وطن- تزامناً مع إعلان وفاة الملكة إليزابيث الثانية، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعُ فيديو قديم، زعم ناشروه، أنه يوثّق لحظة قيام الملكة، وهي ترمي الطعام للفقراء على الأرض.
وتم نشر هذا الفيديو بعناوين مختلفة، في إطار انتقاد للذين عبّروا عن حزنهم لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، حيث علّق أحد ناشري الفيديو بالقول: “أعزائي الأفارقة، قبل أن تبكوا، تذكروا هذا”.
Chers africains, avant de pleurer, souvenez-vous de ceci… pic.twitter.com/WtgHG45zCi
— Jonathan Batenguene M. (@BatengueneM) September 9, 2022
ونشر الفيديو في منشور آخر على “فيسبوك“، في إطار انتقاد الحزينين علي وفاتها: “إلى كل المطبلين انظروا الحضارة والتحضر وقمة الرقي عندما تطعم البشر كأنهم خراف”.
ووفقاً للفيديو، فقد ظهرت سيّدتان وهما ترميان قطَعاً نحو أشخاصٍ يلتقطونها عن الأرض، في إشارة إلى أن مَن ظهر في الفيديو هي الملكة إليزابيث الثانية.
عندما أغضب الحسن الثاني الملكة “إليزابيث”.. ولماذا وصفت رحلتها إلى المغرب بـ”الجحيم”؟
حقيقة الفيديو
من جانبها، كشف خدمة تقصي الحقائق في وكالة الأنباء الفرنسية، أن الفيديو مضلّلٌ، ولا علاقة له بالملكة إليزابيث الثانية.
وقالت، إن الفيديو مقتطَعٌ من فيلم قصير للأخوين لوميير، صُوّر في فيتنام، وعُرض عام 1901 قبل سنوات من ولادة الملكة إليزابيث الثانية.
وأوضحت أنه بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى أنّه من أفلام الشقيقين أوغست (1862-1954) ولوي (1864-1948) لوميير الشهيرين، اللذين عرضا الصور السينمائية المتحرّكة الأولى في العالم.
وقد صوّر هذا الفيلم، من إخراج غابريال فاير، بين عامي 1899 و1900، في منطقة من “الهند الصينيّة الفرنسيّة”؛ هي اليوم فيتنام، وعُرض في فرنسا عام 1901، أي قبل ولادة إليزابيث الثانية بأكثر من عشرين عاماً.
ويظهر هذا الفيلم مشاهد حقيقيّة لسيّدتين فرنسيّتين، ترميان قطعاً نقديّة لأطفالٍ من السكّان الأصليين، واستخدمت المنشورات المضللة نسخة مرمّمة من الفيلم.
وبدأ انتشار هذا المشهد غداة وفاة الملكة إليزابيث الثانية، في قصر بالمورال الاسكتلندي عن عمر ناهز 96 عاماً، الخميس.
انتقاد التاريخ الاستعماري لبريطانيا
وفي ظلّ حالة الحداد في المملكة المتّحدة وموجة التعاطف حول العالم، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة منشورات تنتقد التاريخ الاستعماريّ البريطاني والحروب، التي خاضتها بريطانيا في دولٍ عربيّة خلال فترة حكم الملكة.
وكانت الملكة عند وفاتها رئيسةً لـ15 مملكة من نيوزيلندا إلى جزر الباهاماس، إلا أنه في المستعمرات البريطانية السابقة التي ظلّت تابعة للتاج البريطاني، تُطلقُ انتقادات كثيرة للماضي الاستعماري.