.

فضائح عائلية

ولم تغب فضائح الجعفري عن الدائرة العائلية الضيقة، ففي العام 2017 رفع دعوى قضائية ضد زوج ابنته السابق الممثل مصطفى الخاني المعروف بلقب ” النمس” في مسلسل “باب الحارة”، متهمًا إياه بالتشهير والقذف بعد أن اتهم ابنه أمير بمهاجمة مفرزة للشرطة في دمشق.

وأكدت المصادر حينها، أنه “بناءً على التحقيق وبعد صدور قرار من النائب العام، تم سجن الخاني في إدارة الأمن الجنائي بالمعضمية”.

وأتى ذلك بعد أن نشر النمس عبر صفحته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منشوراتٍ فضح من خلالها ممارسات ابن الجعفري، مهدِّداً بفضح المزيد، ما دفع الأخير إلى توكيل المحامي أحمد الكزبري بدعوى قضائية ضد الخاني.

وكان الخاني قد انفصل عن يارا بشار الجعفري، في أيلول/سبتمبر 2017، بعد زواج دام سنتين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.