الرئيسية » الهدهد » الشيخ حمود الصوافي .. قصة داعية فقد بصره وهو ابن 17 عاماً وأسر قلوب العمانيين

الشيخ حمود الصوافي .. قصة داعية فقد بصره وهو ابن 17 عاماً وأسر قلوب العمانيين

وطن – تصدر اسم الداعية العماني البارز الشيخ حمود بن حميد الصوافي، قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر في سلطنة عمان.

وعبر الوسم دونت مئات التغريدات المشيدة بتاريخ الداعية العماني الشيخ حمود الصوافي وسيرته الطيبة وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، ونقل العلم للطلاب وقيامه على ذلك بما يملك من جهد ومال وعلم.

وشدد العمانيون عبر الوسم على أنه طيلة 50 عاما بذل الشيخ حمود الصوافي، ماله ووقته وعمره ومسكنه لطلاب العلم من داخل عمان وخارجها.

حيث يربيهم تربية قرآنية محافظة على القيم العمانية والشمائل المحمدية متسلحة بعلوم الشريعة واللغة العربية متأسية بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

ويشار إلى أن الشيخ حمود الصوافي، ﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ وهو في عمر الـ17 تقريبا.

لكن ذلك لم يعوقه عن طلب العلم. وﺮﺃﻯ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎﻣﻼ‌ ﻭﻫﻮ ﻻ‌ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ.

وبعدها ﺄﺧﺬ ﻳﻨﻬﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ. ﻓﺤﻔﻆ ﻣﺘﻮﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ في سنة مبكرة منها “ﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻟﻺ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﻲ، ﻭﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ.”

ﻔﻄﻨﺔ ﻭﺬﻛﺎﺀ

وبحسب ناشطين، فقد ﺗﻤﻴﺰ الشيخ الصوافي ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎﻩ.ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻼ‌ ﻧﺠﻤﻪ ﻭﺳﻤﺎ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻤﻦ ﻳﺸﺎﺭ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ.

وعبر الوسم وصف الناشط حمد البوسعيدي، الشيخ الصوافي بأنه “كوكب منير من كواكب العلم في سلطنة عمان والعالم الاسلامي أجمع.”

وتابع أنه “مثال للتواضع والاخلاق والسيرة العطرة. فلا نقبل بالاساءة له فهو أب لنا جميعا، بارك الله في عمره وأدام عليه العافية.”

والشيخ حمود الصوافي من مواليد عام 1942 في بلدة “سناو” بولاية المضيبي. وهو أب لثلاثة أولاد وسبع بنات.

https://twitter.com/migrant37/status/1514487381377888261?s=20&t=vLIhdILawh8Q0GfbgJwWbw

ويتجمهر بجامع سناو كل أسبوع في صلاة الجمعة عدد كبير من المصلين، يأتي بعضهم من أماكن بعيدة للاستماع لخطبة الشيخ حمود.

من جانبه أوضح الناشط محمود الندابي، أن الشيخ حمود الصوافي يستقبل في كل صيف أكثر من 100 طالب من شتى بلدان عمان يتكفل بتغذيتهم وسكنهم وتعليمهم طوال الصيف.

كما يستقدم لأجلهم مشايخ وأساتذة لتدريسهم.

ويروي أحد النشطاء أنه ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﻮﺩ الصوافي، ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﻨﺎﻭ ﺑﺎﻟﻤﻀﻴﺒﻲ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﺩﺭﺳﺎ ﻓﻼ‌ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ.

ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﻓﻬﻤﺲ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻗﺪ ﺧﺴﻒ. ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﻓﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ كاملة. حتى أن الطلبة ﺠﻠسوا ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ ٩٠ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﻠﺴﺎ. فقد تعودا على ذلك ولازما عليه.

ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋن الشيخ حمود الصوافي أيضا، ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻓﻮﺍ ﻣﺜﻠﻪ.

ويروي أحد النشطاء أنه ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻫﺎﺗف الشيخ حمود، ﻳﻈﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷ‌ﻭﻗﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ الناس. ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺭﻧﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ. ﻓﺈنه يبدأ في لمس ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ.

رحلة الشيخ حمود الصوافي العلاجية في ألمانيا

وعن ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻟﻠﻌﻼ‌ﺝ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، روت صفحة عمانية بفيسبوك، أنه ﺳﺎﻓﺮ ﻣع الشيخ الصوافي ﺷﻴﺨﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﻼ‌ﺑﻪ.

كما ذكر أحدهم أنهم كانوا يقضون ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ‌ ﻳﺮﺩﻩ ﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ.

ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﻪ “ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻢ” ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻠﻲ. ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻧﻬﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﺩ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.

كما تابع:”ﻛﻨﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻋﻠﻢ. ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻞ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻷ‌ﻃﺒﺎﺀ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﻥ. ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻬﻴﻦ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻗﺮﻭﻧﻪ ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧﻪ.”

ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ أيضا ـ بحسب الرواية ـ ﺑﺄﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻷ‌ﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻷ‌ﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻓﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻳﺰﻭﺭ ﺑﻠﺪﺍ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﺎﻇﺮﻫﺎ.

ﺇﻻ‌ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺁﺧﺮ ﻷ‌ﺧﺬ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ. ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﺑﺄﻻ‌ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺘﺒﺎ ﻟﻴﺴﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﻤﻨﺎﻇﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼ‌ﺩ.

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻛﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻷ‌ﺣﺪﻫﻢ: ﻓﻼ‌ﻥ ﺍﻗﺮﺃ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻟﻢ ﺃﺣﻀﺮ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻌﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻶ‌ﺧﺮ: ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺘﺎﺏ؟، ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.

كما ينقل عنه أحد تلاميذه:”في ذات يوم كان الشيخ ذاهبا إلى مصيرة برفقة مجموعة من الطلبة. وفي المركب أمر بالقراءة من كتاب. ومع الاهتزاز الشديد تعذر على القارئ الإستمرار. فطلب الشيخ من مرافقيه أن يسمعوا له شيئاً من محفوظاتهم حتى لا يضيع منه ذلك الوقت”.

بينما كتب أحد النشطاء عبر الوسم مثنيا على جهود الشيخ الصوافي:”يتمثل الشيخ حمود الصوافي في حياته حديث الحبيب المصطفى ﷺ “ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة”. يبذل جهده وماله ووقته لقضاء حوائج الناس بطيبة نفس وانشراح صدر. ولو كلفه ذلك الأمر مالا أو وقتا أو مسيرا.”

(المصدر: وطن – رصد تويتر) 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.