وطن- تعرّض الشيخ والعالم العماني “نور الدين السالمي” أحد أعلام الحركة العلمية في سلطنة عُمان، لهجوم وانتقادات من الكاتب العماني المعروف سعود الزدجالي، عبر تغريدات عدة قلّل فيها من قيمته ومنهجه العلمي.
ونور الدين السالمي المعروف بـ “الضبي” هو علّامة ومحقق وشاعر ومؤرخ عماني، يعدّ من أبرز شيوخ عمان في القرن التاسع عشر الميلادي.
ومن أشهر مؤلفاته كتاب”تلقين الصبيان” في علم الفقه، وكتاب” تحفة الأعيان” في سيرة أهل عمان في علم التاريخ، ومنظومة في النحو بعنوان” بلوغ الأمل في المفردات والجمل”، وله في علم العقيدة منظومة” أنوار العقول” ومؤلّفات أخرى كثيرة.
بهجة الأنوار للسالمي
وكان سعود الزدجالي قد غرد على حسابه في موقع التدوينات الصغيرة” تويتر”منتقِداً ما جاء في كتاب “بهجة الأنوار” للسالمي، وهاجم فكرَه وفكرَ أتباعه.
= فالبراءة في بهجة الأنوار للسالمي: "هي البغض بالقلب، والشتم باللسان، والردع بالجوارح"؛ والواجب منها "البغض القلبي" وما عداه "من الثناء باللسان والشتم به، ومن الإعانة بالجوارح والردع بها، فليزم تارة ويرتفع أخرى، كل ذلك بحسب المقامات والتكليف بالفرائض" فيتحول الانتهاك إلى واجب=
— سعود الزدجالي (@muladdah) August 10, 2022
وهاجم الكاتب العماني التيارات الدينية بقوله: “وإزاء هذه الظاهرة نلاحظ أنّ استعادة هذه الأحكام والنصوص يجعل التيارات الدينية ثلاثة أقسام على الأقل.”
وذكر منهم: “قسم يمارس الشََّتم في العالم الافتراضي وينتهك المختلِف في عِرضه وشخصه ويحرّض عليه، ويتوعّده بالتصفية أحياناً لو كان قادراً عليها، وهذا القسم كما يتبيّن يمارسه بعض الملتحين والمراهقين.”
= وإزاء هذه الظاهرة نلاحظ أن استعادة هذه الأحكام والنصوص يجعل التيارات الدينية ثلاثة أقسام على الأقل: قسم يمارس الشتم في العالم الافتراضي وينتهك المختلف في عرضه وشخصه ويحرض عليه، ويتوعده بالتصفية أحيانا لو كان قادرا عليها، وهذا القسم كما يتبين يمارسه بعض الملتحين والمراهقين=
— سعود الزدجالي (@muladdah) August 10, 2022
وردّ عدد من المغردين على الزدجالي من خلال وسم حمل اسم “العلامة نور الدين السالمي”. حيث علّق “أبو اليسع الرواحي” :”لا أعلم هل يحقّ للمدّعو سعود الزدجالي أن يطعن في الإمام نور الدين السالمي بحجة حرية الرأي.!؟”
وتابع :”هل يَعتقد أن له الحق بالطعن في علمائنا كإباضية..هل غاب عنه مقام الإمام السالمي رضي الله عنه حتى يصف موروثه باللاأخلاقي..السالمي لم يخرج من منهجه إرهابيٌ واحدٌ..أوقفوا فتنة الرجل”.
https://twitter.com/abu_alyas3/status/1557426789303177219?s=20&t=AVO6CzM9Nb1NEiZKe69GqA
وتساءل “يوسف الشبلي”: “هل يوجد تشريع يُحرّم التطاول على الأموات حتى ولو قال عنهم : أهل الفهم السقيم مثلاً. واستدرك أن “كلاهما خطر على المجتمع العماني”.
هل يوجد تشريع يحرم التطاول علي الأموات حتي ولو قال عنهم : اهل الفهم السقيم مثلا.
كلاهما خطر علي المجتمع العماني
— الفطر الأحمر (@hBUeRbqta1ofLyg) August 11, 2022
مفتي عمان أحمد الخليلي:مذهبنا لا يوالي الحاكم ونرفضه إن لم يحكم بشرع الله
مشايخ الإباضية
ورأى “خليفة بن حمد البسامي” أنّ “سعود الزدجالي دائماً في كتاباته يُسىء إلى علماء ومشايخ الإباضية- خاصة أهل عمان- سواء كانوا الأحياء منهم (كالخليلي والصوافي) حفظهم الله ، أو الأموات( كالسالمي) رحمه الله” حسب قوله.
مضيفاً:”ولم نقرأ عنه كلمة عن علماء السنة في السعودية. مع تعصّبه ضد كل ما يتعلق بالدين في عمان.”
وأضاف بنبرة تساؤل “هل هذا كُره للمذهب الإباضي؟”
وتنتشر الإباضية في سلطنة عُمان حيث يمثلون حسب بعض الإحصائيات ما يقارب 70% من العُمانيين.
سعود الزدجالي دائما في كتاباته يسىء إلى علماء ومشايخ الإباضية خاصة أهل عمان سواء كانوا الأحياء منهم كالخليلي والصوافي حفظهم الله ، أو الأموات كالسالمي رحمه الله ، ولم نقرأ عنه كلمة عن علماء السنة في السعودية.
مع تعصبه ضد كل ما يتعلق بالدين في عمان. فهل هذا كره للمذهب الإباضي؟
— خليفة بن حمد البسامي (@7cVe0SLmcJuEfUz) August 11, 2022
وعقب “سعيد ” أن تعليقات وكتابات الزدجالي “نابعةٌ من كُرهٍ متأصل في قلبه المريض على المذهب الإباضي” حسب زعمه.
واستدرك “لا أستبعد شخصياً أنه قابضٌ ثمنَ ما يبثه من تطاول على علماء الإباضية وما يثيره من الفتن في المجتمع العماني وبدون رادع من الجهات المختصة.”
كره متأصل في قلبه المريض على المذهب الاباضي ولا استبعد شخصيا انه قابض ثمن
ما يبثه من تطاول على علماء الاباضية وما يثيره من الفتن في المجتمع العماني وبدون رادع من الجهات المختصة@oman_pp— سعيد alrahbi (@alabqri61) August 11, 2022
ووصف “ماجد بن محمد الوهيبي” الزدجالي بأنه “لا يساوي غرزة في نعل السالمي ويأتي ليصف عباراته باللاأخلاقية وبالألعاب السياسية وألفاظ المطاوعة.”
وتابع :”لو سكت لسَلِم، ولكنه أبى إلا أن يؤجج الفتنة وينتقص من حق الذين سبقوهُ في العلم والفضل،ويتنافى النقد والحقد والتفرس والتغطرس”
ويأتينا اليوم من لا يساوي غرزة في نعله ويصف عباراته ب اللا أخلاقية وبالألعاب السياسية وألفاظ المطاوعة، ولو سكت لسلم ولكنه أبى إلا أن يؤجج الفتنة وينتقص من حق الذين سبقوهُ في العلم والفضل،ويتنافى النقد والحقد والتفرس والتغطرس،
ولو سكتوا عنا سكتنا عنهمُ#العلامه_نور_الدين_السالمي pic.twitter.com/1HWAGwMTUV— ✍🏻ماجد بن محمد الوهيبي💌 (@majid1fff) August 13, 2022
وقالت “لوامع” إن “العلماء هم ورثة الأنبياء وهم عقول الأمة، ولا بقاء لأمة لا تحترم عقولها، وقد ابتلي هذا الزمان بضعاف الإيمان وسفهاء اللسان الذين وجهوا طاقتهم قدحًا وتنقيصاً لعلماء الشريعة.”
وتابعت:”ومن المعلوم أن الاستهزاء بالعلماء يُفضي إلى الإلحاد؛ لأنه قدحٌ بما يحملونه من الشرع.”
https://twitter.com/Lwameaa/status/1558057943668514817?s=20&t=fUJFqmV2KDTSXKqpZykLFw
بينما طالب “نصري بن مرشد” الجهات الرسمية باتخاذ إجراءت تأديبية بحَثَ الزدجالي لتطاوله الأخلاقي على شخص متوفًى وهو رمز وطنيٌّ وتمَّ تسجيل اسمه في اليونسكو كشخصٍ مؤثر إنساني.
وكان المُصلح الاجتماعي والموسوعي الإمام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي، قد أُدرج عام 2015 على قائمة سجل الشخصيّات العالمية البارزة باليونسكو، ضمن برنامج احتفال اليونسكو لإحياء الذكرى الخمسينية أو المئوية لأحداث تاريخية وشخصيات بارزة.
