الرئيسية » الهدهد » جارديان: في السعودية.. التغريدة تقودك إلى السجن

جارديان: في السعودية.. التغريدة تقودك إلى السجن

وطن- نشرت صحيفة “جارديان” البريطانية، تقريراً حول ممارسات القمع التي تشنّها السلطات السعودية، ضد السيدات في المملكة.

فتحت عنوان إدانة سعودية مسجونة بـ “نشر الأكاذيب عبر التغريدات”، قالت الصحيفة إن امرأة سعودية حُكم عليها مؤخرًا بالسجن 45 عامًا باستخدام الإنترنت وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب عبر التغريدات، من بين جرائم أخرى مزعومة، وفقًا لوثيقة محكمة سعودية تم الحصول عليها حديثًا.

نورا القحطاني، التي ظهرت قضيتها لأول مرة الأسبوع الماضي، هي أم لخمسة بنات، إحداهن معاقة، تبلغ من العمر نحو 50 عاماً وتعاني من مشاكل صحية، وفقاً لسجلات المحكمة.

نورة القحطاني سعودية حُكم عليها بالسجن 45 عاماً بسبب تغريدة

الوثيقة، التي تصف إدانة القحطاني والحكم عليه من قبل محكمة جنائية خاصة، اطلع عليها عبد الله العودة، مدير وحدة الخليج في منظمة “Dawn”، وهي مجموعة مؤيدة للديمقراطية مقرها واشنطن أسسها الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي.

تكشف سجلات المحكمة، للمرة الثانية خلال أسابيع حُكمًا شديد القسوة ضد امرأة تبدو عادية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي، للتعبير عن دعمها للمعارضين، لكنها لم تشارك شخصيًا في أي نشاط سياسي.

وتضيف الصحيفة: “هذا الأمر يتعارض مع الصورة العامة التي سعت الحكومة السعودية وداعموها إلى تعزيز تمتع المرأة بمزيد من الحرية الشخصية في ظل حكم الزعيم السعودي الفعلي محمد بن سلمان”.

وفي أغسطس الماضي، حكمت محكمة استئناف سعودية على سلمى الشهاب، طالبة دكتوراه في جامعة ليدز وأم لطفلين، بالسجن 34 عامًا، لامتلاكها حسابًا على تويتر ولمتابعتها وإعادة تغريد المعارضين والناشطين.

تم القبض على شهاب وإدانتها بعد أن عادت إلى السعودية لقضاء عطلة، وتمّت إدانة الحكم على نطاق واسع، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها أجرت عدة مناقشات مع نظرائها السعوديين لمناقشة القضية.

في قضية القحطاني، تنص وثيقة المحكمة على أنها استخدمت حسابين مجهولين على تويتر، يبدو أن أحد الحسابات، “Najma097″، كان نشطًا آخر مرة في 4 يوليو 2021 ويتبع 293 حسابًا على تويتر، ويبدو أن بعض التغريدات تنتقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتدعم حقوق المعتقلين السياسيين.

وأدينت القحطاني بعدة تهم، بينها سعيها إلى “تشويه سمعة” ولي العهد، وأيضاً الملك سلمان بن عبدالعزيز، واتهمت كذلك بأنها “شجعت المشاركة في الأنشطة التي تضر بأمن واستقرار المجتمع والدولة”، وأعربت عن “دعمها” لإيديولوجية أولئك الذين يرغبون في “زعزعة استقرار” المملكة، وفق تلك المزاعم.

كما أدينت بتهمة “إهانة رموز الدولة والمسؤولين، والسعي للإفراج عن المعتقلين، وعرقلة التحقيق في استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال إتلاف وإخفاء استخدام الهاتف المحمول في الجريمة”.

وأدينت بحيازة كتاب محظور، كتبه سلمان العودة، رجل دين إصلاحي معروف -ووالد عبد الله العودة- الذي يقضي هو نفسه عقوبة بالسجن المؤبد في سجن سعودي.

سلمان العودة مسجون منذ عام 2017 بعد أن دعا إلى السلام عبر تويتر بعد تطبيق الحصار، الذي كانت تقوده السعودية على قطر.

التلفزيون الألماني يكشف مخطط النظام السعودي ضد ناشطات حقوق المرأة

الكتاب الذي يزعم أن القحطاني كان يمتلكه، لم يكن أحد كتب العودة السياسية، ووصفه عبد الله -المقيم في الولايات المتحدة- بأنه كتاب عن تحسين الذات ومحاربة الأنانية داخل الذات.

وقال عبد الله العودة: “إنه كتاب غير سياسي للغاية”.

وتشير وثيقة المحكمة أيضًا إلى تحليل فني أجراه مسؤولو الدولة، لكنها لا تحتوي على أي معلومات حول كيفية تحديد السلطات السعودية لمقبض تويتر -كما يُزعم- مستخدمًا من قبل القحطاني.

الصحيفة لفتت إلى أنّه تمّ اختراق شركة التواصل الاجتماعي الأمريكية من قبل مسؤولين حكوميين سعوديين في عامي 2014 و 2015.

وبحسب المدّعين الأمريكيين، جندت السعودية أشخاصاً في تويتر ودفعت لهم مبالغ مالية، لتمكينها من اختراق حسابات النشطاء، وهو ما مكّن سلطات المملكة بالفعل من الوصول لتلك المعلومات.

وسمحت الشركة لبدر العساكر، أحد كبار مساعدي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه المدعون الأمريكيون بأنه العقل المدبر وراء التسلل السعودي، بالحفاظ على حسابه الذي تمّ التحقق منه على تويتر.

وورد في وثيقة المحكمة، أن القحطاني حُكم عليه أولاً بالسجن 13 عاماً؛ على خلفية “جرائمها” (المزعومة)، وتمّ تمديد العقوبة إلى 45 عامًا بعد أن اشتكى المدعي العام أثناء استئنافها من أن العقوبة الأصلية كانت مخففة للغاية.

وأظهرت وثيقة المحكمة أن القحطاني قدّمت دفاعًا أمام المحكمة، بما في ذلك أنها لم تكن إرهابية أو تخطط لهجوم إرهابي أو جزءاً من منظمة إرهابية. كما ذكرت أنها كانت في سنّ الخمسين تقريبًا، وليس لديها أي سجل سابق، وتأسف على تغريداتها.

وأظهرت الوثيقة أن محكمة الاستئناف لم ترفع من مدة العقوبة إلى 45 عامًا فحسب، بل فرضت حظرًا على السفر لمدة 45 عامًا بمجرد خروجها من السجن، وهي في سن 100 عام تقريبًا، علماً بأن ابنتها المعاقة تبلغ عشرة أعوام وتعاني من اضطراب وراثي يسبب إعاقات في النمو.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.