الرئيسية » الهدهد » “قرنقشوه” يقسم العمانيين في رمضان .. هل هو عادة وثنية فعلا؟!

“قرنقشوه” يقسم العمانيين في رمضان .. هل هو عادة وثنية فعلا؟!

وطن – شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان، حالة انقسام كبيرة بين مؤيد ومعارض لاحتفال “قرنقشوه” الذي اعتاد البعض في دول الخليج القيام به في رمضان.

وبينما اعتبر نشطاء أن هذا الاحتفال فكرة جيدة ومصدر بهجة للأطفال في رمضان ولا يوجد فيه ما يحرمه، ذهب آخرون لتحريمه باعتباره عادة وثنية وغير موافق لشريعة الإسلام، حسب قولهم.

ويشار إلى أن احتفال “القرنقشوه” هو احتفال اعتاد عليه الخليجيين في منتصف رمضان، حيث يخرج الأطفال ليلة 14 من الشه رالكريم وقد ارتدوا ثياب جديدة خصصت لهذا الاحتفال.

بينما تسمى هذه العادة في قطر “بالكرنكعوه”، وفي الكويت يدعى هذا الاحتفال باسم “القرقيعان”، والذي يأتي في سلطنة عمان بسام “القرنقشوه”.

ويطوف الأطفال الشوارع ويجوبون البيوت المجاورة طيلة الليل كل بمنطقته. حيث يحصلون من الكبار على الهدايا والحلوى والنقود كأنه يوم عيد.

قرنقشوه .. “عادة وثنية”

وتصدر وسم بعنوان “#قرنقشوه” قائمة الوسوم الأكثر تدولا بتويتر، وسط حالة انقسام كبيرة بين مؤيد ومعارض.

معظم النشطاء العمانيين الذين أيدوا تحريم هذا الاحتفال، احتجوا عبر الوسم بفتوى قديمة للشيخ كهلان بن نبهان الخروصي، مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان.

وكان “الخروصي” أكد في فتواه تلك والتي تعود للعام 2018، بأن هذا الاحتفال غير جائز ومخالف للشريعة الإسلامية. كما قال إنه عادة وثنية.

مساعد المفتي استند الخروصي في فتواه بشأن “قرنقشوه” إلى ما قال إن علماء الآثار والانثربولوجيا نقلوه في هذا الأمر حيث أكدوا أن أهل الكنيسة قد نصروا هذه العادة وأطلقوا عليها “عيد كل القديسين” أو “الهالويين”.

ويخرج فيها الأطفال إلى المنازل المجاورة لهم ويتسولون من أصحابها، حسب فتوى “الخروصي”.

ورفض البعض هذه الفتوى واعتبروها مبالغة كبيرة من الشيخ وتشدد، حيث أن إسعاد الأطفال وإدخال السرور عليهم أمر جيد وجائز شرعا.

وشددوا في الوقت ذاته على أن هذا الاحتفال لا يحدث فيه أي مخالفات دينية بما يحرم حدوثه، وأنه لا يتم تقليد أي أحد سواء الوثنية أو غيرها في هذا الاحتفال. وهو مجرد يوم سعيد للأطفال بمناسبة رمضان يحرص الخليجيين عليه فقط، حسب وصفهم.

من العادات القديمة 

وفي هذا السياق كتب الدكتور زكريا البلوشي:”قرنقشوه تعتبر من عادتنا القديمة جدا فيها فرحة للأطفال بمناسبة انتصاف شهر رمضان المبارك ويفرح الكبار بفرحة الصغار.”

وتابع موضحا:”نتفهم أنها ليست من عادات بعض مناطق عمان. ولم يطلب أحد انكم تطبقوها ونحترم ذلك. لكن رجاء لا تتفلسفوا فيها وأحترموا عادتنا مثل ما نحن نحترم عاداتكم. نفس السالفة كل رمضان”.

وعلى الجانب الآخر دون يوسف بن علي، منتقدا رفض فتوى الخروصي:”يقومون بسؤال أهل العلم وحينما لا تعجبهم الفتوى يقومون بانتقادهم وتوجيه السهام لهم.”

وأضاف:”العلماء هم مجتهدين لدفع الضرر عن الأمة. عادة القرنقشوه خرجت عن المألوف وصاحبها أشياء خطيرة لذلك العلماء حذروا منها. ويجي واحد يقول نفرح الأطفال طيب فرحتهم يوم العيد وهذا ما شرعه الله تعالى.”

فيما قالت زوينة سالم:”لا أعرف مصدر هذا الاحتفال الجميل بمنتصف شهر رمضان قرنقشوه. لكنني اعتقد أن من ابتكر الفكرة يستحق منا التقدير، لأنه ببساطة نجح في ربط شهر رمضان في أذهان الأطفال بمناسبة سعيدة يحبونها. ليدخل هذا الشهر في ذاكرتهم من بوابة الحب والفرح وليس الخوف والتذمر .”

فريق ثالث من العمانيين دعا إلى ترك هذه الأمور التي وصفها بأنها قليلة الأهمية، والالتفات إلى ما هو أهم وينفع المجتمع العماني.

مشيرين إلى أن هذا الاختلاف لم يكون موجودا في السابق، وأن وسائل التواصل أصبح ضررها أكبر من نفعها بالنسبة للعمانيين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.