الرئيسية » الهدهد » أزمة سد النهضة.. تناقض تصريحات السيسي يكشف ضعف الموقف المصري

أزمة سد النهضة.. تناقض تصريحات السيسي يكشف ضعف الموقف المصري

وطن-أدلى رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بتصريحات متناقضة، فيما يخص الموقف المصري من أزمة سد النهضة الإثيوبي الذي تتخوف القاهرة من أن يؤثر على حصتها المائية.

تحدث السيسي عن السد الإثيوبي، في أول تعليق رسمي يصدر عن السلطة منذ إعلان أديس أبابا موعد الملء الثالث للسد وذلك في شهر أغسطس / آب وسبتمبر / آيلول المقبلين.

هذا وبدأ رئيس النظام المصري حديثه مع الإعلاميين على هامش افتتاح مشروعات تنموية، بقوله لن يتمكن أحد من الاقتراب من مياه مصر.

وفيما يُفهم من هذا التصريح أنه يعبر عن لهجة تحذيرية من قِبل السيسي، إلا أنّ رسالة متناقضة تماما بعث بها السيسي بعد ذلك، بقوله إنه فعل كل ما يمكنه فعله.

وأشار إلى أنه أعطى الفرصة للإثيوبيين، وحرص على تعظيم موارد البلاد الداخلية من المياه.

سد النهضة
سد النهضة

يُذكر أن تناقض تصريحات السيسي فسره محللون بأنه يعبر عن ارتباك حاد في صفوف السلطة التي تقف عاجزة أمام إثيوبيا وهي تتوسع في أعمال البناء.

واتساقا مع ذلك، أثيرت معلومات بأن القاهرة تبحث في الخيارات المتاحة لديها للتعامل مع الأزمة الراهنة، بما في ذلك شراء المياه من إثيوبيا نفسها باعتبار أن هذه الخطوة قد تكون أقل كلفة من مشروعات تحلية المياه التي تنخرط فيها السلطات.

علاوة على ذلك، يعمل السيسي دائما على إثارة أزمة سد النهضة خلال المقابلات التي يجريها مع المسؤولين الأفارقة والأوربيين. وذلك في محاولة للحصول على دعم تلك الدول، إلا أنّ النظام المصري لم ينجح في ذلك، وأن الأمر لا يعدو مجرد التصريحات الدبلوماسية دون أن تكون هناك مواقف فعلية على الأرض.

إثيوبيا والحرب على مصر watanserb.com
عمل السيسي دائما على إثارة أزمة سد النهضة خلال المقابلات التي يجريها مع المسؤولين الأفارقة والأوربيين

ويأتي ذلك في وقت تتأهب فيه إثيوبيا للملء الثالث لسد النهضة، والذي سيكون وفق العديد من الخبراء أكبر من الملء الأول والثاني.

لم تنجح السلطات المصرية ولا حتى السودانية في استغلال تصريح أحد المسؤولين الإثيوبيين الذي أكد أن مشروع السد قد يحمل أضرارا على مصر والسودان وأن أديس أبابا لا تهتم بهذا الأمر.

وفي الحقيقة ولّد صمت النظام المصري على هذا التصريح الإثيوبي الخطير، شعورا متناميا بأن القاهرة لم يعد بإمكانها شيئا لفعله، وبالتالي الاستسلام أمام إثيوبيا التي تصر على إكمال مشروعها.

https://twitter.com/muskholder0/status/1535193990479368192?s=20&t=aZtQS3jOQMJD0JjzdA_sJg

وتجمدت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا منذ أكثر من عام، فيما كان السفير الإثيوبي لدى واشنطن سيليشي بيكيلي قد دعا إلى استئناف المفاوضات.

من جهته قال الدبلوماسي الإثيوبي الذي كان عضوا سابقا في لجنة المفاوضات من الجانب الإثيوبي، إن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات بقيادة الاتحاد الإفريقي.

لكن القاهرة والخرطوم كثيرا ما اتهمتا أديس أبابا بأنها تعرقل أي مفاوضات. بالإضافة إلى أنها تعمل على اتخاذ إجراءات أحادية، بما يقود إلى إنشاء السد دون توافق.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.